الثلاثاء، 22 أبريل 2008

صباح كنجي:لقاء مع أبو آزاد....اوراق من ذكريات محمود خضر

صباح كنجي
في الفترة من 10/10 ولغاية 17/10 من عام 2002 حل علي ضيفا ً، السيد ( محمود خضر ) الملقب بـ ( أبو آزاد ) ، هذه الشخصية التي تعرفت عليها منذ صغري حيث كان صديقا ً لوالدّي واخوالي وهو بالأضافة إلى ذلك من منطقتي بعشيقه .أبو آزاد يمتلك اسلوبا ً متميزا ً في الحديث ولسانه ينساب بذكريات مهمة عاصرها بحكم عمره الذي تجاوز السبعين ، وكذلك بحكم اشتغاله باكثر من مجال قبل تخرجه كمعاون طبيب بدأها بالخيول والريسس ومن بعدها بالآثار ومجالات أخرى كان ينتقل بينها بحكم نشأته الكادحه وكفاحه وطموحه من اجل التعليم وتحسين اوضاعه الأقتصادية والأجتماعية ، وهكذا كان حيث ابدى ابو آزاد استعداده لتسجيل جزءً من ذكرياته ومشاهداته التي بدأتها معه بالأستفسار عن ولادته ؟فأجاب :ولدت في عام 1933 في قضاء الشيخان ( عين سفني ) ، في ظل عائلة كادحة لأب لا يستوعب اهمية الدراسة والتعليم بحجة أنها حرام ، وكنت أنا شغوف بالتعلم ، وذهبت إلى المدرسة بالخفية استعنتُ بأقلام ودفاتر زملائي أما الكتب فتوزع مجانا ً.كانت المدرسة الوحيدة في الشيخان ابتدائية ( عين سفني ) ، وتلاميذها من الأيزيديين والآشوريين ولم يكن يسكنها غيرهم أو يتواجد فيها إلا الموظفين من الكرد والتركمان من خارج ا لمدينه ومن ضمنهم (عبدا لله افندي ) من قرية سواري الذي كان معلما ً متميزا ً ، يحبه التلاميذ والناس .وعدد صفوف المدرسة لم يتعدى الستة صفوف ، واعتقد أنها تأسست سنة 1938 لأن أول دفعة من التلاميذ تخرجت منها كانت في عام 1944 وهي دفعة مهمة شملت على أسماء سيكون لهم شأن في مجال التعليم بين الايزيدية ومن ضمنهم (مهمد خدر اوصمان ) عمل كاتب نفوس فيما بعد ومازال عائشا ً و(حجي كركو) وشيخ ( هسن إبراهيم )الملقب ب (هسن برقي ) الذي أصبح ضابط شرطة فيما بعد و ( سليمان افندي ) والد ( كريم سليمان النصير الشيوعي ) الذي يدير مركز لالش الثقافي في الشيخان الآن و(خليل بشار ) من جيل المعلمين الأوائل .ومن الطلبة الذين رافقوه في مسيرته الأولى يذكر أبو آزاد ( جندي حجي فارس) و (بير طارق مامكو) ومن المعلمين يذكر (حسن افندي ) و (شيخ حسين ) وكلاهما من أهالي بحزاني التي كانت فيها مدارس وتخرج منها معلمين .ويسترسل أبو آزاد :كنت الاحظ شياكة ونظافة ملابس المعلمين و الموظفين والشرطة فتأثرت بهم وحاولت أن أكون مثلهم .أبي ( خضر سليمان ) كان فراشا ً في المالية وكنت الاحظه يعاني من الفقر ، لذلك قررت أن لا أكون بمثل وضعه في المستقبل . كانت نظرة الناس للفقير نظرة دونية ، وادركت إن التعليم والمدرسة هم طريق الخلاص من الفقر و الوصول للأهداف ، وسعيت لأن أكون انسانا ً ذا شان يحترمه الناس ، لكني اصطدمت بعقلية والدي وذهنيته التي كانت تعتقد إن المدرسة تفسد عقول الأيزيديين.كان شيخ حسين وحسن افندي يعلّمان في المدرسة قبل دخولي وتسجيلي بها وكذلك عبدالكريم اسماعيل بك من باعذرة الذي كان يدرس تلاميذ الصف الأول .سجلت اسمي عند مدير المدرسة عبد الله سواري الذي طلب مني أن اجلب ولي امري ( والدي ) الذي كنت متأكدا ً انه سيرفض ، لذلك فاتحت جدي ( سليمان) الذي كان يحب أن اتعلم ويشجعني ، وهكذا ذللتُ أول مشكلة صادفتني منذ الخطوة الأولى مع بدء تسجيلي في اليوم الأول .لكني واجهت مشكلة جديدة حينما أدرك والدي بالأمر ، حيث هددني بأنه سوف لن يشتري لي مستلزمات الدراسة من القرطاسةه ، التي اضطررت إلى طلبها من زملائي الذين لم يبخلوا علي و ساعدوني .وفي كثير من المرات كان أبي يقف في طريق المدرسة ويمنعني من الوصول اليها بعد أن يشد اذني بقوة ويقودني نحو الدار ، الذي اعود لمغادرته من جديد حالما يخرج والدي إلى دوامه ، واسرع مهرولا ً نحو المدرسة ثانية ، واستمرت حالتي مع أبي وردعه لي لثلاث سنوات ، بعدها رضخ للأمر الواقع ولم يمنعني من مواصلة الذهاب للمدرسة أو يعترض على استمراري في الدراسة .في المرحلة الثالثة من الأبتدائية جاءنا من بحزاني ( عبدالله محير ، ابوفريد ) كان يتسم ويتميز بمساعدة الطلبة الفقراء ، منهم طارق بير مامكو اليتيم حيث كان يشتري له الحاجيات الضرورية ويدعمه ويذلل الصعوبات التي تواجهه ، وبذل جهدا ً كبيرا ً معنا لأجل استمرارنا في ا لدراسة وشجع الجميع على حب التعليم ، وأنا شخصيا ً مدين له حيث كان يشجعني ويتابعني وقد استعمل اللين والشدة معنا بطريقة مقبولة ومحببة .تابعت الدراسة بشغف ، وتفوقت على اقراني وحصلت على علامات الأول والثاني وفي البكالوريا اشتركنا أنا وطارق مامكو وجندي حجي فارس ، في امتحان السادس ابتدائي في القوش ، وعدد الطلاب كان ستة طلاب فقط ، كنا نذهب بسيارة باص غلافها الخارجي ( البودي ) من الخشب ، وشاهدنا لأول مرة البنات ( الطالبات ) في القوش أما النتائج فكنت الوحيد الناجح من الشيخان .رغبت بمواصلة التعليم فواجهتني مشكلة المتوسطة حيث لم يكن امامي من حل إلا الذهاب إلى الموصل التي تتواجد فيها المدارس المتوسطة أما الشيخان فلم يكن فيها سوى الأبتدائية .توجهت إلى الموصل وسجلت في الثانوية الشرقية ،تفاجأت إن عمري قد تجاوز السن القانونية بسنة واحدة حيث كنت قد بلغت السابعة عشر وامام هذه المشكلة القانونية نُصحت ُ بالذهاب إلى كركوك إلى مدرسة دار الصناعة المهنية لأنها تقبل مثل حالتي فتوجهت إلى كركوك ، وكان الذهاب إلى كركوك مكلفا ً، وبالأضافة إلى عدم معرفتي بأوضاع كركوك وجهلي لطرق المواصلات وصعوبة تدبر تكاليف المعيشة وصعوبة العيش في منطقة بعيدة كل هذه المعوقات لم تثنيني من الوصول إلى كركوك مصطحبا ً معي اوراقي ، لكن المفاجأة غير السارة هي وجود نفس القانون في مدارس كركوك ، حيث لا يقبل الطالب الذي تجاوز السن ورفضوا تسجيلي .فعدت أدراجي إلى الشيخان حزينا ً كئيبا ً ، تنهمر الدموع من عيني بعد أن خابت آمالي .نصحني البعض أن اقدم عريضة ( فقير الحال) واقدمها إلى إدارة مدرسة كركوك لكي تسهل امري في التسجيل والقبول من باب العطف وكان هذا ماشيا ً آنذاك.قدمت طلبا ً إلى قائمقام الشيخان وطلبت منه المساعدة والعطف والتوصية كي يقبلوني في دار صناعة كركوك ، وحينها كان القائمقام (شاكر فتاح ) الذي الف كتاب قيّم عن الأيزيديه ، وقد اغتالته السلطة البعثية فيما بعد في اربيل عام1987.ذهبت مرة ثانيه إلى كركوك وقدمت الطلب مع توصية القائمقام ، لكنهم رفضوا طلبي مرة ثانيه .عدت خائبا ً إلى الشيخان من جديد ، في هذه الفترة قرأت اعلانات وشاهدت ملصقات جدارية على ابواب مديرية تجنيد الشيخان يطلبون فيها متطوعين للجيش العراقي من خريجي الأبتدائية للمدرسة الصناعية العسكرية .جهزت نفسي واكملت الوثائق اللازمة وذهبت إلى بغداد ، وكان حينها الشيخ هسن مفوضا ً في التحقيقات الجنائيه وهوشقيق والدي بالآخرة ( برايكي آخرتي ) ، فلجأت إليه لأسكن معه وقدمت اوراقي للدائرة المعنيه فأحالوني إلى اللجنة الطبية ، وفي اللجنة الطبية فشلت بسبب نقص الطول سنتيمتر واحد وعدت لأجواء الخيبة من جديد ورجعت للشيخان مرة أخرى .هناك في الشيخان بحثت عن واسطة للمساعدة وكنت لا اعرف مثل هذه الأمور ولم تكن لدي علاقات اجتماعية واسعة ، وكنت بطبعي خجولا ً واصبحت حائرا ً من امري لا ادري ماذا افعل؟ .كان لدينا جار اسمه ( عبد زهرة ) مواطن عربي من عشائر الركابه ووالدته اسمها (داي زهرة) صاحتني بأسم والدتي أي نادتني ب: يا ابن فلانة وقالت لي بصيغة تساؤل فيها عتب ولوم :أنت تذهب إلى بغداد ولا تخبرني ؟! واضافت لدي ابن اخ اذهب إليه كي يساعدك وأخذت منها رسالة فيها توصية إلى ابن اخيها الدكتور ( محمود الأمين) الذي كان معاون مدير الآثار العراقية في بغداد .وعمليا ً لم يكن امامي من حلول إلا أن اعمل في الموصل ، و أواصل الدراسه المسائية وكنت افكر بأمكانية التوفيق بين الدراسه والعمل ، لكن لم احصل على عمل ، فقدمت طلبا ً إلى متصرف الموصل اطالب فيه بتعييني كناس بلدية ، لكن المتصرف لم يستجيب إلى طلبي رغم انه عمل لا يحتاج إلى شهادة وينتسب إليه الأميين .فذهبت مرة أخرى إلى بغداد لأجل تجديد تقديم الطلب ، إلى الصناعة العسكرية مع توصية داي زهرة ، ورسالتها إلى ابن اخيها الدكتور محمود الأمين ، التي كتبتها بنفسي ، بناءً على ما كانت ترده لي ، ولكي اتمكن من توفير مبلغ السفر إلى بغداد عملت في شارع الشيخان - الموصل ، الذي كانت تجري عملية تصفيفه بالحصو والأحجار تمهيدا ً لتبليطه ، وقبلوني بعد التوسط من قبل بير مامكو وعلي الجمل ، فعملت نقالا ً للتراب على ظهري لعدة أيام وفرت خلالها اجور النقل للوصول إلى بغداد بالقطار .وصلت بغداد.. زرت الدكتور محمود في المتحف العراقي واعطيته رسالة عمته وبعد أن قرأها ونظر الي ، سألني أنت ايزيدي؟قلت نعم .وأنت تكافح من اجل أن تتعلم ؟ كان مستغربا ً وواصل معقبا ً المفروض على الدولة ان تتبنى امثالك من الأيزيديين وبغضب قالها وشكى من هذا التصرف وعدم الأهتمام بأبناء الأيزيديه..طلبت منه أن يساعدني لدى لجنة الفحص التي اعتذرت لنقص طولي سنتيمترا ً واحدا ً حرر رسالة وسلمها لي كانت معنونة إلى مسؤول لجنة الفحص.في اليوم التالي ذهبت إلى مقر لجنة الفحص وقدمت اوراقي ، ونسيت أن اعطيهم رسالة الدكتور ( التوصية) وكالعادة فحصوني وفشلت ُ في الطول بسبب هذا السنتيمتر الواحد !وبعد هذه النتيجه الفاشله اعطيت الرساله لأحد اعظاء اللجنة وبعد أن قرأها قال:فات الآوان كان عليك تقديمها قبل الفحص.رجعت خائبا ً إلى الدكتور محمود اشكي له حالي واخبرته أني فشلت للمرة الثانيه في الحصول على قبول.احتار هو الآخرفي امري ، وكان يبدو عليه الاهتمام والتأثر واخذ يفكر بحل لمشكلتي .في هذه الأثناء دخل عليه رجل يبدو عليه انه اجنبي وتكلموا مع بعظهم بالأنكليزيه ، وكنت افهم بعض المفردات منها ، بحكم دراستنا للأنكليزيه في الصفين الخامس والسادس الأبتدائي .وخلال المناقشة بينهم كان يلتفت الأجنبي الي ويتفحصني بين الحين والآخر وكذلك كان يفعل محمود ، واحسست إن لألتفاتتهم معنى خاص بي وفهمت أنهم يتكلمون عني.بعد انتهاء المحادثه بينهما التفت الي محمود الأمين وقال لي شرحت وضعك إلى هذا الأجنبي البروفيسور( رالف سلوكي ) الأمريكي الأصل الذي يعمل باحثا ً في الآثار في المنطقه الشماليه من العراق وطلبت منه أن يجد لك عملا ً عنده .ومن الممكن أن يجد لك عملا ً معه كمترجم رغم لغتك البسيطه وبراتب قدره (8) دنانير في الشهر وكان هذا مبلغا ً كبيرا ً حينها ، حيث لم يكن راتب المعلم أو الموضف آنذاك يتعدى ال(12) دينارا ً في الشهر .اجبته اقبل أي وضعيه أو اعمل بدون راتب اذا كان ذلك يسمح لي بمواصلة الدراسه في المدارس المسائيه كي اتابع تعليمي .التفت إليه واخبره بطلبي فقال له ما يريد ..و لا مانع لديه .وفي الحال طلب مني المستر رالف سلوكي أن ارافقه ، فشكرت محمود الأمين ، وذهبت مع الأمريكي إلى مقره في كرادة مريم وكان لديه سيارة جيب جديدة موديل ( 1950 ) وكانت أول مرة استخدم سيارة من هذا النوع ، وكانت بحوزتي حقيبه حديديه من تنك ، فيها حاجياتي الشخصيه و ضعتها في كمب الأرمن عند الشيخ هسن فذهبت إلى الكمب وأخذت حاجياتي ووصلنا مقره الذي كان مكتبا ً ومسكنا ً في ذات ا لوقت .وعندما دخلت هذا الموقع ( القصر ) ابهرني المنظر واندهشت لما فيه من آثاث وحاجيات ومستلزمات وقلت هذه هي الجنة التي كنت اسمع عنها ... ها قد دخلتها ، دخلت ا لجنه !وجلب انتباهي من ا لحاجيات المعروضه مجموعة كاميرات مختلفة الأحجام والأشكال ، سينمائيه ، عاديه ، و بنادق صيد عليها نواضير، آثاث منظدة فخمة ومكتبه كبيرة وسجادات ..الخاخذني من يدي وادخلني في غرفة لا احلم بمثلها وقال لي :هذه هي غرفتك وهذه هي حاجياتك وهذا سريرك ، كل ما تحتاجه هو لك وسلمني ثمانية دنانير مقدما ً لشراء بعض المستلزمات ( كانت أول مرة املك فيها ثمانية دنانير وفرحت بهذا البملغ الكبير ) وفي اليوم التالي بدأت اسأل عن اقرب مدرسة مسائيه في الكمب..قالوا لي : توجد في الكرخ مدرسة تسمى ( مدرسة الكرخ الأهليه ) ، ذهبت لأبحث عنها إلا أن وجدتها داخل ازقه ضيقة في منطقة مزدحمة بالسكان وكانت بعيدة عن مكتب اقامتي في كرادة مريم ، لكن هناك خط نقل( باصات) يمر بين المنطقتين .في العصر مساء ً ذهبت إلى المدرسة واخبرتهم ، أريد التسجيل في الدوام المسائي ، في الحال قبلوني ، ولم يكن هناك شروط واخذوا مني مبلغ (8) دنانير اجور سنه كامله ، كنت لا اعلم بأمكان تقسيط المبلغ ، فسلمت الثمانية دنانير دفعة واحدة ، فتصوروا أني من أبناء العوائل الغنيه ... ياللمهزلة !ومع ذلك كنت في غاية الفرح . وعند بدء الدوام كنت اصغي للمدرس بأهتمام بالغ واتذكر الصعوبات والمشاق والمعاناه التي مررت بها ، واستطعت من تحويلها إلى محفزات للمثابرة والأجتهاد في الحصول على العلم خاصة في موضوع اللغة الأنكليزيه .وعندما كنت اخرج من الصف في اوقات الأستراحه ، أشاهد الطلبه يتباحثون مع بعضهم ، كان كلامهم غير مفهوما من قبلي ، وكبيرا ً علي ولا استوعب المصطلحات والأشياء التي يرددونها ، لأنها كانت غريبة علي ومن عالم متحضر وأنا الآتي من الريف المتخلف ، كنت حائرا ً أمام هذا المشهد الطلابي واحاديثهم المعقدة ، وقلت من المستحيل أن انجح بين هكذا وسط متطور ،فأصبت بصدمه وخيبة هي الأقرب للأحباط لكن عند الأمتحان وظهور النتائج تبين أني من الأوائل فأستغربت كيف لا أستطيع أن اتحدث بمثل احاديثهم وأنا من الأوائل ، كان هذا في الأعوام1950 و1951 ونجحت إلىا لصف الثاني المتوسط ، وفي العام الآخر نجحت بتفوق إلى الثالث.في هذا لعام وعند حلول الصيف ، تم نقل الإدارة ( إدارة البروفيسور ) إلى القصر الأبيض عند بارك السعديون.فبحثت عن مدرسة مسائيه أخرى قريبة من المنطقة وكنت قد تجاوزت المتوسطه وابحث عن اعداديه مسائيه ايظا ً.وجدت اعداديه مسائيه بالقرب من سوق البتاوين بأسم مدرسة الوطن الأهليه ، وقدمت اوراقي وقسطُ الدراسة فقبلوني .وحينها نقل البروفيسور ( رالف سلوكي ) إلى امريكا جامعة مشيكان حيث انهى عقد عمله مع الجامعه بخصوص ايفاده للعراق ، وجاء بدلا منه ( المستر تيت وليم برمنكهام) . كان شابا ً طريفا ً وانسانا ًعظيما ً عندما علم باحوالي واموري وكفاحي من خلال السيد( رالف سلوكي ) جاءني بلطف وعاملني معاملة اخ وكان في كل يوم ليلا ً يجلس معي ويدرسني الأنكليزيه ويعرفني على أمور الحياة ، كان انسانا ً نبيلا ً ومتواضعا ً ، لم اشاهده يخرج من المكتب إلى أي موقع آخر و منعزلا ًتماما ًعن الناس ومتفرغا ً لشؤون البحث والآثار والكتابه عن ذلك ، وعن ما انجزه رالف سلوكي ، وسلمني مسؤولية الإدارة كاملة وعلمني قيادة السيارة العائدة للمكتب .وكنت خلال ذلك قد تعلمت الأنكليزيه بشكل جيد.وعند بدء السنه الدراسيه الجديدة داومت بشكل طبيعي و نجحت في امتحان البكالوريا وحصلت على شهادة الثالث المتوسط ، كانت في نيتي أن اكمل دراستي لكن الرسوب الفاحش بسبب المضاهرات التي حدت سنة 1952 بعد انتفاضة تشرين التي لعب فيها الطلبه دور رئيسي ، وما بعدها استمرار المضاهرات عام 1953 شملت كل المدارس والكليات في بغداد ، دفعت الإدارة للأنتقام من الطلبه فظهرت النتائج بترسيبهم بنسبة 80% كعقاب لهم وقد شملني ذلك الأجراء فقررت عدم مواصلة الدراسة خوفاً من الرسوب الأنتقامي ، فذهبت مع غيري من الطلبه للأنتساب إلى المعاهد المختلفة لتأمين فرصة الدراسه والمستقبل وهكذا ألغيت سنة دراسيه هي الرابع العام وعدت لأبحث عن معهد يقبل الطلبة الخريجين من المتوسطه .كان حينها احد العاملين في المجال الصحي ويدعى ( داؤد ) وهوموضف صحي يكنى بالدكتور قد اثر بي أثناء ترددي على الشيخان وشجعني على مواصلة الدراسة كي أصبح طبيبا ً ولأعتقادي أن الطبيب ينشأ ويتدرج من موضف صحي مرورا ًبمرحلة معاون طبيب حسب مفهومي للتدرج الوضيفي في بقية دوائر ومؤسسات الدوله حيث كنت اعتقد إن الجندي والشرطي يتدرجان إلى رتبة ضباط مع مرور الزمن وتقادم الخدمه .وهكذا قدمت اوراقي الي معهد الصحه في بغداد عام1953- 1954 .اعلمني المستر وليم بأن عقده قد انتهى وان الدائرة قد اغلقت ، لكنه لا يود السفر والرجوع إلى امريكا ، بل سيواصل البقاء والبحث عن وظيفة مدرس كلية في الجامعه لتدريس اللغه الأنكليزيه ، إن وافقت الدوله على توفير الفرصه له. وبناء ً على ذلك فهو لن يستطيع تسديد راتبي الشهري الثمانية دنانير منذ الآن .قلت له إن كنت قد انزعجت أو مللت مني ولا تريدني أن اواصل العمل معك فأنت حر ، وسأذهب لتدبير حالي ، أما إذا كنت تشكو من النفقات لحين تعيينك لدى الدوله سأبقى معك ومالدي من مبالغ لديكم وهي متراكمه منذ أكثر من سنه فأهبك اياها قانعا ً عربونا ً لمساعدتك لي وحرصك علي ّ.. تأثر كثيرا ً لهذا الحديث ، ولم يصدق ما يسمعه من شاب صغير هو بأمس الحاجه للمساعدة والمال وهو مازال في بداية الطريق ولم ينهي تعليمه بعد ، وكان موقفه صعبا ً ولم يكن يريد مفارقتي أيضا ً فقال لا بأس أن نكون معا ً وان نعيش حياتا ً مشتركه على التقشف ، ولكن كيف نتقشف ونحن في بغداد؟ هل لديك مكانا ً غير بغداد نعيش فيه معا ً بأقل التكاليف ؟فكرت في الحال أن نسكن الشيخان سوية ً .. كل شيء فيها رخيص فاجبته نعم .. لنذهب إلى الشيخان مدينتي بين اهلي واصدقائي سوف لن يكلفنا ذلك إلا مبلغا ً زهيدا ًقال: إذهب وهييء لنا مسكنا ً فقدمت إلى الشيخان لكي اهيىء السكن ، وجدت دارا ً من اللبن فيها غرفتين كانت حديثة البناء وتعود للشيخ ( صالح سلو ) وقريبة من دارنا . وافق على تأجيرها بثلاث دنانير في الشهر .انتقلنا من بغداد إلى الشيخان وسكنا هذه الدار المتواضعه وكان سعيدا ً بذلك ، خاصة وان المواد الغذائيه والخبز الطازج ، الحار، من التنور تأتي الينا من القرويين مجانا ً وسكان المحلة الأيزيديين الذين هم اقربائي واصدقائي ومن بيئتي وبين الحين والآخر كنا نشتري الدجاج أو البيض ونعمل وجبة غذاء دسمه .كان المستر وليم مولعا ً بشكل شديد بالخيل وعندما كنا في بغداد نذهب كل أسبوع الي الريسس في المنصور ، كنت اقود السيارة وهو يصور السباق بالكامره الخاصه به ، وفي الشيخان فكر بأن يشتري حصانا ً ، فذهبنا إلى الموصل واقتنينا حصانا ً عمره ثلاث سنوات.قلت له لحصان مشكلة جديدة لنا كيف سنوصله إلى الشخان هل نستأجر له بيك آب أم لوري ؟قال: لا الحصان سوف يتأذى في حالة نقله بالسيارة لذلك سأقوده بنفسي . والمسافه لن تستغرق أكثر من ثماني ساعات فهي بحدود (55 ) كيلومترا ً من الموصل إلى الشيخان . وأضاف أنت سوق السياره وأنا اتدبر أمر الحصان .لكن فكرت كيف اذهب واتركه وكنت اتوقف وانتظره بين الحين والآخر أو اعود إليه ارجوه أن يقود السياره ويدعني اقود الحصان ، وكررت محاولاتي لعدة مرات لكني لم افلح بأقناعه و يدعوني لمواصلة المسير وقيادة السياره ، كان يخشى من احتمال ركوب الحصان لأعتقاده إن ذلك يسبب الأذى له وهو مازال صغيراً ، و يتحمل السير لهذه الساعات الطويله من اجل الحصان ، وعند الغروب وصل الىالشيخان ، كنت قد سبقته فهيأت مكان خاص للحصان مع العلف المكون من التبن والشعير .وصل السيد وليم والحصان مع غروب الشمس في ذلك اليوم الصيفي أي بحدود الساعة الثامنة مساء ً ، ربطنا الحصان في الموقع المحدد له وقدمنا له الماء والطعام وكان فرحا ً جدا ً بذلك واعتبر الحصان تسليه جميله في غربته واخذ بتدريبه يوميا ً وعندما يتعب اتناوب بدلا ً منه على التدريب بواسطة حبل طويل . والتدريب كان بألفاظ عربيه .. اذهب ، امشي ،هرول ، قف ... الخ .وما زلت احتفظ ببضعة دقائق من الفيلم الخاص بهذا الحصان وأنا اقوم بدور المدرب .ومع صبيحة كل يوم نبدأ برنامجنا الثابت لتدريب الحصان على الجري والوقوف والأستعداد لتنفيذ الأوامر والتوجيهات . بعد ثلاث اشهر من التدريب المتواصل ذهب المستر وليم إلى بغداد لكي يتابع امر تعيينه في احدى الجامعات العراقية لتدريس اللغه الأنكليزيه فكنت أنا ادرب الحصان أثناء غيابه .في احد الأيام وأنا ادرب الحصان وحينما كنت امسح رأسه من العرق بمنشفة ومن غير المتوقع نطحني برأسه في فمي فنزفت اسناني دماء ً ، اردت أن انتقم منه ، ركبته وأخذت اجري به مسرعا ً وأنا اسوطه لكي يجري اسرع ، ومن ثم عدت به للدار وفي اليوم التالي عاد المستر وليم وذهب فورا ً لمشاهدة الحصان وتفحصه ، واول سؤال سألني كان ، هل ركبته أم لا ؟ والكالعادة لم اخدعه وقلت له الحقيقه إذا به يغضب ويصرخ ويشتم ، كنت أول مرة استمع منه لكلمات نابية ، وشعرت بالأهانه ، وبالنسبة لي كان ركوب الحصان أمر اعتيادي وطبيعي ، أما بالنسبة له فكان ذلك شيئا ً كبيرا ً بحكم معزة الحصان عنده ،لا يجوز ركوبه قبل الأوان .كانت ردت فعلي حول الموضوع أني لا أستطيع أن اواجهه مرة ثانيه ولن أستطيع العيش مع السيد وليم بعد هذا الذي حصل .فتركته وذهبت الي داري مع اسرتي ، كنت حينها قد افتقدت والدتي ، وكان هذا بالنسبة لي امتحانا ً كبيرا ً بين قبول الأهانه والأستمرار في مواصلة الدراسه أو رفض الأهانه والأبتعاد عن العمل مع هذا الشخص والحرمان من التواصل مع الدراسه والتعليم والمستقبل الذي كنت اطمح له .وفي اليوم التالي ارسل السيد وليم في طلبي معتذرا ً لي عما بدر منه يوم أمس وانه لم يكن يعي ما قاله .قلت له لا أستطيع أن انسى صراخك وتكشيرتك والشتائم التي صدرت منك.اجابني أنا لا أستطيع أن اجبرك ، لكن أنت جئت بي إلى ديارك واستضفتني ولا يجوز أن تتركني وحدي فأرجو أن تجد لي من يقوم بمساعدتي إلى أن اتدبر امري.ذهبت اسأل بين اصدقائي الآشوريين ووجدت ( شبيه البازي) مستعدا ً لذلك واخبرته إن السيد وليم يحتاج من يساعده ويعمل معه ، فلبى طلبي بسرعه وجاء معي وسلمته للسيد وليم وضل هذا يعمل معه إلى أن غادر الشيخان وتعين مدرسا ً في كلية اربيل لتدريس الأنكليزيه ، وبقيت أنا اواجه مصيري اللاحق واحدد خطواتي اللاحقه ماذا افعل ؟ أو بالأحرى ماذا بمقدوري أن افعل ؟.عند افتتاح العام الدراسي الجديد ذهبت إلى بغداد واحصيت ما عندي من نقود فأدركت أنها تسعفني لمدة سنة ، استأجرت غرفة في حي السنك بثلاثة دنانير في الشهر وواصلت تعليمي في معهد الصحه المهني التابع لكلية الطب في باب المعظم في بغداد. وكان خلالها السيد وليم يسأل ويستقصي اخباري ، لكن شبيبه لم يكن ينقل له الحقيقة وبقيت مجهول المعلومات عنه وهو كذلك .وفيما بعد علمت من شبيه البازي انه بقي في اربيل سنتين وعاد إلى امريكا دون أن نرى بعضنا .في احد الأيام و في السنة الأولى من المعهد دعاني زميلي ابن ( الشيخ عطية) من شيوخ السبع في منطقة بعقوبة (ديالى ) إلى زيارة والده في منطقه قريبة من بعقوبه وحينما وصلنا وعرفني بوالده وأثناء الحديث سألني من أي اعمام أنت ؟ قلت له أنا من الأيزيديه ، رحب بي ترحيبا ً حارا ً وقال بأنه على علاقة جيدة بأمير الأيزيديه تحسين بك وله صداقة قوية معه وسألني عن اسرتي فقلت له أنا من اسرة فقيرة . فأستفسر من أين تصرف على نفسك قلت له كنت اعمل مع بعثه امريكيه آثاريه وقد انهت اعمالها ولدي رأسمال يكفيني لمواصلة الدراسة لمدة سنة فتأثر بكلامي وقال لي وبعد سنه ماذا ستفعل ؟قلت لابدّ أن ابحث عن عمل في الصيف لكي اواصل دراستي في السنة المقبلة.سكت برهة وامعن النظر في وقال عندي فكرة قد تساعدك على مواصلة الدراسة من خلال ايجاد مورد من المال فاستفسرت ماهي ؟قال : افتح نادي فروسيه من عدة خيول ولدي أصدقاء من الأجانب سوف اعرفهم بك وهم مولعين بالخيل وسوف يشتركون في هذا النادي لقاء مبالغ لا بأس بها، ومن جهتي سوف اساهم بأهدائك حصان وسأساعدك على تكوين هذا النادي .كان الموضوع بالنسبة لي كالخيال ، ومشروع ظخم وكبير، من أين أستطيع تدبير مبلغ لشراء الحصن وتأجيرمكان مناسب لهذه الفكره وتنفيذها.لكنه في صباح اليوم التالي قادنا بسيارته إلى بغداد وجاء إلى منطقة المسبح يتحرى عن المكان المناسب لهذه الفكرة، إذكانت غير مسكونة وفيها عدد محدود من البيوت لا تتجاوز العشرة . وكان يبدو عليه انه جاد في تنفيذ فكرته وفي اليوم التالي طلب أن ارافقه وعاد إلى ذات المنطقه في المسبح فوجدنا دارا ً للأجار مساحة حديقته أكثر من ( 600 ) متر مربع والبناء عبارة عن مشتل طويل يحتوي على ثلاث غرف للسكن طويله مع ملحق فسأل عن مالك الدار من خلال لوحة الأجار وذهبنا إلى صاحب المشتل ، الذي وافق على تاجيره بأسمي بمبلغ (12) دينار في الشهر .سلمني مفاتيح المشتمل ونقلت اثاثي البسيطه ،من غرفتي ،اليها وبعد أيام قليلة جاء الشيخ ومعه الحصان الذي كان قد وعدني به وهو ابيض اللون جميل القوام يكنى (مايك ) .سالته كيف تعطيني هذا الحصان الجميل بلا مقابل ؟اجاب : هذا الحصان ربيته لأجل أن يدخل السباق ودربناه لهذا الغرض ، وعندما ذهبت به إلى الريسس في المنصور الذي يملكه الوصي عبد الاله و يحتكره ، من خلال خيوله وكل حصان جديد يدخل يجب أن يسجل في هذا النادي ويقدم إلى لجنة فحص طبية خاصة لبيان صلاحيته للسباق ، لكن هذه اللجنة كانت ترفع تقرير عن قابلية كل حصان وامكانية فوزه وفي حالة المواصفات الجيدة والمقبولة تكون مضطرةً للأعلام الوصي للعمل على ابعاده اوافشاله في السباق كي تضمن خيول الوصي الفوز.وبحزن قال الشيخ لقد سقطوا حصاني هذا ، الذي اشتريته بألف دينار ، وكان حينها مبلغا ً كبيرا ً وخياليا ً كسعر لحصان سباق .فماذا افعل به ؟ إما ابيعه إلى العربنجيه يحملون عليه البضائع وبسعر زهيد أو أن اقتله بطلقه ناريه ( طلقة الصحه) لكن وجوده عندك هو الملائم سيعيش معززاً مكرماً واطمأن عليه بين الحين والآخر . قلت سيبقى وحيدا ً، من أين اشتري حُصنا ً أخرى كي يكونوا مرافقين له ؟قال لا بأس سأشتري حصانين عاديين وسيكونوا ثلاثة وذلك يكفي كبداية .وفعلا ً خلال أسبوع اشترى حصانين بسعر (50) دينارا ً وذهبنا معا ً إلى الشورجه وجلبنا علف وخشب وحصران ومسامير وادوات ، وساعدني هو وابنه وقسمنا الفراغ الممتد من الدار إلى السياج الجنوبي إلى ستة خانات ، لستة حصن وبقي معي الشيخ وولده إلى ان اكملنا كل شيء ، و يؤكد انه سيدفع الأجار والمصرف لحين ترتيب أمر وجود زبائن لي ، لم يمضي أسبوعين على ذلك حتى جاءني برفقة اجنبيين احدهم امريكي والآخر انكليزي.قال لي الشيخ : إن هذين الشخصين الأجنبيين الأنكليزي والأمريكي يرغبون في الأشتراك في ركوب الخيل بشكل شهري وهم هواة لا يجيدون الركوب ، عليك تعليمهم .واتفقت معهم أن يدفع كل واحد (20) دينارا ً كأشتراك شهري واخذتهم إلى الخيول وقلت لهم اختاروا الحصان الذي ترغبون امتطائه. وبعد الأختيار سنبدأ التدريب وقد استمر اشتراكهم لمدة أربعة اشهر . ودفعوا لي المبلغ ، فاصبح لدي رأسمال قدره (60) دينارا ًبعد الصرفيات اخبرت الشيخ بهذا الرصيد لكي نشتري المزيد من الخيل، بعد أيام جاءني وكان فرحا ً لأن فكرته نجحت وجلبت له الفوائد .ذهبنا إلى باب المعظم إلى دلال خاص يبيع الخيل يدعى ( عباس ) كانت الخيل متواجده في خانات باب المعظم واقتنينا حصانا آخر صغير السن.لم يمضي شهرين على ذلك حتى جاءني السكرتير الثاني للسفارة الالمانيه بعد أن تعرفت إليه عن طريق ( المير تحسين بك ) ولما علم أني املك خيولا ً وشبه نادي للفروسية ، استأجر الحصان الجديد وخلال ستة اشهر أصبحت املك ستة خيول وكان عندي سائس للأعتناء بالحصن وعامل ينظف المشتمل ويطبخ ويغسل الملابس كل ذلك في اقل من سنه على بدء العمل .داومت في معهد الصحه بشكل طبيعي وبلا هموم ، وكنت في ذات الوقت اكتسب الخبرة في التعامل مع الخيول وتعلمت كيف اجدد نعالها عند الحاجه، وقد اكتسبت خبرتي في امتطاء الخيول منذ طفولتي في الشيخان حينما كنا نذهب نحن الأطفال لأستقبال الخيول العائدة من المرعى مساء ً ، الآتيه مع القطيع المختلط ، من البقر والحمير والجاموس.ومع الوقت أصبحت املك ستة حصن وعدد من المشتركين غالبيتهم من الأجانب وأصبح لدي رأسمال لا بأس به فأشتريت لنفسي سيارة من نوع ( موريس شادر ) اذهب بها كل يوم إلى باب المعظم للدراسه في المعهد ، وأصبح لدي أصدقاء ومعارف من الأيزيديين الذين عملوا معي كعمال وطباخين منهم ( حيدر) من بيبان والآخر ( جوقي الملقب ب (عادل ) من باعذرة . وهومن الشيوخ ووالدته شقيقة (داؤد بك ) ، واستمريت على هذا الوضع لغاية عام 1957.ومن الشخصيات التي زارتني في هذا المكان (تحسين بك ) لمرات عديدة و(درويش مجيور ) من الشيخان واحد وجهاء سنجار من بيت ( شيخ خلف) وهووالد العميد ( باشا ) الذي قتل في الحرب العراقية الأيرانيه بتدبير من صدام وبالأصل من أهالي بعشيقه و (خدر خديدا شرو) الذي كان نائبا ً يمثل الأيزيديه في البرلمان ومازلت احتفظ بصور فوتوغرافيه لهم أخذت في الموقع ، وايضا ً اذكر( قاسم حسون) و (خلف عرسان ) من تل بنات و (فقير جندي ) والد زوجة المير تحسين بك والكثير من اصدقائي مثل ( جوقي ) شقيق ( ماجو ) و (اسماعيل قرو ) وكانوا أول عمال من الشباب الأيزيديين يعملون في بغداد وقبلهم لم يكن ايزيديون فيها ،حسب علمي ، وتعرفت عليهم أثناء وجود الطالب ( حسن ديوالي ) من بحزاني في بغداد أثناء شرب البيرة في حدائق الفندق وكان يدرس مسائي.آخر امتحان لي في معهد الصحه كان في شهر حزيران عام (1957 ) وكنت على وضعي والعمل في المشتل يتحسن ويتقدم . وقداشتريت قطعة ارض في الزهور في الموصل ،وحينها كانت المنطقة خالية من العمران وسعر المتر دينار واحد ومساحتها 600 متر مربع.في الرابع عشر من تموز تفاجأنا بالثورة التي تزعمها عبد الكريم قاسم وعند الصباح في حدود الثامنة ايقضني السائس وقال لي :كوم يا عمي ايكولون صارت ثورة وانكتل الملك ! .عندما سمعت بمقتل الملك ارتجف جسمي كله وخارت قواي وصدمني الموقف وأنا اسمع مقتل الملك ، كنت اضن إن الملك مقدس لا يمسه سوء ، كان لدي (ماطور سكل ) احتياط استخدمه أثناء الأزدحام ، ذهبت لاستطلع ما جرى لأننا كنا بعيدين عن مركز العاصمه والمسافة بين المسبح والباب الشرقي كبيرة.شاهدت الجمهور يتمواج ويملأ الشوارع ابتداء ً من السعدون والى باب المعظم مرورا ً بشارع الرشيد والشيخ عمر وشارع غازي ( الكفاح ) ولم يكن شارع الجمهوريه ولا الجسر الجمهوري مشيدا ً آنذاك . وبشق الأنفس وصلت الصالحيه فرأيت الناس يحطمون تمثال الملك فيصل الأول الذي كان يمتطي الحصان وشاهدت الدخان يصعد من مبنى السفارة البريطانيه ، و الناس تطيح بتمثال الجنرال مود الذي كان قريبا ً من السفارة البريطانيه . ولم أستطيع الوصول إلى باب المعظم من كثرة الناس.. لو قدر لك أن ترمي تراب في الهواء لما سقط على الأرض ، وسمعت من الحشود المتجمهرة إن جثة الوصي قد علقت في باب الدفاع وان البعض من الثوار قطعوا جسده وغمسوا اصابعهم بدمه ويتباهون بذلك .. رافعين أيديهم للأعلى .. هذا هو دم الوصي !.لكن من اهم الحوادث في تلك الأيام حينما كنت واقفا في شارع السعدون ووجهي نحو ساحة النصر أمام محل ( راديومولار) الذي كان مالكه يهوديا ً وكان يعمل معه صديقي ( اديب حنا ) واصله من تلكيف ، حينما شاهدت الناس تتراكض نحو ساحة النصر ولم تمضي إلا دقائق لتجمع الآف المحتشدين، شاهدت الناس تلاحق سيارة سوداء وتركض للحاق بها ، ورأيت شخصا ً يركض ويصرخ وقد رفع اصبعه ويقول :والله هذا دم نوري السعيد وقد قتل في سوق البتاوين أثناء تخفيه بملابس نسائيه.اما بالنسبه لوضعي وخيلي فان البيان الثاني من بيانات الثورة كان قد الغى الريسس ومنعه وشكل هذا القرار كارثة لي حيث إختفى الأجانب جميعهم من بغداد ، أين ذهبوا؟ لا اعلم .. إلا اني لم أشاهد أحد من زبائني وبقيت اصرف على الخيول والأجار من جيبي وهبطت اسعار الخيل من ألف دينار إلى سبعة دنانير فقط ، للحصان الرهوان الصالح للسباق ، فكان علي التخلص من هذا النادي والأجار والخيول والعمال واعود لتدبير اموري من جديد .وفي ذات الوقت بالذات انتظرتُ نتائج الأمتحانات النهائيه في معهد الصحه للسنة الأخيرة.تخلصت من الخيول ببيعها بأبخس الأ ثمان واشتراها العربنجيه بسعر سبعة دنانير للحصان الواحد، وكان بيعي للحصان الأبيض ( مايك) الذي اهداني اياه الشيخ شيئا ً صعبا ً لن انساه طوال عمري وقد شاهدته في الحلم يجر عربة نقل وكان ينضح عرقا ً ووضع رأسه بين يدي يشكو لي حاله وما زلت اذكر هذا الحلم وأحيانا ً تدمع عيني من هذا المشهد ،عندما اتذكره . فقد كنت اسقيه البيبسي كولا من معمل البيبسي الذي كان يعمل فيه ( اسحق تمبل ) من أهالي بحزاني و اشقائه سالم وحكمت وودمن.استأجرت غرفة مؤثثه في دار عند( فريده ) ، فارسية الأصل ، درست فن الحلاقه في امريكا ، لها صالون حلاقة للنساء الأجنبيات والغنيات من نساء العراق .وكان يسكن معي في نفس الدار( علي غالب ) رئيس اركان الجيش العراقي في عهد نوري سعيد بعد أن احيل على التقاعد وعاش اعزبا ً.دعاني لشراب فريد من نوعه ووضع لي خمسة قطرات فقط أو ملعقة شاي صغيرة وكان هذا الشراب شفافا ً ويشبه العسل قال لي تمسه بلسانك فقط انه مسكر قوي لحسته بلساني ،كان حلو المذاق ، وسكن معنا في نفس الدار شاب فارسي يعمل حلاقا ً للنساء منفصل عن فريدة ، وآخرً لبناني يعمل مديرا ً لأسواق( باي نير) الذي يقدم خدماته في نقل البضاعه للزبون مباشرة حسب طلباتهم إلى البيوت .وفي الشهر التاسع من عام 1958 ظهرت النتائج ، كنت من الناجحين ، وتم تعيننا في المحافظات ، نسبت إلى كركوك وهناك في كركوك نسبوني إلى بابا نور ( بيباس ) التي تقع جنوب دربندخان وشمال جلولاء ، وتعتبر من النواحي النائية والبعيدة ولا يمر منها الا طريق ترابي قامت بفتحه شركة امريكيه من جلولاء إلى دربندخان حيث لم يكن هناك سدا ً بعد ، وجمدت الشركه اعمالها بسبب قيام الثورة.كان نظام العمل في المركز الصحي يعتمدعلى الموضف الصحي حيث لا يوجد طبيب ولا مضمد ولا ممرضه وكنت أنا الوحيد مع الفراش فقط .ولكونها منطقه نائيه ومتخلفة فقد شملها قرار خاص ينص على نقل الموضف منها بعد ستة اشهر فقط بعد استكمالها ، لكني اصبت بالأرهاق بسرعة ولم اطق تغيير الاجواء بهذه الحدة من بغداد العاصمه إلى منطقة نائيه ومعزولة ، واصبتُ بنوبة عصبيه الأمر الذي اضطرني إلى تسليم المستوصف بما فيه من مواد وادويه إلى الفراش بعد شهر واحد من مباشرتي . وعدت إلى كركوك لمراجعة رئاسة الصحة وكان حينها الدكتور ( عثمان) من اربيل ، كان انسانا ً طيبا ً وعادلا ًقلت له تركت المستوصف وأنا اقبل بأية عقوبة أو نتيجة ولا أستطيع العودة .اجابني : ابقى هنا في المستشفى الجمهوري في كركوك لحين نبت في امرك ، لم اعلم انه كتب إلى بغداد حول تصرفي اللاقانوني ، وبعد أربعة اشهر ورد أمر اداري من بغداد يتم بموجبه نقلي من بايانور إلى شهربان ( المقداديه ) مع قطع راتب لمدة ثلاث أيام وهو اجراء بسيط . وفي المقداديه كان رئيس الصحته من اقرباء العائلة المالكه ، وجدته خائفا على نفسه ، ويتظاهر بالبساطه والتواضع ويتحسب من الوضع الجديد ، ذهبت لمقابلته وأنا احمل حقيبة ديبلوماسيه فيها مستلزماتي الشخصيه ، نهض من مكانه واستقبلني استقبالا ً حارا ً ، ضانا ً منه أني رجل دولة مهم ، وقال لي ماذا أستطيع أن افعل لك ؟قلت له أني الموظف الصحي الجديد المنسب اليكم في شهربان ، وأنا طالبت خانقين لماذا يعينوني في شهربان ؟نهض من مكانه معتذرا ، واخذ يهدأ بي ، اذهب وسوف اطلب نقلك من شهربان الى خانقين .داومت في مستوصف شهربان وكان فيها مستشفى ايضا ً وبعد شهرين استلمت أمر اداري فيه أمر نقلي إلى خانقين ، فسافرت وسجلت حضوري هناك وعملت في قسم الصيدلة ، وعندما كنت في شهربان حدثت بداية الخلافات بين عبد الناصر وقاسم وشاهدت أهالي شهربان يحملون بعض المدرسين المصريين وهم مرتدين البجامات على اكتافهم وفي مسيرة تظاهريه ضد مصر وجمال عبد الناصر ، استأت من هذا المنظر وتحدثت بصوت عال يؤكد انتقادي لهذه الحاله واذا بالطبيب يجرني من كتفي بقوة نحو الغرفه خوفا ً علي وعلى الآخرين وبقيت في هذا المركز الصحي الكبير الذي يشبه المستشفى لغاية15/9/1959
صباح كنجي ايار2006

فرمان جديد بسلاح جديد

الفرمان مسلسل جرائم إبادة ( (genocideكما يعني جريمة ضد البشرية هدفه تطهير عرق ما من مكان ما. وقد تعرض الأيزيد يون إلى هذا النوع من الجرائم على مر السنين. يقال بأن الأيزيد يون قد تعرضوا إلى 72 فرمان). وقعت معظم هذه الفرمانات على أيدي الحكومات والجماعات والمليشيات الإسلامية المتشددة من العرب والفرس والترك و الكورد. أما أنا أعتقد بأن الفرمانات التي استهدفت الأيزيدية لا تعد ولا تحصى، وهي تتواصل كل يوم وبأشكال مختلفة. وهذا اليوم تعرضت سنجار عرين الأيزيدية إلى فرمان جديد وبسلاح جديد صممه الإرهابيون بأحدث التقنيات. وأنني أتساءل ماذا يريدون هؤلاء من الأيزيدية ؟ لاشيء سوى أنهم ئيزيدية. حفاظ الأيزيدية على دينهم لا يشكل خطرا على أحد، وليس من المعقول أن يغيروا دين آبائهم وأسلافهم كيفما شاء المتشددون، ونحن نعيش في القرن الواحد والعشرين ونحتمي بمظلة الأمم المتحدة التي أقرت بحرية الأديان. الأيزيدية في العراق وسوريا وتركيا وأينما كانوا لا ينافسون أحد سياسيا ولا على الوظائف والمنا صب، فهم لا يريدون من هذه الدنيا سوى رغيف خبز يسدون به رمق جوعهم . وإن طموحاتهم في الدولة التي يقيمون فيها لا تتجاوز حدود وظيفة شرطي، وهم اقل الأقليات ليس في أوطانهم وإنما في العالم اجمع. بل أنهم من الأقليات المهددة بالانقراض، فهم أضعف خلائق الله. أما الأيزيدية في سنجار فهم أجوع الناس في العراق، فهم لايعملون لأنه لا وجود للعمل، ولا يحصدون لأنهم لا يزرعون ولا يصنعون لأنه لا توجد مصانع، أنهم مجرد أشباح بلا طعام وأجساد بلا كساء، فهم بين الحياة والموت، أفواههم مفتوحة كأفراخ العصافير في انتظار من يرحمهم ليضع فيها قطعة خبز أو قدح ماء . وكأن هذه المعانات غير كافية فيشق الإرهابيون طريقهم عبر عشرات السيطرات والمفارز كي يفجروا شاحنات عملاقة مفخخة بعشرات الأطنان من المتفجرات في مجمعات الأيزيدية ألقصريه التي صنعها النظام البائد، فيقتلوا سكانها، بنسبة (80 ٪) ويهدموا منازلهم بنسبة (90 ٪). لماذا أيها الإرهاب ؟ هل هؤلاء الجائعين المهملين أشد خطرا من الأمريكان؟ أم أن الجهاد في سبيل الله عندكم يمر من فوق أشلاء هؤلاء الأيزيدية المساكين؟ أم نيل الجنة عندكم لا يتحقق ألا بسفك دماء من ليس على دينكم ؟ تباً للجنة التي لا تأتي إلا بسفك دماء الناس الأبرياء الذين لا حول لهم ولا قوى.أعترف بأن الجريمة السوداء التي أرتكبها الإرهابيون في سنجار قد هزت مشاعر المسلمين الإنسانيين بالأخص مشاعر الكورد القوميين الذين أبدوا استياءً حقيقيا، وما سمعناه من داخل كوردستان وما شاهدناه عبر الفضائيات الكردستانية من مشاعر الحزن والتطوع للتبرع بالدم لضحايا الإرهاب قد أثلجت صدورنا وخففت أحزاننا. انه حدث مبارك لم يحدث مثله في تاريخ الكورد ولا بد أنهم انطلقوا من بوابة القومية الإنسانية،وهي البوابة التي نحلم بها، وهذا ما نشجعه ونثمنه وندعو الله أن يزيد من أمثالهم في عموم كوردستان. من المؤكد بأن المسلمين كلهم ليسوا متشددين، فهناك المعتدلون والإنسانيون. وأن الترهيب وسفك الدماء هي من شيمة المتشددين والمجرمين والكفرة بين جميع الأديان. يفترض أن يهب الإنسانيون في العالم ويقفوا وقفة رجل واحد في وجه شرور المتشددين. ويظهر بأننا في بداية الطريق إذ لم يظهر في الأفق مقاومة المؤمنين الإنسانيين المتسامحين ضد الإرهابيين، أو أنهم يترددون، طالما يتمتع المتشددون بالتأييد والدعم والمال والسلاح والتكنولوجيا والخبرة العسكرية المتفوقة، وطالما ينطلقون من أحكام بعض الأيديولوجيات التي ينسبونها إلى الدين. أنهم يقتلون المسلمين والمسيحيين واليهود وهم أصحاب الكتب السماوية، فكيف لا يقتلوا الأيزيدية وديانتهم غير معروفة و إن عرفت فهذا لن يغير في الأمر شيئا. رغم ذلك نجد البعض من الإسلاميين يتعاطفون مع الضحايا من غير الإسلام.أستطيع القول بأن فاجعة سنجار نكست رؤوس المتشددين في كوردستان ورفعت راية الكورد القوميين العلمانيين والإنسانيين. نحن معشر الأيزيدية قد أعتدنا على التعايش تحت مظلة الكورد المسلمين المتشددين منذ مئات السنين، وقد ارتكبوا ضدنا حوادث مرعبة لا تحصى، وانطلقت من بعض تلك الحوادث فرمانات حصدت أرواح ألاف الأيزيدية وكادت تبيدهم عن بكرة أبيهم. ومنذ أيام خططوا لحوادث أخرى كادت تتحول إلى فرمان إبادة، لولا عناية الله وتدخل الكورد القوميين في الوقت المناسب. استيقظوا أيها الأخوة الكورد المتشددون، لقد عانينا بما فيه الكفاية، وقد طفح الكيل وأصبحت تصرفاتكم مؤذية وجارحة وخطرة جدا، وإن لم تغيروا أنفسكم من التشدد إلى الاعتدال فسوف لن يكون لنا أمل في التعايش معا، ومهما فعلتم بنا فلن نرحل من كوردستان، و بوجود كم المتشدد سوف لن تزدهر الحياة في كوردستان، وقد تتحول إلى قاعدة أو قنبلة موقوتة، فتنتحر هي الأخرى بمفخخاتكم، فتدمر وتتدمر. إلا أن شمس التفاؤل بدأ يبزغ مع ردة الفعل الأخيرة في كوردستان لفاجعة سنجار من القادة القوميين الإنسانيين، التي زرعت الأمل في نفوسنا وأصبحت بارقة خير للتعايش السلمي، تحت أجنحة القومية الإنسانية. نعم للكوردستان هذه المرة. أقولها بارتياح بعد أن فجرت نكبة سنجار الأخيرة مشاعر الكورد تجاه أشقائهم الأيزيديين. لقد بكوا على ضحايا سنجار وسارعوا للتبرع بالدم. فهذه هي المرة الأولى منذ الفتوحات الإسلامية على كوردستان، نجد فيها الكوردي يتبرع بدمه للأيزيدي. حقيقة ما شاهدناه عبر الفضائيات الكوردية وما أحسسنا به يعتبر انتفاضة كردستانية رائعة تجاه الأصل. فهو حدث فريد من نوعه يحصل للمرة الأولى في تاريخ العلاقات الكوردية-الأيزيدية. نحتاج لمثل هذه الانتفاضات في المستقبل لغرض مساعدتنا نحن معشر الأيزيدية على تجاوز الصفحات المظلمة من تاريخ الكورد ضدنا.
سنجار غزة كوردستانيشبه موقع سنجار موقع غزة الفلسطينية من حيث الموقع الجغرافي والسياسي. تحيط إسرائيل بغزة من ثلاثة جهات ومن الغرب يحيطها البر والبحر. تبسط إسرائيل سيطرتها على البحر أما مصر فتسيطر على البر وعلى معبر غزة الوحيد الذي يربط المدينة بالعالم الخارجي، بينما تسيطر إسرائيل على معابر غزة الداخلية والخارجية، وهي تبعد مئات الكيلومترات عن الأراضي الفلسطينية المعروفة بالضفة الغربية. تفصل إسرائيل ما بين غزة والضفة الغربية، لذا فإن السفر ونقل البضائع من وإلى غزة يمر عبر الأراضي الإسرائيلية، كما يحتاج إلى الحصول على الموافقة من الحكومة الإسرائيلية، وهي بدورها قد توافق أولا توافق. وهذا يعني بأن إسرائيل تتحكم بمصير غزة. والحالة ذاتها بالنسبة إلى سنجار فهي محاطة من الشمال بعرب الجحيش والشمر ومن الشرق فهي محاطة بالعرب والتركمان والخواتنة ويحيطها من الجنوب عرب الشمر والمتيوت والخواتنة ويحيطها من الغرب عشائر سوريا، كالشمر الجحيش والخواتنة. وجود هذه العشائر يعود إلى سياسة الدولة العثمانية التي اعتمدتها لفصل سنجا رعن كوردستان وتبنتها الحكومات العراقية المتعاقبة ورسخها النظام البائد تحت شعار تعريب المنطقة. من الناحية الإدارية تعتبر سنجار تابعة لمحافظة نينوى. في فترة الستينات طالب بها قائد الحركة الكوردية المرحوم ملا مصطفى البرزاني، والآن تعيد حكومة إقليم كوردستان المطالبة بها. هذا الأمر ما زال معلقا، إذ حرمت سنجار من اهتمام كلا الطرفين حكومة الموصل وحكومة إقليم كوردستان. ومنذ أمد طويل لم تصل قوافل المواد الغذائية ومشتقات النفط والأدوية إلى سنجار، سواءً من الموصل أو من إقليم كوردستان، وكلا الطرفين يتذرعان بحجة الإرهاب. هذه الذرائع مقبولة إلى حد ما. لأن الإرهاب يستطيع أن يتعشعش بين العشائر المحيطة بسنجار وهذا ممكن طالما يدينون بالإسلام ويكرهون الأمريكان. والسؤال يبقى هل تستمر سنجار بدون غذاء أو إغاثة إلى مالا نهاية ؟ من المعروف لا يوجد منفذ آمن بين كوردستان وسنجار، سوى الطرق التي تمر عبر قرى العشائر المذكورة، التي بإمكانها إعاقة القوافل حتى في الضر وف الطبيعية، وهؤلاء العشائر مستقرين في المنطقة منذ أمد طويل لا يمكن زحزحتهم منها. وحل هذه المعضلة لا يتم إلا بحفر نفق إلى سنجار من محافظة دهوك عبر ناحية العاصي وناحية زمار. وعند ذلك نستطيع القول بأن سنجار أصبحت جزء متصلا بكردستان. أسأل حكومة كوردستان متى تحسم هذا الموضوع، انضمام سنجار إلى كوردستان سياسيا واقتصاديا واجتماعيا ؟ لكي تحمي سنجار كما تحمي زاخو ودهوك وتقدم الدعم لأهل سنجار كما تقدمه إلى بقية مناطق كوردستان. أعرف بأن الموضوع ليس سهلا. وكحالة طارئة لتخفيف معانات سنجار وحمايتها، أقترح على حكومة إقليم كوردستان أن تساعد سنجار على الاكتفاء الذاتي وأن تقدم الأموال والسلاح والتدريب العسكري ليتمكنوا من الدفاع على أنفسهم . و حذاري من دعم حكومة إقليم كوردستان لبعض الأطراف السنجارية وإهمال البعض الآخر، الذي سيؤدي إلى تمزيق صفوف أبناء سنجار، فيتجاذبهم الذين يتصيدون في الماء العكر ضد الأيزيدية بصورة خاصة و الكورد بصورة عامة. سلك النظام البائد مثل هذا السلوك في السابق. عندما أغدق الأموال والسلاح على المختارين ورؤساء العشائر في سنجار ثم سلط هؤلاء على العامة فتعرضوا إلى الجوع والمهانة والعبودية. وعلى حد علمي فاقت قسوة البعض منهم على قسوة أزلام النظام السابق. وإن نسبة المجاعة في سنجار حاليا تتجاوز (90٪). لا أنكر بأن أهل سنجار ورثوا الجوع من النظام البائد، ولكن ليس بهذه النسبة العظيمة. تأمل السنجاريون أن يخف جوعهم بعد تغير النظام ولكن حصل العكس، تفاقمت أحوالهم المعيشية وزادوا جوعا، وبسبب أصحاب المصالح تحول الجوع إلى مجاعة. وكأن سنجار قطعة من أفريقيا الجائعة. وربما لا تستطيع حكومة إقليم كوردستان على مناصرة سنجار أكثر مما تفعله في الوقت الحاضر لنظرا للظروف السياسية والأمنية المضطربة. والسؤال الذي يطرح نفسه: هل حكومة إقليم كوردستان عاجزة فعلا عن دعم سنجار وتقويتها، أم أنها تماطل بحجة أن مستقبل سنجار لم يحسم بعد. ربما الحكم في مدينة الموصل يتجه نحو معاقبة سنجار مسبقا كي لا تحسم أمرها فتنتخب كوردستان. وعلى هذا المنوال تحترق سنجار بناريين: نار العرب ونار الكورد . الإرهابأعتدنا على سماع عبارة ( الإرهاب بلا دين) من الفضائيات والصحف العربية، بما معناه أن الإرهاب كافر، فهو وصف دقيق يرمز إلى الشرور بعينه، رغم ذلك يزدهر الإرهاب، إذ نراه اليوم يدمر كل من يعيش على أرض العراق. الإرهاب كافر بلا دين لا جدال في ذلك لكنه يرهب ويدمر باسم الإسلام، وهذا معروف. ولكن الإسلام دين المليار من الناس، أي أن الإرهاب يتناقض مع الإسلام كدين، وإذا كان الأمر كذلك فلماذا لا يقاوم من قبل المسلمين كافة وبكل الوسائل. يعلم الجميع بأن بن لادن هو مؤسس القاعدة، والكل يعلم أيضا بأن القاعدة تحارب أميركا بالإرهاب، لكن الضحايا هم من جميع الأديان ومع ذلك يلقبه البعض بشيخ الإسلام . إنه لشرف عظيم يناله بن لادن. لكني أتسأل: إذا كان هذا التشريف لغزارة علمه بفقه الإسلام أم لأنه يحارب الأميريكان؟ ومن أجل كشف الحقيقة كان على علماء الإسلام محاورة بن لادن قبل الآن

التناقض

أن التناقض موضوع طويل وشائك ومعقد ، ومع ذلك فهو في مقدمة المواضيع الفكرية التحليلية، و عناصره تحيط بنا من كل جهة وهي موجودة في الطبيعة الكونية وفي طبائع الكائنات الحية والجامدة ، ومنها البشرية ، ونحن نلمسها ونراها ونعيش معها، وما يهمني من هذا الموضوع هي: المعتقدات التي بنيت على التناقض ، فهناك علماء وحكماء بنو أرائهم الفلسفية والدينية على أساس هذا الموضوع .الخير والشر وجهان متناقضانلاشك بأن الكون مليء بالمتناقضات كذالك هي: مسيرة الحياة البشرية وهي مليئة بالإعمال والتصرفات المتناقضة ، وأصبحت هذه الأمور من البديهيات التي أعتدنا عليها إن شئنا أم أبينا.هناك بعض الحكماء والفلاسفة نسبوا الخير إلى أحد الالهة ، ونسبوا الشر إلى إ له اخر ، هذه مسائل فكرية إعتقادية في غاية التعقيد والأهمية ، خاصة نحن نجهل مقاييسهم التي قاسوا بها الخير والشر والحكمة تقول " لا وجود للخير ولا للشر من دون وجود الإنسان"، والحقيقة لا يوجد شيء أسمه خير أو شر من دون أن يقاس بمقياس بشري، سواء على مستوى البشر ككل أو كمجموعة افراد أو كفرد واحد ، لأن البشر هو الكائن الوحيد الذي يعرف ماهو الشر ماهو الخير.يقول المنتفع: "جاءني الخير"، والمتضرر يقول: "جاءني الشر"، ومع ذلك يحدث تداخلات بين الشر والخير أو بين المنافع والأضرار ، الخير عند طرف ما قد يكون شر عند طرف اخر وبالعكس ، والمثل يقول:" عسى أن تحبون شيئا فهو شر لكم وعسى أن تكرهون شيئا فهو خير لكم".لا أنكر بأن هنالك أمور ضارة وأمور نافعة تمس البشرية جمعاء، مع ذلك فهي أمور نسبية غير مطلقة. أن الكوارث والحروب شر يمس الجميع مع ذلك هناك أطراف يستثمرونها لمصالحهم ، فإذا كانت الحروب من عمل الأشرار وهي مقصودة وموجهة ضد بعض الإطراف الاخرى، ولكن الكوارث عمل الطبيعة وهي غير مقصودة وغير موجهة ضد البشرية ، ويمكننا أن نعتبر الكوارث كالعواصف والبراكين إنذارات لكي يتجنبها البشر ، ولكن الإنسان لا يتعلم منها الدروس والعبر، رغم الخسائر المادية و البشرية ، ومع ذالك يصر الإنسان التشبث بتلك المناطق متحديا سيادة الطبيعة. إله الخير وإله الشرالاعتقاد باله الخير إلى جانب إله الشر هو الإشراك بعينه ومع ذلك لا ينفيه مبدأ التناقض ، ومن أبرز دعاة هذا المذهب هو الحكيم زرادشت صاحب نظرية المثنوية فهو الذي آمن بوجود إلهين أحدهم للخير وهو ( هورامزدا ) والأخر للشر وهو ( أهرمان ) فيقول زرادشت :" بأنهما يتصارعان كما يتصارع النور والظلام وهو صراع أزلي ابدي" .أتساءل فيما إذا كان صراعهما هو من أجل السيادة الكونية أوالسيادة على البشرية ؟ لو كان الإله هورامزدا خالق الكون والبشرية لما نافسه الإله أهريمان أو بالعكس، ولكن زرادشت يعلم جيدا بأن كلاهما غير خالقين ،وأنهما شقيقان حسب المعتقدات القديمة التي سبقت ظهوره ، وأنهما أبناء ألإله الكبير أزورا وهو الذي خلق الزمن و الكون والبشرية وكان يحمل ولديه داخل بطنه وكان قد قرر أن يتناوب ولديه دفة الكون ورعاية البشر ويكون التناوب بعد كل ثلاثة ألاف سنة ، ولكن أهريمان خاف أن يخرج شقيقه قبله ويستلم دفة العالم ، لذلك عمل فتحة في بطن أبيه وخرج منها إلى الوجود ، بذلك أستحق غضب أبيه ونال لقب أهريمان الشقي والشرير ، وأستحق شقيقه لقب هورامزدا الوديع الخير وأستخدمهما زرادشت في معتقده المثنوي الجديد ، ومع ذلك لا نجد بين تعاليم زرادشت ما يشير إلى أن الإله أهريمان كان يريد أن يدمر الكون والبشرية، بينما تؤكد تلك المصادر بأن الإلهين يتصارعان من أجل كسب المزيد من الأتباع ، لكي يقدموا لهما الولاء والعبادة ، وكلاهما أزليان فلا غالب ولا مغلوب ، بينما المنطق يقول: "بأن سيادة الكون لخالق الكون وسيادة البشرية لخالق البشرية" .حكم الفرس زهاء إلف سنة تحت شعار الزرادشتية بالفتوحات العسكرية. غريب أمر القوي !!! دولة مثنوية تقاتل شعب موحد بتهمة المثنوية .الصق الفرس تهمة المثنوية بالأيزيدية زورا وظلما وذات الشيء بالنسبة للديانات التي ظهرت فيما بعد ، وما يؤسفني أن أجد ردود فعل على التهمة في هذه الأيام لدى بعض الكتبة من أبناء الأيزيدية من الذين لا يبصرون الفخاخ المنصوبة لهم ، فيدافعون عن المثنوية بافتخار ولا يقدرون مخاطرها ومساؤها دينيا ونفسيا، والمثنوية لا تمت إليهم بأي صلة . إله واحد خالق واحدظهرت الديانة الأيزيدية بين الشعوب الآرية قبل الميلاد بمئات السنين، وهي من الديانات الأولى التي رفعت شعار عبادة الإله الواحد(ئيك خودي) حر طليق اليد لا شريك له ولا منافس ولا نقيض ، وكانت النتيجة أن يتلقى أصحاب هذه الديانة الضربات الماحقة ذات الصبغة الأبادية من قبل أصحاب هذه الديانات التي أوجدت لله منافس، سواء كان هذا المنافس إله أو ملاك، و أستطاع أصحاب هذه الديانات أن يمرروا أرادتهم على أصحاب الديانات الأخرى لامتلاكهم القوة والسلاح إلى جانب الدعم والتأيد والكثرة.علما بأن النبي إبراهيم نقل التوحيد من العراق إلى الشعوب السامية في الجزيرة العربية فظهرت فيها هذه الديانات وهي: اليهودية والمسيحية والإسلامية.حرّف أصحاب هذه الديانات رسالة النبي إبراهيم السلميّة باستخدام العنف والسيف ، كما هو معروف .لم يستطيع أصحاب هذه الديانات تثبيت مبادئ ديانتهم من دون إخافة العباد من وجود منافس لله ينافسه بإغواء عباده لكي يسوقهم إلى آتون الجحيم. لذلك أوجدت رسالات هذه الديانات الثلاث منافسا لله تعالى وهو ( الإبليس ) وكأن الجحيم مخلوق خصيصا له ولمن يتبعه من الديانات الأخرى، وحسب معرفتي بالرسالة الإسلامية، بأن الدين عند الله هو الإسلام،معنى ذلك أن المسلم هو لوحده على دين الله ، وحسب معرفتي أيضا بأنه لاسلطان لإبليس على المؤمنين بالله، وهذا يعني لا سلطان لإبليس على المسلمين، وإزاء هذه الحقيقة أتسأل: لماذا يتخوف المسلمون من الإبليس فيتعوذون منه ويشتموه ويلعنوه ؟ وحسب معرفتي من الرسالة الإسلامية أنه لا شأن لإبليس بالمؤمنين فهو يذهب إلى الساحة البشرية يبحث عن أناس من ذوي القلوب الخاوية من الإيمان بالله لكي يغويهم ويكرمهم على طريقته الخاصة، وما الضرر من هذا ما دام لا سلطان له ولا لجماعته على المسلمين؟وحسب معرفتي بالرسالة الإسلامية أيضا، بأن الله يدعو الناس غير المؤمنين إلى الإيمان به، حتى لو كانوا من جماعة إبليس، وحسب معرفتي بالإسلام ايضا بأن إبليس ميئوس من رحمة الله ، لذلك فهو يجاهد بالطاعة لكي ينال العفو والغفران من ربه العزيز، وعلى هذا الأساس هو يسحب الكفار من ساحة المسلمين، إبليس وعد ربه على كسب الكفار ، وانا لا أعتقد بأن إبليس هو الذي أختار لنفسه أن يلعب هذا الدور وأنما فرضت عليه من قبل رسالة الأديان التي تسمى سماوية، وبناء على هذا التحليل لا أجد إبليس شريرا. غريب أمر هذه الدنيا فالذي يملك القوى وبيده السيف وله الغلبة والكثرة والدعم والتأيد يستطيع أن يمرر أمره على الناس ويجعل الأسود أبيض والأبيض أسود .ذكرنا بأ ن النبي إبراهيم نشر مبادئ دينه التوحيدي بين الأقوام السامية في الجزيرة العربية فلاقت ديانته ذات المصير الذي لقته الديانة الأيزيدية، فظهرت الديانة المسيحية التي لم تستطيع أن تؤمن بإله واحد وخالق واحد فشاركوا أبن الإنسان بالله، وهو السيد المسيح ، ومن ثم ظهرت الديانة ألاسلامية بقوة السيف وأصحابها لم يستطيعوا أن يؤمنوا بإله واحد ولا بخالق واحد من دون منافسة إبليس ، وأصبح هذا الأخير البعبع الذي يخيف كل من لا يدين بالإسلام وأن الرسالة الإسلامية تدفع المسلمين إلى أن يحملوا السيف ضد من يفضل إبليس على الله ، ولا زال هذا السيف يدق أعناق من يرفض اعتناق الإسلام والحبل على الجرار.كان على الإسلام إظهار شخصية كشخصية إبليس لكي يقوم بدور المنافسة والإغواءات على الساحة البشرية لأجل فرز المسلمين عن غيرهم و لكي تتحقق مقاصد الدين عند الله هو الإسلام .جاء في الرسالة الإسلامية بأن إبليس ملاك وجاء أيضا بأنه جني ومن قبيلة الجن رفعه الله لصلاحه إلى صفوف الملائكة وجاء بأنه سقط تحت التجربة وجاء أنه جني متعالي تكبر على سيدنا آدم .جعلت الرسالة الإسلامية من إبليس فلتر تصفية لعبور الإنسان اللا ديني إلى دين الله الذي هو الإسلام ، والمسلم هو الذي لاينفذ فيه إبليس والذي ينفذ فيه هو لإبليس، وعلى المثل القائل: مال الله لله ومال قيصر لقيصر (مال ابليس لابليس) ، ومهما كان لا يسلم المسلم من هذا الفلتر إلا بكلمة السر وكلمة السر هي: لا الله إلا الله محمد رسول الله، وأعوذ بالله من إبليس الرجيم وبضعة كلمات من اللعنات والشتائم الأخرى. الذات المتناقضهناك اراء تقول بأن لله وجهان وجه للخير و وجه للشر وبعبارة أخرى أنه رحيم وأنه شديد الغضب، معنى ذلك هناك من يجعله رحيما أو أن يجعله غاضبا ، تفسيري لهذه المعادلة، هو أن الله ليس رحيما وليس غاضبا من دون وجود الإنسان وهذا يفسر بأن الله ليس ذاتا متناقضا وأنما هو ذات خالق المتناقضات وبالنسبة لإبليس قد يتناقض مع الله لأنه مخلوق حاله حال الإنسان ، ولكن المصادر الإسلامية تقول: أنه لا يوجد موقع في الأرض والسماوات لم يسجد فيها إبليس لله تعالى ، اتسائل: كيف يمكن لكائن كإبليس أن يكرس كل حياته في عبادة الله ومن ثم ينقلب عليه ؟ هذا ممكن من وجهة نظر بني آدم ، أم ان يواصل إبليس او الإنسان العبادة والتزهد لله تعالى ويتمرد عليه في آن واحد، هذا غير ممكن بل مستحيل . في هذه الحالة لايمكن أن يكون أحد أوجه إبليس خيرا و وجهه الأخر شرا وهذا يعني بأن إبليس ليس متناقضا هو الآخر مع ذاته ، وهذا ينطبق على الإنسان أيضا فالزاهد التقي الذي يواصل الولاء لله لا وقت لديه أن يشغل نفسه بأمور أخرى، لأنه لا يمكن له أن يكون عابدا زاهدا وشقيا في آن واحد ، ولكن الإنسان العادي الذي يمارس الشر هو متناقض مع ذاته لأن الإنسان ليس شريرا في ذاته وليس خيرا في ذاته أيضا، معنى ذلك أن الإنسان متناقض في ذاته ويمكنه أن ينصرف كليا للخير أو للشر أو أن يمارس كلاهما بنسب متباينة.وإذا كان لا بد لله أن يعاقب طرفا فهو يعاقب الإنسان فقط ولا أضن أنه يعاقب إبليس، ماذا يعاقب منه فهو مخلوق ناري حسب معرفتي من القرآن الكريم فلا يؤثر عليه نار الجحيم ، لأن النار لا يحرق النار ولا أضن أن الله خلق إبليس لكي يعاقبه ولن يعاقبه .تقول المصادر الأيزيدية الدينية بأن الله خلق داران هما : الجنة والجحيم لبني البشر فقط.

بحث في اصول الزواج عند الايزيدية


استطيع القول بان اصول الزواج وملحقاته عند الايزيدية هي امتداد لسنوات ما قبل التاريخ وهي الاقدم في العراق وكردستان بل في الشرق الادنى ولسبب بسيط هو ان معظم شعوب الشرق قد غيرت عقائدها الدينية القديمة نذكر منهم اليهود والمسيحية والمسلمين

الذين اهملوا اصول الزواج القديم وتبنوا الاحكام والنظم الجديدة وفق شرائعها الدينية , وظهو ر حكومات مدنية مؤخرا كما هي الان في اوربا حيث راحت تتبنى تنظيم العلاقة الزوجية بقانون مدني بعيد عن الدين والمسمى ب (قانون الاحوال المدنية )وفي الدول الاسلامية تخضع الاحوال المدنية الى الشريعة الاسلامية بينما احكام الزواج عن الايزيدية عرث متوارث منذ الاف السنوات وان العرف الاجتماعي هو الجهة الوحيدة التي كانت تتحكم بامور الزواج وتحدد مهر العروسة , ودور الدين يختصر على منح الارتباط بين الزوجين منحة دينية لكي يكون الارتباط مقدسا ومباركا وظل ابرام عقد الزواج بيد رجل دين متخصص ماخوذه اب عن جد ( وظيفة وراثية ) , وكان ابو العروسة او اخيها المخول ( ولي امرها ) يعطوا العروسة هدية ك ( حقل زراعي او مزرعة او عدد من المواشي او او ....... ) فتبقى هدية الاهل هذه ملك للعروسة لايجوز لاي شخص التصرف بها وهي تعتبر نوعا من الضمان الاجتماعي التي تعتمد عليها الزوجة في حالة انفصالها عن زوجها اوعندما تعيش لوحدها وكانت هذه الااموال تنتقل الى اولادها بعد مماتها اذا كان لها اولاد والا سيعود الورث الى بيت الاب ( ابو الفتاة ) لان لايرثها زوجها حتى اذا ماتت وحتى لو كانت على ذمته ولكن بعد الفتح الاسلامي لبلاد الايزيدية كردستان فاضافة الى تنوع المحتلين اصبحت كردستان تحت سيطرة اربعة دول اسلامية وهذه الدول مارست ضغوط شديدة على الايزيدية لاخضاع احوالهم الزوجية الى قانون الاحوال المدنية الذي ينظم وفق الشريعة الاسلامية وكان لابد ان تتغير الاحوال الزوجية عند الايزيدية مرحلة في مرحلة تماشيا مع ضغوط الدولة خاصة عندما اصبح عقد الزواج وهوية الاحوال المدنية مطلوبة في معظم المعاملات الرسمية فحاولت القيادة الايزيدية بشدة على اقناع الدولة بالاعتراف بعقد الزواج الذي يحرر وفق الاصول الايزيدية وعلى غرار اليهود والنصارى وكان يرسل نسخة من العقد بعد تحريره من قبل احد شيوخ سلالة ابراهيم الختمي الى المحكمة الشرعية للمصادقة علية ثم ترسل الى دائرة الاحوال المدنية باعتبارها وثيقة رسمية شرعية . تواصل العمل في وثيقة عقد الزواج هذه وفق الاصول الايزيدية منذ عهد الشيخ حسن العدوي وحتى بداية عهد الامير تحسين سعيد بك فبالنسبة لمهر العروسة فكان يختلف من منطقة لاخرى وهو عند الايزيدية في روسيا شئ وعند الايزيدية في تركيا شئ وعند الايزيدية في سنجار شئ اخر وعند الايزيدية في (المركة ) منطقة شيخان شئ اخرفلكل منطقة من هذه المناطق يكون مهر العروسة حسب الحالة الاقتصادية وحسب الطاعة لاوامر القيادة الدينية والدنيوية مع مستوى الوعي الاجتماعي زائدا قوة العرف الاجتماعي الذي يشكل الجهة التشريعية والتنفيذية لدى الايزيدية . ومنذ امد طويل بدات المشاكل تتكاثر في هذا الاتجاه خاصة بعد ان بدا يضعف التواصل بين المناطق الايزيدية المذكورة مع الايزيدية في المركة ( الشيخان) خاصة مع معبد لالش والقيادة الدينية والدنيوية والمراسيم الدينية الاساسية وبدات الاحوال تسئ بين الايزيدية في تلك المناطق اكثر واكثر خاصة بعد انقطاع جولة الطاووس بينهم وتوقف رجال الدين والمرشدين من زيارتهم نتيجة لتعسف حكومات تلك المناطق ونذكر منها حكومة دولة روسيا في عهد ستالين فرجال الدين و القوالين الذين ذهبوا من العراق مع الطاووس للقيام بتقديم الارشادات والنصح الدينية والاجتماعية بين الايزيدية في ارمينيا وجورجيا وقد مات بعضهم في السجن وبدات تتغير الاحوال الزوجية بما فيها قيمة المهر فليس فقط في روسيا وتركيا وسوريا وانما بين الايزيدية في العراق مقر القيادة الدينية والدنيوية ومقر معبد لالش رغم وجودهم في ظل جولة الطاووس وارشاد رجال الدين . ومع مرور الزمن ابتدا يتغير قيمة المهر ويتغير من السلع الى النقود الذهبية والفضية والنحاسية وفي عهد الدولة العثمانية اصبحت قيمة المهر تقاس بعدد الاكياس النقدية وكل كيس كان يساوي 25 روبية وكل روبية كانت تساوي 75 فلس عراقي وظل قيمة المهر يتغير مرة في ارتفاع ومرة اخرى ينخفض وحسب الحالة الاقتصادية ومستوى الوعي لدى ابناء الايزيدية اتجاه مصالحهم العليا ومع ضعف ولاء الايزيدية للمرجعية التي تتشكل من الامارة ورجال الدين والوجهاء والواقع ان هذه المرجعية ضعيفة بسبب عدم تماسكها والخلل يعود للاطراف الثلاثة لكن العلة الكبرى تكمن في الملة الايزيدية فبعد ان استفحل الخلل بينهم واصبحوا لايقدرون على خلق مرعية متعافية فعالة وهذه العوامل ساهمت في حلحلة بنيان المجتمع الايزيدي اضافة الى معاناتهم من الفقر الشديد بسبب سوء الاحوال الاقتصادية خاصة بعد استيلاء الدولة على قراهم الزراعية خاصة تلك الاراضي القريبة من المدن كمدينة الموصل فجعلت الدولة اراضي هذه القرى اميرية تؤجرها لاصحابها ومع مرور الزمن بدات الدولة تؤجر القرى مع اراضيها لاغنياء المدن كمدينة الموصل واصبح المؤجر كبير القرية اي ( اغا القرية ) او ( بيك القرية ) وكان هؤلاء الاغاوات او البيكات ينهبون المحاصيل الزراعية ولم يبقوا للفلاح الايزيدي الا القليل حيث لايكفيه لسد رمقه فكان يضطر الى اخذ مساعدة منهم لحين حلول موسم الحصاد وكانت هذه فرصة الاغا او البيك لكي يضاعف الديون حتى لايتمكن الفلاح الايزيدي التحرر من تلك الديون التي حولت حياته الى الجحيم , مع كل هذا كان مهر العروسة غالي جدا اذا ماقورن بمستوى المعيشة واستطيع القول بان الالاف من السلالات والعواءل اختفت من الوجود لعدم استطاعتهم لتزويج احفادهم لفقر حالتهم المعيشية وحول هذا المو ضوع سمعت من كبار السن بان العديد من الرجال كانوا يعانون الفقر ولم يمكنهم جمع المهر للزواج ولم تكن هناك اي جمعية تساعدهم على الزواج ويبقون من دونه حتى الممات وكان البعض يتزوجون بمهر مؤجل يدفعونه عندما ترزق زوجته باول طفل لهم اوعندما تصبح له فتاة فعندئذ علية ان يتصرف حسب الاتفاقيه فاما ان يعطي ( ابنته ) لاسرة زوجته عند الكبر او يعطيهم مهرهها وكان البعض يتزوجون بمهر مؤجل مقابل خدمة يقدمها لبيت زوجته حتى يستوفي قيمة المهر وحول هذا الموضوع حدثني احدهم بانه كان في قرية باعذرة شقيقان فقيران لايملكان مهر الزواج لاحدهم وتاكدا بانهما سيموتان قبل ان يتزوجان لان تجاوز عمر الشقيق الاكبر 55 عام وتجاوز عمر الشقيق الاصغر 45 عاما وكان الشقيقان يفكران ليلا ونهارا بطريقة او وسيلة اوخدعة تمكن احدهم من الزواج لكي يتواصل نسلهم في هذه الدنيا وبعد فتره من التفكير المتواصل خطرت للشقيق الاصغر فكرة لو احسنوا في تطبيقها سيتمكن الشقيق الاكبر من الزواج ويتحقق حلمهم وفي احدى المناسبات الدينية قرر الشقيق الاصغر زيارة وادي لالش لمشاهدة مراسيم اربعانية الصيف وشاءت الصدفة ان يلتقي مع شخص من قرية سينا ليبحث له عن شخص عند ابنه يقبل مقايضته بفتاة مقابل فتاة لكي تكون زوجة لابنه وهذه فرصة الشخص الباعذري التي كان يبحث عنها وفي الحال قال له لي اخت ارغب مقايضتها بفتاة تكون زوجة لاخي الاكبر فوافق السيني ( من اهالي سينا ) واتفق الطرفان على ا لمقايضة والتفاصيل الاخرى وتم الاتفاق على ان يكون زفاف الباعدري قبل زفاف السيني باسبوع واتفقا على تحديد الموعد وبعد عودة الباعدري من وادي لالش اخبر شقيقه الاكبر عن الخطة التي رسمها فصليا اللشقيقان لكي تنجح الخطة ومع مرور الايام جاء الميعاد فطلب الشيقيان من بعض الاصدقاء السفر الى قرية سينا مشيا على الاقدام والمسافة بين القريتيتن تستغرق خمس ساعات وهؤلاء الزفافون لايعرفون شيئا عن الخدعة والتفاصيل الاخرى بين الطرفين وعند وصل الزفافون قرية سينا سلمهم ابو العروسة ابنته وحملوها الى صديقهم الباعذري وهكذا استطاع احد الشيقان من الزواج وليكن مايكون وبعد اسبوع جاء الزفافون من قرية سينا لكي ياخذون العروسة الى عريسهم وعند الميعاد ذهب شيقي الباعذري المتزوج ليزين شواربه ويلبس ملابس النساء ويرتب نفسه مثل اي عروسة فجعل من نفسه عروسة وعندما جاء الزفافون وطلبوا عروستهم قد الباعذري المتزوج شقيقه المتنكر بزي العروسة وحسب موديل ذلك الزمن وانطوت الحيلة على الزفافين ولدى دخول العريس السيني على عروسته اكتشف الخدعة ولكن بعد فوات الاوان ولم يكن بمقدورهم فعل شئ سوى الانتظار حتى ترزق ابتنهم ابنة وتكبر فاما يزفوها لاحد ابنائهم او ان يستلموا منهم مهرها ومهما كانت فان القصه هذه تكشف لنا الوضع الاقتصادي السئ الذي كان يعانون منه الايزيدية وكان يحرم الكثير من الرجال فرصة الزواج ومن هنا يتبين اهمية الجمعيات والصناديق الخيرية واهمية الوعي الاجتماعي في مجال التعاون وتقديم المساعدة للمحتاجين وانا شخصيا عايشت هذه الفترة ( فترة الخمسينات من القرن الماضي ) هذه الزمنية الصعبة لمن ينوون الزواج وليس لهم معيل او مهر يدفعونه للزواج حيث تجاوز المهر المستوى الدخل المتوسط واستقر بمعدل 300 دينار عراقي كان يدفع جزء منه اثناء الخطوبة والباقي يدفع بعد الزفاف وعلى شكل اقساط .وفي بداية الستينات بدات تتحسن احوال الايزيدية المعاشية على اثر ذهاب العمال الى بغداد فصار المهر سهلا نوعا ما ولايشكل اي عائق طالما هو باقي على ماهو ولكن لم تدم فرحتنا بالمهر هذا كثيرا فشاء القدر ان يهاجر الاف المسيحيين من العراق الى امريكا ومنهم من كانوا يعملون في قطاع المشروبات الروحية وهذا ادى الى نقص في الايدي العاملة التي تعمل بالمشروبات الروحية ومن حسن الحظ لايستطيع المسلمون العمل في هذا الحقل لانه محرما عليهم فوصلت الى اوساط الايزيدية اخبار وجود عمل في بغداد وان المقامريبن دائما في الطليعة فقرر البعض خوض المغامرة والسفر الى بغداد رغم انهم لايملكون معين يساعدهم هناك وهم لايعرفون عن بغداد شيئاً سوى اسم ( جيخانة طوماش) الواقعة في شارع الرشيد منطقة المربعة وفي هذه الفترة كان الايزيدية يعيشون في عزلة تامة عن محيطهم التابع للواء الموصل فكيف الحال في بغداد وكان السفر الى مدينة الموصل عبارة مغامرة نتائجها غير مضمونة وموصل هي مدينتهم ومرجعيتهم الرسمية والتجارية فكيف الحال في بغداد وهي تبعد عن الموصل 400 كم ولايعرفون عنها شيئا سوى اسمها واعتاد اهل الموصل مواصلة احتقارهم بشتى الوسائل ومنها قذفهم باوراق الخس او يقربون من افواههم كما تقرب باقة الحشيش الى الحيوان !!! وهذا ماجعل الايزيدية ينبذون نبات الخس ويكرهوا اسمه وهويته وعندمكا كان الايزيدي يجد ورقة خس في طريقه صدفة وهو ماشي كان ينحرف عنها ويبتعد منها وكانها حية ستلدغه وكذلك لمس الخس عند الايزيدي من اشد المحرمات ففي ظل هذه الحالة النفسية سافر السيد ( اسماعيل قرو النسيرياني ) والسيد ( جوقي اوصمان الباعدري ) الى مدينة بغداد التي يجهلونها تماما ولدى وصولهما الى بغداد سألوا عن شارع الرشيد ومنطقة المربعة وعانوا الكثير قبل ان يعثروا عن (جيخانة طوماش ) وطوماش هذا شخص كان كبير السن وعلى مامظن فانه من القوش يجيد الى اللغة الكردية اضافة الى السريانية وكان مطلع على احوال الايزيدية وتيتساهل معهم في المبيت مجاناً في جيخانته الى حين العثور على عمل لهم والسيد ( اسماعيل قرو ) والسيد( جوقي اوصمان ) كان كل واحد منهم يحمل خمسة دراهم وهي لاتكفيهم الى للمبيت ليلة واحدة في الفندق لذلك طلبوا من السيد (طوماش ) ان يسمح لهم للمبيت في جيخانته وهم على استعداد لمساعدته في العمل في جيخانته مجانا وكانوا يخرجون كل صباح يطرقون ابواب الفنادق والمشروبات بحثا عن العمل واخيرا وجدوا العمل في بار حديقة فندق سرجون الصيفية التي تقع على شارع ابي نؤاس وكنت اجهل قصتهم قبل ان التقي معهم بالصدفة وفي بداية الخمسينيات لم يكن في بغداد من الايزيدية سوى الشيخ حسن ابراهيم الذي كان عندئذ مفوض شرطة يحمل ثلاثة نجوم على عنقه وكان يعمل في مديرية التحقيقات الجنائية قسم الاجانب وكان ضابط في الجيش الانكليزي ( الليوي ) في معسكر الحبانيه ومناطق اخرى اما انا فقد باشرت في بغداد للدراسة في مرحلة المتوسطة في عام 1950 وتخرجت من معهد الصحة في بغداد 1958 والفترة التي وجدت فيها السيدان ( اسماعيل قرو ) و (جوقي اوصمان ) كان مابين 1956 , 1957 اي قبل انقلاب 14 تموز وكان الفصل ربيعا والدراسة متواصلة وفي عام 1954 استطعت تاسيس شبه نادي للفروسية في منطقة المسبح التي كانت حينئذ حقول زراعية لايتجاوز عدد المباني فيها الى خمسة مباني فقط وكنت اؤجر الخيل الى الاجانب وكان ياتيني وارد لاباس به وفي العام نفسه استطعت شراء قطعة ارض مساحتها 600م في مدينة الزهور بالموصل بسعر 600 دينار وهذا المبلغ كان كبيرا جدا في ذلك الوقت وكانت منطقة الزهور حديثة العهد خالية تماما من امباني وفي 8هذه الفترة جاء الاخ حسن ديواني الى بغداد لكن للدراسة وليس للعمل وكان طالبا في الصف الخامس الاعدادي في الموصل وهي المرحلة النهائية للاعدادية في ذلك الوقت لكنه رسب فيها سنتين متتاليتين لذلك قرر مواصلة الدراسة المسائية ولكن في بغداد بدلا من موصل كان الاخ حسن ذكيا ومقدما على زملائه لكنه كان مبتليا بمشكلة نفسيه وهو يعرفها وهذه المشكلة كانت تظهرعنده مباشرة مع بداية الامتحانات الوزارية وتبقى هذه المشكلة ملازمة له طيلة فترة الامتحانات وتاتي النتيجة راسبا في جميع الدروس فجاء الى بغداد لتغيير الجو عله يتخلص من حالته النفسيه هذه وفعلا نجح وتخلص منها واصبح معلما وفي ذات يوما من ايام الربيع دعوته الى شرب البيرة في حدائق فندق سرجون وهناك جلسنا على احدى الطاولات ففي الحال اسرع الينا النادل وسالنا ماذا تطلبون فطلبنا بيرة ولم اكن اعلم ان سعر البطل كان 120 فلس والمزات تتقدم مجانا مع البيرة وجاء النادل ووضع امامنا بطلان من البيرة ولم يستغرق وقتا كثيرا حتى ان جائنا شخص طويل القامة ذو سمار غامق يبدو عليه ممثلا كوميديا فملا طاولتنا باطباق المزات وماكان ينقصنا سوى الخبز واللحم وكان الخس من جملة المزات التي قدمت لنا ... اقول بصراحه كان منظر الخس وهو قريب منا مزعجا ومكروها وقررنا التخلص منه لكن خفنا ان يكشف النادل سرنا ويعرف اننا ايزيدية فيحتقرنا هو وجماعته وكنا نتناول كل المزات بشهية وكاننا مكينه فرم وكان النادل يستبدل طبق المزة قبل ان يفرغ وكان يلاحظ عدم اقترابنا من الخس فشك بنا واخذ يراقبنا وكنا نتكلم مع بعضنا باللغة العربية على الطريقة البحزانية وبعد فترة من المراقبة وتقديم المزات في طريقة غير اعتيادية حيث لم يتمالك نفسه النادل واسرع يسالنا من اين انتم اجبته من الموصل ابتسم وانشرح قلبة لان مدينة الموصل بالنسبة للايزيدية المغتربين تعتبر مفتاح اللغز وكاد يسقط من فرحته فاسرع يسالنا ومن اي منطقة من الموصل انتم اجبته من قرية بحزاني فقل ان اكمل الجملة القى بنفسه علينا واخذ يقبلنا ويحظننا وكلمات المحبة والترحاب بشوق ولهفة ثم قال ( انا ايزيدي ) ومعي شخص اخر واسرع لاحضاره وبعد لحظات اقبل علينا شخص بابتسامه عريضة فعرفته على الفور وهو صديق العمر ( جوقي اوصمان الباعدري ) فتعانقنا بعضنا البعض وعرفت بان هذه الشخص الطويل القامة هو ( اسماعيل قرو النسيري ) وكانت فرحتنا الاربعة لاتوصف من المحبة والعشق النابع من قلوبنا نحو الايزيدية ومن اجل محبتهم كان يقول لي الاخ ( حسن ديوالي ) متى نذهب ونشرب بالفلوس وناكل ببلاش ,
ناتي الى هذا اليوم والكثير منا لاجئون في بلاد الغربة وبعيدين الاف الكيلومترات عن الوطن اللام واذا صادفنا شخص ايزيدي وعرف باننا ايزيدية يحاول ان يتجاهلنا ويغض الطرف عنا وكانه غير ايزيدي ولانحن
موجودين , وماقيمة الدنيا وكنوزها اذا ماخسر المرء ذاته واصله وناسه مع مرور الوقت اصبحت بغداد تستقطب ابناء الايزيدية المضطهدين والجائعين في لوائهم الموصل كما اصبحت اوربا اليوم تستقطب ابناء الايزيدية الذين يضطهدون ويجوعون في بلادهم كردستان , ومع مرور لوقت وتزايد هجرة المسيحيين العاملين في حقل المشروبات الروحية في كافة انحاء العراق بدا يتزايد ايضا عدد الايزيدية العاملين في حقل المشروبات الروحية ومه مرور الوقت استطاع البعض منهم ان يمتلك بارات كبيرة ومخازن ذات سعه وهكذا تحسنت اوضاع الايزيدية تدريجيا من الناحية المالية واصبح القسم منهم من اكبر الاثرياء وكنا نامل منهم خيرا ليساهموا في اقامة بعض المشاريع الخدمية في منطق الايزيدية حتى لو كانت صغيرة وكان بمقدورهم انشاء صندوق الخيرات لمساعدة المعوزين والفقراء وان ينوعوا مصادر اعمالهم وان لايعتمدوا على حقل المشروبات الروحية فقط لكن بدلا من هذا راح البعض منهم يزيد من عدد من نساءه واذا كان هذا الشخص كبير السن وله زوجة واولاد فهذه الامور لاتعتبر له مشكلة طالما حالته المادية جيدة وباستطاعته ان يختار اجمل فتاة يقع عليها نظره وهو يعرف مسبقا ان هذه الفتاة سترفضه حتى لو كان اغنى اغنياء العالم لكنه يعرف نقطة الضعف الموجودة عند الكثير من الناس ومن اين تبدا فيقوم بزياراة مكوكيه لمنزل الفتاة من دون ان يبوح لهم بسره ويغرق الاسره بالهدايا الغالية ويتحدث الى والد الفتاة عن امواله وامكانياته ويغريه بشتى الطرق ويلوح له بمفتاح سيارته من نوع ( تويوتا بيكم ) وهو يوحي اليه لو ان يوافق على زواجه من ابنته فهذه السيارة هديه له اضافة الى المهر المغري الذي لايحلم به وعندما يعرف هذا الشخص بان الوقت اصبح ملائما عندئذ يفاتح والد الفتاة برغبته بالزواج من ابنته الذي لايستطيع ان يقاوم اغرائاته فيضطر الى ان يبيع له ابنته راغبة ام مكرهه وهكذا اصبح الاغنياء من طبقة (البويات ) ينافسون الشباب الفقير ويسرقون فتيات احلامهم , ومن هنا بدا يرتفع المهر من 300 دينار عراقي الى اضعاف اضعافه وظل الايزيديون يعانون من ارتفاع المهر في ظل طبقة البويات وهكذا اصبح المهر مشكلة نواجهها واصبح حكرا على الاغنياء وحلما للفقراء وكان على الامير تحسين بك والوجهاء والعامة للتدخل في وقف هذا التطور الخطير والعمل على تحديد المهر الى ادنى مايمكن وبعد جهد صدر قرار من لدن الامير تحسين بك مصدقا من قبل المجلس الروحاني مؤيدا من قبل الوجهاء والعامة وتم تحديد المهر الى 25 مثقال ذهب احمر عيار 21 يذهب نصه ملكا للعروسه والنص الاخر لوالد العروسة لكي يساهموا بتجهيز ابنتهم في الزفاف وبهذا التحديد للمهر عاد التوازن للاحوال الزوجية وبات بامكان الجميع الزواج وعادت للفتيات حرية اختيار فتى الاحلام طالما لافرق بين مهر الغني والفقير وعمل الامير اقصى جهوده للحفاظ على هذا المهر ومن اجل ذلك طلب من رجال الدين والمختارين والوجهاء والشرفاء ان يحافظوا على هذا القانون وان يشرفوا شخصيا على مراسيم الخطبة وتحديد المهر وفق القانون وان يطلبوا من والدي العروسين اداء القسم بالبرات المقدس بحضور الخطابه على انهما لا يخالفون قرار امير الشيخان والمجلس الروحاني وبهذا ارتاح الجميع من عبئ المهر لكن القدر كان يخبا مالا كنا نتوقعه فقد احتل صدام الكويت وهذا الاحتلال جلب للعراق الكثير من المصائب التي لاتصدق فقد افلت النظام وعبث الناس بالمؤسسات والاموال العامة فقيل انها ( انتفاضة ) وقيل انها ( تخريب ) فاستقيظ ضمير اخواننا المسلمون بانهم يشربون المسكرات على ايدي لمسيحيين والايزيدية وراح البعض منهم يحرق محلات المشروبات الروحية ويقتلون اصحابها وياخذون منهم فدية ومع تكرار هذه الحوادث تراجع مئات العمال الايزيدية الى قراهم واستهلكوا ماجنوه من الاموال وفر بعض الاشخاص السياسيين الى اوربا ومع الوقت جاءت من اوربا اخبار طيبة فاسرع البعض الى بيع ممتلكاتهم ودورهم وركبوا اليم والمخاطر ومنهم من وصل الى اوربا ومنهم من ماتوا ومنهم فشلوا بعد ان خسروا كل شئ ومع ذلك استطاع بعض اللاجئين ارسال مبالغ مغرية الى اسرهم والاخر يطلب من اهله ان يختاروا له فتاة بأي ثمن لان في بادئ الامر لم يكن الزواج مرغوما من شخص يسكن المهجر ولكن مع مرور الوقت والحياة تزداد صعوبة وقساوة اصبح الزواج من الذي يسكن المهجر مرغوبا بشدة واصبحت اوربا احلام الفتيات الايزيدية فبلغ الامر بهن ان تستعد احداهن ان تتزوج من رجل يكبرها بالسن وحتى لو كان ضرير العين وحتى لو كان من ايزيدية الترك طالما ستسافر الى اوربا فارتفعت قيمة المهر بشكل جنوني وهو الان يتراح مابين 10000 -50000 يورو وهذا مبلغ كبير ومن يستطيع تحمله ان لم يكن في اوربا وملم ينظف ( المرافق ) لمدة 24 ساعة او يعمل في اعمال مخالفة للقانون كتجارة اللاجئين والمخدرات او ان يتزوج ارملة اوربية تشتري منه اللذه واذا ظل المهر على هذا الحال سيذهب شبابنا لكي يتزوج من الفتيات الالمانيات فلهم الجمال والمال والاقامه ..... انهضوا ياايها النائمون اصحوا ايها المغفلون لاتقولوا مابيدنا حيلة وترموا اللوم على الامير وغيره لان انتم الملامين فاذا الشعب مااراد فهو قادر على صنع القادة العظام وماسمعنا قائدا صنع شعبا ابيا قديرا .كيف كانت مراسيم عقد الزواج عند الايزيديةيحضر ولي امر العريس وولي امر العروسة ويضع الشيخ المخول في تحرير قود الزواج يده في يد ولي امر الفتاة ( ابوها , اخوها , ... ) ثم يتلوا دعاء العقد وهذا نصه بسم الله الرحمن الرحيمسبحان الذي خلاق الزوجين ذكرا وانثى والشمس والقمر يا ايزيد يا ئه زدا ومن ثم يقول الشيخ طريقة كاملة حرمة بالغة باكرة المسماة طهار كلي على ميرزا بن عمشة مالية ( زوجة ) حلالية ( حلال له ) اشهد جماعة الحاضرين على سيدنا الشيخ حسن سيد السادات والشمس والقمر ياايزيد يا ئه زدا صورة العقداني الموقع ادناه الشيخ خلات الشيخ حيدر المخول على عقد الزواج للطائفة الايزيدية عقدت زواج الفتاة المسماة طهار بن كلي من سكنة قرية بحزاني على الشخص المدعو ميرزا ابن عمشة من سكنة قرية بحزاني بتاريخ 8 , 4 , 1954 البنتبهار بنت كلي وكيلرشو نرمو حسو الشاهدقاصو ميشو نافخوش نحن هيئة اختيارية منطقة بحزاني لقد تمت مراسيم العقد بحضورنا وعليه وقعنا ادناه توقيع المختارتوقيع امام القرية توقيع امير الشيخاننصادق على صحة هذا العقد وبعد توقيع الهيئة الاختيارية للمنطقة ترسل صورة العقد الى امير الشيخان للمصادقه عليه ومن ثم تدون المعلومات في سجل عقد الزواج لدى الشيخ الذي حرر العقد مثل الشيخ خلات ابن الشيخ حيدر ومن السجل يمنح ذوي الشأن نسخة طبق الاصل من عقد الزواج لكي يسلمه الى الجهات المعنية بعد توقيع محرر العقد , وتعتبر هذه الوثيقة وثيقة مصدقة معترف فيها لدى دائرة الاحوال المدنية في المنطقة .ملاحظة – تسمى العروسة باسم امها والعريس باسم امه بدلا من اسم الاب حيث جاءت هذه الفكرة وانحدرت فكرة انتساب الاولاد الى ابيهم في زمن يدعى ( زمن الامومة ) حيث كانت المراة هي المسؤولة الوحيدة عن تربية اولادها وحيث لم يكن يعرف الاولاد من هو ابيهم ولم يكن شئ في ذلك الحين شئ اسمه زواج , وظل العقد ساري المفعول وفق هذه الاصول الى يومنا هذا , فلازلنا نسمع اخواننا العرب يقولون ان عشيرتنا والعشيرة الفلانية من بطون واحدة اي ام واحدة اي في الزمن الذي لم يكن لهم فيه اب .

حوار الايزيدية المقاومين والكرد المستسلمين

رب سائلاً يسأل مانفع هكذا حوار بعد ان وقع الفاس بالرأس وبعد ان اصبح الايزيدية في مصافي الشعوب المهددة بالانقراض , التاريخ لايغفر لنا ان تجاهلناه ونحن الايزيدية لانملك سوى التاريخ الاليم الذي لايجوز لنا التغاضي عنه وهذا حق علينا ... فنحن مسؤولون بضمائرنا امام شهدائنا الذين يطالبوننا ان نضع الاجيال الكردية الحاضرة والقادمة امام الحقائق والجرائم التي اقترفها ابائهم واجداداهم بحق الايزيدية المقاومين الذين دافعوا عن كردستان والكردياتي بارواحهم ورووها بدمائهم . قلنا ... ماالذي جعلكم تستسلمون هكذا بسرعة !اجابوا .. لاننا آمنا بالاسلام ديناً نقول .. لايصدقكم عاقل اذ لايمكن للمرء ان يؤمن قلبياً وروحياً بديانة غير ديانة الاباء والاجداد مهما كانت مبادءها من الكمال والرقي في ظل الفتوحات و جيوش الفاتحين تجتاح بلادنا (كردستان ) وهي تقتل الناس وتحرق المنازل وتدمرنا تدميراً شاملاً ... ابهذه السرعة تؤمنون !!! وقلنا ماالذي دعاكم ان تنسحبوا من خنادق الايزيدية المقاومين والمدافعين عن كردستان الوطن وان تتخندقوا في خنادق الفاتحين المحتلين الذين تبرؤا منا ومن انسانيتنا وحللوا سفك دمائنا ونهبوا اموالنا وسبوا نسائنا وقتلوا شيوخنا واطفالنا وجزؤا وطننا كردستان !! قالوا.. اخترنا مشاركة الفاتحين لمحاربة الكفار , تكفيراً عن جاهليتنا قلنا .. بل قولوا العادة الخيانية المقيتة التي ورثها اسلافكم الايزيدية منذ ان اجتاح اقوام الرعاة البربرية لبلاد الداسنية الايزيدية قبل الميلاد بمئات السنين وهذه العادة المقيته هي التي قيدت ارادتكم وشلت وطينتكم .... تباً لتلك الاجنات التي تناقلتموها والتي تبرز كعادتها في اجواء المنازعات والصراعات والاضطرابات والانقلابات حيث يحمل المـُبتلون بهذه الاجنات صفات رديئة ك ( النفاق , التملق , الرياء , الكذب , .... الخ من الصفات المقيته ) وحاملي هذه الصفات هم اسرع خلق الله للتلون والتكيف لتوطيد موطئ قدم عند الاقطاب القوية لمؤازرتها وللحصول على مكاسب لتعزيز مواقعهم و مكانتهم , فهؤلاء الناس رأس البلية في كردستان وهم سبب استسلام الملايين من الايزيدية كرهاً للعفة الايزيدية الفطرية وهم السبب في تظاهر الملايين من الايزيدية بالاسلام . فلننظر لاحوال كل من ( الكاكائية , القزلباشية , الصارولية ,الهورمانية , الزازائية , العلو ية , والشبك ) كيف دفعهم الخوف من سيوف الفاتحين الى التظاهر بالاسلام لحماية انفسهم من الحالة الطارئة ( الفتوحات ) آملين ان تتحسن الظروف ويستطيعون العودة الى صفوف الايزيدية , فلاهُم استطاعوا الافلات من ظاهرة الاستسلام ولا الفاتحون رحلوا عنهم فاصبح ماهُم علية ( عقيدة جديدة ) لاهي ايزيدية ولااسلامية رغم مرور مئات السنوات حيث لازالوا بعيدين كل البعد عن الاسلام الحقيقي رغم الترهيب والرتغيب المتواصل . والله وحده يعلم كم كان مثل هؤلاء بين صفوف الكرد المستسلمين ينتظرون الفرص الملائمة للافلات من الاستسلام ووجد ابنائهم انفسهم على دين ابائهم ولم يكن امامهم من خيارات سوى الابقاء على هذا الدين والسير في ركاب الفاتحين لكن بنظرة حب واعجاب وتقديس على انهم جنود الرحمن ( الفاتحين ) قلنا .. لماذا تخليتم عن ( الَه ) ابائكم واجدادكم ( ازدائي باك )قالوا .. اننا آمنا بالله الواحد الاوحد وان لانشرك به قلنا .. نحن الايزيدية نؤمن بالله بأسم ( خودا ) قبل ان تسمعوا أسمه بالعربية بالاف السنين واننا لانشرك به لاالهاً ولاملاكاً ولاصنماً فنحن لانفرق بين اولياء الله الصالحين من كافة الاديان فنحن نزورهم للتبارك والشفاعة كما يفعل اخواننا الشيعة .. وقلنا ماالذي يميز دين الاسلام عن دين ابائكم واجدادكم الايزيدية ... قا لوا الشهادتين ( لااله الا الله ) ( محمد رسول الله ) ... قلنا نحن الايزيدية نشهد بان الله واحد لااثنان كما يدعي الزرادشتيه بذلك ( خودي , ئيكة , نا بت , دوا ) فان الشهادة عند الايزدية تعبر عن التوحيد المطلق ( الحر ) اللامـُقيد وان الشهادة عند الاسلام تعتبر توحيدا مشروطاً وهذا ماتجسده اداة النفي ( لا ) التي تسبق اسم الله في الشهادة الاولى ( لااله الا الله ) وهذه الشهادة ليست كافية من غير ان تكملها الشهادة الثانية ( محمد رسول الله ) التي تحتكر الله في دين الاسلام فقط من دون الاديان الاخرى بل وتلغي كافة الاديان وتكفر معتنقيها وتحرمهم من رحمة الله وجنته . ولو كانت الشهادة تختصر على الاولى ( لااله الا الله ) لهان الامر فالحق هنا لله على جميع العباد بأن يوحدوه , اما ان تكون الشهادة الثانية ( محمد رسول الله ) كرسول من دون الرسل وكشرط اساسي من شروط قبول الانسان في دين الله . وهذه الشهادة ايضاً تلغي الاعتراف بباقي الديانات وتكفر جميع خلق الله ماعدا الاسلام وليس هذا فقط وانما تعطيعهم حق الجهاد ضد العباد . وقلنا لماذا تخليتم عن دين ابائكم واجد اداكم .. أهكذا بسرعة ! قالوا لاننا آمنا بالاسلام ديناً تصديقاً بقول الله تعالى في سورة ال عمران آيه ( 85) ( من يبغي غير الاسلام ديناً لم يقبل منه وهو في الاخرة من الكافرين ) ... قلنا ان الله خالق العالمين ورب الناس جميعا ولافرق عنده بين العربي والعجمي الا بالتقوى والانسان حر في اختيار الدين الذي يعجبه وكل حسب منظوره وحسب مشورة مرشده الديني وحسب رسالة نبيه والله من حق العباد جميعاً ومن دون تمايز باللون والجنس والعرق . فالمطيعون والمخلصون والمحبون سواسية عند الحبيب وهذه الايه الكريمة التي مر ذكرها تعتبر وثيقة الَهيه بيد المسلمين فهي تخولهم حق الجهاد في سبيل الله لغرض نشر الاسلام بالقوة اما مساله التنفيذ تبقى مرهونة للظروف فالمسأله لاتحتاج للعجلة مادام المبدأ محفوظ في القرآن الكريم ثم ان الله كـُلي القدرة يقول مايشاء وله ان يقول اشياء تفوق ادراك عقولنا لكن ليس ضدها او ان تتعارض معها ومن هذا المنطلق فأن حق الله على العباد بالطاعة والولاء والاعتراف بوحدانيته وان لايشركوا به , فمن غير المعقول ان يكون لله رسول جيد واخر متوسط واخر دون المتوسط والطريق الى الله لايحتاج الى ضوابط معقدة واوامر ونهي . يـُكفي المؤمن رضى الله عنه ويكفي الله محبة المؤمن له و (المحبة عنوان الله ) ومن هذا المنطلق ومن باب الحوار اتسائل ... اين ذهب حكم الاية الكريمة رقم 12 من سورة الكافرون ( لكم دينكم ولي ديني ) واين ذهب حكم الايه الكريمة المرقمة من سورة البقرة ( لااكره في الدين ) واين ذهب حكم الاية الكريمة المرقمة ( 22 ) من سورة ال عمران ( ان تولوا ماعليك الا البلاغ ) ثم نتفاجأ بحكم الايه الكريمة المرقمة ( 19 ) من سورة ال عمران ( ان الدين عند الله الاسلام ) ثم نتفاجأ بحكم الايه الكريمة المرقمة ( 85 ) من سورة ال عمران ( من يبغي غيرالاسلام ديناً فلم يقبل منه وهو في الاخرة من الكافرين ) ثم يفاجئنا حكم الاية الكريمة المرقمة ( 86 ) من سورة النساء ( ان تولوا فخذوهم واقتلوهم حيث ماوجدتموهم ) وهناك احكام آيات متشددة اخرى لاضرورة لذكرها هنا , فانا لااستطيع ان اصدق كل ما ينسب الى الله وبانه يوعد عباده بأشياء ومن ثم يخلف بوعده ويقول اشياء ثم يلغيها باشياء اخرى واتسائل ان كان لله كلام جيد وكلام وسط وكلام دون الوسط .. فهذه الامور ليست من خصال الله العظيم وانما هي خصالنا نحن البشر وقد لانلتزم باقوالنا ونخلف بوعودنا لاننا بشر مرتبطين بمصالحنا الشخصية ففينا القوي و الضعيف وفينا الغني والفقير والمتعافي والعليل فالقوي يلوي ارادة الضعيف والغني يلوي ارادة الفقير والمتعافي يلوي ارادة العليل ومن هذه الامور نستنتج اننا واقعون تحت تاثيرات وضغوطات مصالحنا الشخصية التي تؤثر على خياراتنا فتحول الانسان المخير الى انسان مـُسير والانسان الخير الى انسان شرير وبالعكس . فنحن الايزيدية اصحاب اقدم ديانه عرفت التوحيد بالله الواحد الاحد الهاً للجميع . بينما الشهادة الثانية ( محمد رسول الله ) للاسلام تربط البشرية جميعاً من بوابتها وكما يبدو ان المعادلة بين الاسلام والله من جهة وبين الديانات الاخرى والله من جهة اخرى مسألة معقدة لاامل لنا في حلها . من زاوية اخرى ارى ان الاسلام واصحاب الديانات الاخرى متساوون بالتقصير امام الله لا المسلمون وا صلوا الفتوحات لنشر الاسلام على جميع بقاع العالم كما امرهم الله ولاا صحاب الديانات الاخرى قاوموا الاسلام حتى النهاية تصديقا لتعاليم اديانهم , واليوم نجد الجميع يجاملون بعضهم البعض ويتبادل التمثيل الدبلوماسي والمصالبح الدينيوية ضاربين تعاليم اديانهم عرض الحائط لكن الله تعالى لم يساعد الاسلام ولم يحسم امر انتشار رسالتهم ولاهو ساعد الاديان الاخرى على حسم موضوع مقاومة الاسلام لان الرب للناس جميعا ولافرق عنده بين الاديان والاجناس ولايفضل نبي على نبي ولارسول على رسول ولادين على دين ولافرق عنده بين عباده الامن خلال نواياهم ومشاعرهم الايمانية نحوه ولو اراد الله غلق جميع النوافذ التي تؤدي اليه باستثناء نافذة الاسلام لكان قد فعل . ولو اراد الله جمع الناس على اختلاف الوانهم واجناسهم وثقافاتهم منهم البدائيون ومنهم المتطورون في دين واحد لكان ايضا ً قد فعل لكنه ترك الامر لعباده في اختيار طريقة تعبده والوصول اليه . معنى ذلك ان المشكلة هذه تبقى قائمة الى الابد ( صراع الديانات ) ولامن حل لها سوى ( فصل الدين عن السياسة ) وترك مهمة المساواة والعدالة للحكومات . قلنا لماذا لم تقاوموا الاحتلال الاسلامي وهو يقصم كردستان بين العرب والفرس والترك ! قالوا ... تراطنا بهم رابطة الاخوة الاسلامية والمسلمون متساوون في الحقوق والواجبات وفي الاضرار والمنافع ومن حق المسلم على اخية المسلم ان يوفر له الطعام والمؤى والملاذ الامن قلنا يجثم المسلمون المحتلون كل هذه القرون فهم ياكلون من اموالكم ويشربون من مشربكم ويظلمونكم وينهبون خيراتكم ولو كان عندهم ذرة ضمير اسلامي لتركوكم وشانكم بأدارة شؤون بلادكم , فنحن لم نسمع بان المسلمين يقبلون ضيف عليهم طيلة هذه السنوات سواكم انتم فمابالكم لاترحلوهم وقد ملت منهم جبال كردستان وسهولها وانتم لاتملون منهم !!! . الاتكفي الضيافة !! لقد طفح الكيل ونفض الصبر . قلنا لماذا خنتم بلادكم وبلادنا كردستان قالوا في سبيل نيل الجنه قلنا الجنة هي كردستان التي هي بلادنا وبلادكم ويشهد على ذلك الكتاب المقدس وفي احدى خرائطه ستجدون اسم الجنة والتي تقع في منطقة وانه من كردستان تركيا قلنا لماذا خنتم اشقائكم الايزيدية وهم يقاومون من اجل الكردياتي قالوا من اجل حوريات الجنة قلنا الحوريات هن بنات اعمامنا واعمامكم الحوريون ولجمالهن الاخاذ ضرب الاسلام المثل بجمالهن والمسلمون موعودون بمثلهن في فردوس السماء قلنا يناصر المسلم اخاه المسلم ظالما او مظلوما فلماذا لن ينصروكم وانتم اكثر المسلمين في العالم الاسلامي تعانون الظلم الاسلامي قلنا انظروا كيف يتودد العرب والفرس والترك الى الشعوب الاسلامية في العالم بروح الاخوة الاسلامية ويرفضون اخوتكم الاسلامية وانتم اقرب المسلمين جغرافيا لهم قلنا هذا الموقف لايتغير عند العرب والفرس والترك حتى لو تنازلتم لهم عن كامل تراب كردستان وقد انكشف ادعاءاتهم امام اصرارهم بمواصلة احتلال كردستان وتثبيتها باسمهم في المحافل الدولية ملكا لهم لارجع فيها ومانشاهده اليوم في الفضائيات العربية والفارسية والتركية الاسلامية وهم يستنكرون حقوق الكرد في الحرية والديمقراطية في بلدهم المحتل , اما المطالبة بالفيدرالية فهذه جريمة لاتغتفر .... والعبارة تفقد صوابهم . ومانشاهد اليوم في تركيا وسوريا وايران من زيارات مكوكية وهم يتجاوزون خلافاتهم التاريخية والاقليمية ويتفقوا على تهديد الكرد في العراق لاخماد الاصوات المطالبة بانصافهم كشعب له وجود وكيان والظاهر لافائدة من العتاب بعد ان اثرت الاقوام الاسلامية الغازية على سلوك الكرد المستسلمين عن طريق الطاعة الدينية لضمان مصالحهم فظهرت بينهم الخيانه ضد الكرياتي وبنسبة عالية جدا اذا ماقونت ببقية الشعوب التي ابتلت مثلهم بالفتوحات الاسلامية والجميع وحدوا صفوفهم وحرروا انفسهم واسسوا لهم دول وحكومات مستقلة الا( الكراد ) حين ظلوا ملتزمين بخدمة الفاتحين والمحتلين منذ الفتوحات الاسلامية والى يومناهذا .ومع مرور الزمن انتشرت بين الكرد المسلمين عادة وهي ( عشق السلاح ) ومن اجله يرخص كل شئ ومن يحملهم السلاح يمتلكهم واصبح هذا النوع من الكرد على استعداد ان يقتل اخاه من امه وابيه لو طلب منه مالك السلاح وظل المحتلون يسلمونهم السلاح والكرد يواصلون قتل احرار كردستان من المستسلمين والايزيدية المقاومين مثل هذا السلوك كان رائدا بين صفوف الكرد المستسلمين طيلة الاحداث التاريخية الدموية التي مرت بها كردستان . حيث استغل المحتلون هذا النوع من الكرد ابشع الاستغلال فهم ضحية العلماء المسلمين الذين غسلوا ادمغتهم بحيث اصبحوا ينجرون وراء المحتل كما يتبع الصغير امه وان العلماء سبباً في تشجعيهم على طاعة المحتل وواجباً عليهم كطاعة أولياء الامور . فيقتلون من يعصي اوامرهم حتى لو كانوا اقرب الناس عندهم فابواب الجنه مفتوحة لهم على مصراعيها ولهم فيها حوريات العين لم ترى العين بمثل جمالهن . ذكرنا في مواضيع عدة بان الداسنية الايزيدية انقسموا في ظل الفتوحات الاسلامية الى كرد مستسلمين وايزيدية مقاومين انتحل المستسلمون صفة الكرد كقومية وانتحل صفة ( بصلمان ) كديانة جديدة وكلمة ( بصلمان ) مشتقة من عبارة ( بو اسلام) بمعنى استسلم وظلت تسمية الايزيدية تجمع بين الديانة والقومية وراحوا يتجنبون صفة الكرد بدلا عن صفة الايزيدية (الدينية والقومية )

ومع مرور الزمن اصبحت كلمة كرد المستسلم تعني ( بصلمان ) اي بمعنى مسلم وبالمقابل اصبحت كلمة الايزيدية بالنسبة للكرد المستسلمين
ومع مرور الزمن اصبحت كلمة كرد المستسلم تعني ( بصلمان ) اي بمعنى مسلم وبالمقابل اصبحت كلمة الايزيدية بالنسبة للكرد المستسلمين تعني كافر اي ( دين سز) وكما نلاحظ اصبحت بين الايزيدية والكرد فجوة خلاف عميقة فتغيب دور القومية وتغلب دور الدين واصبح الدين عند الايزيدية سدا منيعا يحميهم من التلقح والتلقيح بالاقوام الاسلامية التي ظهرت في كردستان بينما الدين فتح امام الكرد ابواب التلقيح والتلقح على مصراعيه مع جميع الاقوام المسلمة التي ظهرت في كردستان وهذا التلقيح والتلقح يتواصل الى يومنا هذا فتنوعت اجنات الكرد المستسلمين الوراثية الغير محببة ونحن الايزيدية جربنا هذا النوع من الكرد فهم يعشقون السلاح بجنون ومن يمولهم بالسلاح والعتاد يتبعوه الى اخر الدنيا وهم منتشرون في بلاد كردستان طولا وعرضا وهم جاهزون( للعمالة والجحشية ) يؤازرهم الفوضويون والانتهازيون والمنافقون والوصوليون والجميع من معدن واحد ذلك حين فقدوا الوصال الحميدة التي اكتسبوها بالفطرة والتربية وانا لااستبعد ان اجد اليوم من سوف ينتقدني من الكرد وبعض الايزيدية المستفيدين من الاوضاع والذين برزوا على ساحة الاحداث التي شهدتها كردستان بحجة ان مااذكره لايخدم قضية الكرد والايزيدية معا وانه فات اوانها والوقت غير مناسب لاثارة حسابات قديمة التي دفنت بغير رجعة ...... انا هنا لاانكر ذلك لكني فقط لو وجدت اصوات كردية وهي تندد بحملات الكرد الابادية ضد اشقاءهم الايزيدية من امثال ( كور باشا ) عميل الصفويين الذي اسقط 23 امارة كردية اضافة الى امارة الشيخان وقتل من ايزيدية بادينان مايقارب 80% . ولو ان البعض من الكورد قد اسمعونا اصواتهم عبر الفضائيات الكردية وهم يعترفون بنضال وكفاح وتضحيات الايزيدية التي بذلوها في سبيل الكردياتي . لايسعنا جميعا الا ان نناشد قادة الكرد بدعوة علنية لابناءهم الكرد بان يعاملونا نحن الايزيدية بالمودة والتقدير والاحترام بعيداً عن النعرة الدينية وان يساووا بيننا وبين الكرد في الحقوق والواجبات والامتيازات . فهذه دعوة للكرد علنا بان يعاملوا الايزيدية بالمودة والتقدير والاحترام بعيدا عن النعرات الدينية وان يساووا بينهم وبين الايزيدية في كافة الحقوق والواجبات .. كما اناشد حكومة اقليم كردستان بان تحافظ على خصوصية الايزيدية وكثافتهم السكانية في كل من المناطق التالية ( دهوك وزاخو والشيخان والسنجار ) لانهم ارث الكرد الاصلاء الذي لايعوض . وذلك بمنع استيطان الكرد في مناطق تواجد الايزيدية لان التجارب علمتنا ان نقول كلمة الحق الفاصلة في هذا الموضوع وان الوجود الكردي الكثيف في مناطق الايزيدية يدمر العلاقة المصيرية التي تربط بين الايزيدية والكرد وان قادة الكرد يعلمون جيدا بان الايزيدية كانوا وسيبقون الدرع الحصين للكرد وكردستان ولابديل لهم سواهم فذلك هو طبعهم وهذا مايامرهم به دينهم وهذا مايشهد له نضالهم الطويل وفي سبيل ذلك تحملوا الاحتقار والمهانة والنعوت البذيئة التي تفوق الوصف وبسبب الكرد جعلهم النظام البائد عربا على الورق واستعرب ديارهم وكانهم جزءاً من الجزيرة العربية وعاداهم وكانهم جزءا من بارزان المناضلة , والايزيدية يتطلعون الى حكومة اقليم كردستان بان تزيل عنهم همومهم التي يعانون منها منذ الفتوحات وان لاتجعلهم كردا على الورق فقط وان لاتستكرد ديارهم وكانهم عرب حديد جاء بهم النظام البائد واستطونهم في قرى كردية . واكرر مناشدتي لحكومة اقليم كردستان ان تولي اهتمام كبيراً حول ظاهرة شراء اغنياء الكرد اراضي الايزيدية باسعار خيالية سواء في الشيخان او دهوك اوزاخو او في السنجار ومن المفيد جدا ان توزع حكومة اقليم كردستان الاراضي الاميرية على الابناء الايزيدية في المناطق المذكورة وان هذه الاراضي هي بالاصل تعود للايزيدية استملكها النظام البائد وان حكومة اقليم كردستان تعلم جيدا ان مناطق تواجد الايزيدية كردستانية بطبيعتها وناسها وسكانها هم القاعدة التي صمدت في وجه الفتوحات والاحتلالات رغم مؤازرة بعض الكرد لهم .... استسمحكم عذراً باني ساسرد هنا واقعة قد حدثت الغاية من سردها هو ان ناخذ بعض الدروس والعبر منها .. مايحدث اليوم في الشيخان من بيع وشراء الاراضي والمساكن يذكرنا بايام فلسطين قبل عام 1948 حين هاجر اليها اليهود الاغنياء وفق خطة صهيونية مدروسة يشترون الاراضي والمنازل من الفلسطينيين باثمان خيالية مقارنة لاثمانها الحقيقية المستحقة وان المبالغ الطائلة اعمت بصيرة الفلسطينيين فسارعوا يبيعون الاراضي والمنازل الى اليهود والنتيجة التي حدثت هو ان زاد نفوس اليهود وانخفضت نسبة نفوس الفلسطينيين وطرد الفلسطينيون من تلك المنازل والاراضي التي اصبحت ملكا لليهود مانريد ان نبينه هنا ان الكرد ليسوا يهودا وان الايزيدية ليسوا فلسطينيين فكلاهما كرداً ومن معدن واحد وانا اعلم بان حكومة اقليم كردستان لم تشجع الكرد على شراء اراضي الايزيدية وانها لن تنتبه للموضوع من اصله وان الكرد يشترون الاراضي في الشيخان لانها ارخص من اراضي دهوك واطرافها وان الايزيدية يبيعون اراضيهم بمحض ارادتهم ولولم يكن للموضوع تاثير سلبي على الكردياتي لما لزم الامر لذكره . وهذا مايبدو ظاهريا اما باطنيا فان الموضوع خطير وعدم تداركه له اضراراً كبيرة على الكرد والايزيدية والدولة الكردية في اقليم كردستان , وكما يبدو لي ان الموضوع يجمع بين (نقيضين ) طرف من نار والطرف المقابل من وقود والانفجار هنا واقعة لامحالة لها . اكرر مناشدتي لحكومة اقليم كردستان ان تمنع الاحتكاك المباشر بين الكرد والايزيدية خوفا من انفجار لايحمد عقباه خاصة بعد ان لوح في الافق تباشير التحسن بين الطرفين وان الاحتكاك سيعيد سلوك الكرد الماضي المشحون بالتفرقة الدينية والكراهية النفسية والطاعة العمياء نحو الاسلام المتشدد هذا مازرعهه المحتلون في اذهانهم منذ مئات السنوات وهي باقية ببقاء الايزيدية على تربة كردستان ونحن الايزيدية نعرف الكرد حق المعرفة ونعلم انهم مصدر معاناتنا ونريد نسيانها والكرد ايضا يريدون نسيانها لكن الاحتكاك المباشر معهم يعيد اليهم سلوك الماضي المقيت و المخيف المخزون في عقولهم الباطنية الذي يجعلهم يتنافرون من الايزيدية ولا يهدأ لهم بال الا بالاعتداء المؤذي ضد من يحتكون بهم من الايزيدية وان نزعة الكراهية والعداء عند الكرد ضد الايزيدية لاتزول بشعارات قومية براقة مادامت قلوبهم مشغولة بحب الاسلام الذي ارغم الايزيدية ان يكونوا نقيضا لهم واحيانا نجد ظاهرة العداء عند البعض من الكرد العلمانيين قد تحولت من ظاهرة دينية الى ظاهرة نفسية وتبقى هذه الظاهرة دينية و نفسية ملازمة للكردي وتتجدد تلقائيا ً كلما تقع انظارهم على الايزيدية وان الجيل الجديد من الكرد يرثون هذه المشاعر عن ابائهم ويترجموها الى سلوك عدائي ضد الايزيدية وهذا نابع عن جملة ذنوب ارتكبها اجدادهم بحق الايزيدية وبحق احرار كردستان . نرى ان الكردي يتعذب ويتالم نفسيا ً عندما يقع نظره على الايزيدية او يحتك بهم فهو لاشعوريا يشعر بذنوب اقترفت بحقهم وهذا مايدل على ان الايزيدية اصبحوا مقياسا يقاس به عفة الكرد ووطنيتهم وكردياتيهم فهم ملوثون بخطايا الخيانة ضد الوطن وضد احرار الوطن فان احساسهم الباطني المعيب يقودهم الى التنافر من الايزيدية وعندما يشاهد احد الاشخاص الكرد شخصا ايزيديا عابر سبيل (يتعوذ ) منه عشرات المرات ويتشائم منه ايضا وكانه مقبل على مصيبة !! فيتجمد الدم في عروقة كانه خرج لتوه من البراد فيتعكر مزاجه ويقشعر بدنه من شدة الغضب قينقلب من انسان وديع الى انسان مارد متوحش فيتالم ويتعذب لانه لايقدر على ايذائه علنا خوفا من عاقبة القانون وهنا يلعن القانون الذي يساوي بينه وبين الايزيدي ... ويضطر الى ان يدير وجهه الى ناحية اخرى ويتمتم مع نفسه ( تباً للقانون ) .

حقيقة انتساب الشيخ عدي بن مسافر الشامي

ناشدنا في موضوع سابق بان تكون شبكة الانترنيت منبرا للايزيدية وتكون حرة نظيفة والذي يتابع المواقع الايزيدية من على شبكات الانترنيت وبهذه الفتره بالذات سيجد بين السطور لغة غريبة لاسابقة لنا بها وهي فعلا غريبة عن اخلاقنا ومبادئنا منها الضارة و الجارحة وكلمات نفاق وتملق بينها فتفرق صفوفنا بدلا من ان توحدها ولاتخدمنا وانما تخدم اعدائنا.... ومااكثرهم اعدائنا !! ثم انها تدنس اقلامنا التي ناضلنا من اجلها بالغالي والنفيس والتي نحتاجها حرة طاهرة لكي تكون شموعا تنير لنا دروبنا فتدافع عنا ونستعين بها لاظهار الحق وكشف الباطل , القلم عندنا مقدس والمقدس يطهر ولايدنس حقة علينا ان لانستخدمه سوى للحق والمعرفة والدفاع عن وجودنا ونحن اخر عنقود من المظلومين والمضطهدين الذين نجوا من مئات المعارك ذات التطهير العرقي ونقول كفانا تشهيرا لبعضنا البعض وكفانا نفاقا وتملقا وكفانا تشهيرا برموزنا المقدسة من امثال الشيخ عدي قدس الله سره . من الطبيعي ان نجد الكتاب واصحاب الراي يختلفون حول جملة امور فلكل منهم معلوماته وثقافته واراءه ولكن الحكمة تقتضي ان يتحلى الجميع بالقيم والاخلاق والامانة العلمية حتى مع الذين يخالفونهم الراي ولايجوز لاحد ان يرمي التهم هكذا جذافاَ مهما كان السبب خاصة اذا كان من باب النفاق والتلمق لهذا او ذاك او من باب المزاج والتعصب , شبكة الانترنيت منبر مشاع للجميع ولمن يملك معلومات قليلة ومن يملك معلومات متوسطة ولمن يملك معلومات كثيرة فكل واحد يقدم مافي جعبته ولكن الحكمة تقتضي الاقتداء باصحاب المعلومات الوفيرة من ذوي الاراء السديدة والمدعومة بالادلة والبراهين وخلافا لهذه القاعدة نجد البعض من رواد شبكات الانترنيت ينزعجون من الحقائق فيحرفوها سواء اكان من باب المزاج او التعصب او الجهل والتخلف او من باب النفاق والتملق وكل شئ خارج هذا الاطار بالنسبة لهم مرفوض وليس هذا فقط بل نراهم يقفون ضد المعارض بمنظور عدائي ومثل هذا المنطق دخيل علينا حتى ان فترة الثمانينات من القرن العشرين لم نكن نتوقع انه سياتي البعض من الايزيدية ممن برزوا على ساحة الاحداث التي نشاهدها اليوم فيقحمون ولي الله عدي بن مسافر الشامي في دائرة المزايدات القومية والدينية ويشككوا بوجوده بين الايزيدية وقد مضى على انتقاله الى جوار ربه اكثر من تسعة قرون وقد ورثنا عنه عشرات الاقوال والقصائد الدينية بعضها يصفه بما لم يصف به انسان اخر ولهؤلاء اراء مختلفة فالبعض يدعي بان الشيخ عدي عربي اموي لجأ الى ا لايزيدية لنشر دعوة بني امية بينهم لكسب تاييدهم من اجل احياء امجاد بني امية ويحققوا طموحاتهم في اعادة دولتهم التي فقدوها على ايادي العباسيين ومنهم يتهموا الشيخ عدي بانه قصد الايزيدية لينشر بينهم الدعوة الاسلامية فيحققوا ماعجز عنه الفاتحون طوال قرون مضت ومنهم من يخجلوا من عروبة الشيخ عدي من باب التملق للكرد المستسلمين الذين يتفاخرون علنا في حبهم الى النبي العربي والذين يكررون عبارة ( يامحمد العربي ) عشرات المرات في اليوم الواحد وبعضهم يدعي بان الشيخ عدي هرب من بلاد الشام خوفا من العباسيين ولجا الى الايزيدية الموالين لبني امية والبعض يجعلوه كرديا بالادلة والبراهين التي لاتقنع حتى البسطاء من الناس .....ونحن نقول للذين يدعون بان الشيخ عدي ظهر للايزيدية لينشر بينهم الديانة الاسلامية انهم يشعرون بالنقص لقلة معلوماتهم عن الديانة الايزيدية وعدم معرفة شخصية الشيخ عدي ودوره الايجابي على عموم الساحة الايزيدية الدينية والتراثية فهو باني هيكل الديانه وهو مصدر اللاهوت الذي حافظ على اصول الديانة الايزيدية فلا ايزيدية من دون ديانه التي هندسها الشيخ عدي ولاكردية من دون الايزيدية الصامدين ومانجده من كردية في ظل الاسلام يشابه الذين يحملون هوية من دون عنوان والمطلع على تاريخ الشيخ عدي بن مسافر يعرف انه غادر بلاد الشام الى مدينة بغداد في وضح النهار وفي بغداد درس الكثير من علوم التصوف على ايدي كبار المتصوفين وتعرف على مشاهير علماء التصوف فبعضهم امتدحوه واشادوا به وبعضهم انتقدوه من امثال المتصوفين المحسوبين على الشيعة بسبب افكاره الدينية ذات الصلة بافكار الديانة الايزيدية وهذا يدل على ان الشيخ عدي لم يكن بعيدا عن انظار العباسيين ,,, حول هذا الموضوع حدثني (كوجك الياس ) وهو من سكنة قرية بحزاني التي تبعد 5 كم عن الموصل والحديث طريف وقد جاء فيه ....... بان احد الخلفاء العباسيين ارسل وزيره في طلب الشيخ عدي الذي كان حين ذاك في الشام ولدى وصول الشيخ عدي الى ديوان الخليفة طلب منه الخليفة العباسي ان يريه بعض الكرامات وعندما اظهر الشيخ عدي بعض من كراماته التي نالت اعجاب الخليفة ومن كان حينهافي الديوان جالسا بعد ذلك طلب الشيخ عدي من الخليفة ان يستاذن له بمغادرة بغداد غادر بعد ان اذن له الخليفة بالذهاب فتوجه الى الموصل ثم وادي لالش الذي يقع شمال الموصل مابين 55 , 56 كم . لايذكر اي مصدر بان الشيخ عدي دخل وادي لالش خفية او بالقوة او بمساعدة الدولة او اي طرف اخر بينما المصادر الدينية الايزيدية تؤكد على ان الشيخ عدي بن مسافر كان على موعدا مع بعض رجال الديانة الايزيدية من المنطقة وهم ايضا كانوا يعلمون بقدومه وكانوا على موعدا معه وعندما جاء الشيخ عدي استقبلوه بحفاوه تليق به واستقبله كلا على طريقته وحسب الموعد المقرر , لو ان الشيخ عدي حاول مفاتحة الايزيدية حول الاسلام لرفضوه وقاوموه ولوجدنا اثار ذلك في المصادر الدينية التي نقلت لنا بعض الحوادث التاريخية المهمة ثم ان مقاومة شيخ اعزل ( شيخ عدي ) ليست اصعب من مقاومة الفتوحات التي وصلت المشرق والمغرب والمسافة بين الايزيدية وعاصمة المسلمين ليست بعيدة وعلى هذا البعد لم ينجوا احد من الاستسلام حتى اليهود والمسيحية لم ينجوا من الاسلام فهذه الحقائق وحدها كافية لدحض اراء هؤلاء الذين اساءوا الى الشيخ عدي بن مسافر الشامي . لم يكن مجئ الشيخ عدي الى وادي لالش مجرد صدفة فالوادي يقع وسط مئات القرى الايزيدية وحتى في مدينة الموصل كان يسكنها البعض من عشائر الايزيدية مثل عشيرة الحراقية الداسنية الذين كانوا يسكنون محلة باب العراق وهي احدى ابواب سور مدينة الموصل الذي كان يطل على جهة العراق ( جنوب بغداد ) , معنى هذا ان تسمية العراق لم يشمل وادي الرافدين كله وهذا الشئ معروف لدى المؤرخين والباحثين وليس بدعة من عندي والفترة الزمنية التقريبية التي ظهر الشيخ عدي في وادي لالش هي مابين 478 ه و 558 ه وفي هذه الفترة كانت القرى من وادي لالش حتى الموصل ايزيدية بما فيها القرى التي يسكنها الشبك الذين جاء بهم نادر شاه لكي يفتحوا مدينة الموصل والذي حاصرها اكثر من سنة فتراجع ( نادر شاه ) بعد ان فشل باقتحام المدينة وبعد ان احتل القرى الايزيدية وقتل الكثير واسلم الكثير منهم وهرب البقية الى مناطق ايزيدية اخرى امنة واسكن نادر شاه مرتزقته الكرد الحسينيين ( الشبك ) في جميع تلك القرى الايزيدية ولازالت بعض اسماء تلك القرى الايزيدية لم تتغير وبعضها تغيرت فيما بعد . علمت ان القرى الايزيدية التي كانت تقع جهة الساحل الايسر من دجلة شمال مدينة الموصل حتى سلسلة جبل مقلوب وسلسلة جبل بعشيقة ونوران كانت تسمة ( طاشي ) ولازال الايزيدية في مناطق الشيخان يسمون السكان في مناطق بحزاني وبعشيقة (طاشي ) بالرغم من انهم كرد ايزيدية هاجروا اليها حديثا من مناطق الشيخان وكما يبدو فان تسمية طاشي جائتهم من تسمية المنطقة التي تسمى طاشي والتسمية اطلقها الميديون والفرس على العرب الذين كانوا شبة عراة ومعنى كلمة طاشي او تازي ( العاري ) وكما يقول المثل شهد شاهد من اهلها ففي ذات يوم كنت اقود سيارتي متوجها الى بعشيقة وبحزاني وعند مفرق عين سفني استوقفني جندي فحملته الى مفرق الموصل بعشيقة واثناء السير سالته من اي منطقة انت قال انا من منطقة طاشي … قلت له انت من بعشيقة او بحزاني فبالنسبة لي لاتوجد منطقة بأسم طاشي غير بعشيقة اوبحزاني لكن الجندي فاجئني بقوله انا لست من بعشيقة او من بحزاني استغربت اكثر وقلت له اي طاشي تقصد قال انا من منطقة طاشي قلت له اين تقع هذه المنطقة … قال القرى التي تحيط بمدينة نمرو التاريخية تسمى طاشي فادركت هنا ان التسمية ذات علاقة بالاراميين الذين كانوا يسكنون منطقة نمرود وبعشيقة وبحزاني في زمن الدولة الاشورية قبل الميلاد بمئات السنوات وكان الاراميون قبائل بدو لاتختلف طبائعهم عن طبائع بدو العرب وكانوا مثلهم عراة اي مثلهم طاشي وكانت القرى الايزيدية تمتد من وادي لالش شرقا بما فيها ( نافكـُر ) وعشائر السبعة بما فيها ( برده رش ) مقر بيرانية المتصوفة الشهيرة ( بيرا فات ) التي تحاك حولها الخرافات ويتخبط ازاءها الباحثون والكتبة الايزيديةوهي ابنة البير محمودالذي كان يسكن منطقة ( نسره وربيتكي ) وهي مريده للشيخ ( اري ره ش ) المعروف ( بشيخالي شمسه ) وهو ابن الشيخ شمس الدين العدوي والذي توفي قبل ان يتزوج اي لم تكن له ذريه لذلك اصبحت ذرية بيرافات من دون شيوخ رسميين فيضعون ( ذرية بيرافات ) الرسوم المستحقة عليهم على عتبة مزار الشيخالي شمسة وقد مضى على وفاة بيرافات اكثر من 850 سنه ولازالوا الى حد اليوم لايتجاوز عددهم عن اسرة واحدة وهذه الاسرة تسكن اليوم عين سفني وهي اسر (ة بير علي داي دلالي ) وله ثلاثة اولاد واحد منهم يسكن عين سفني واثنان يسكنا سنجار وانا شاهدت بير علي بنفسي وشاهدت امه ( داي دلالي ) . للمزيد من المعلومات عن الايزيدية وعددهم نستعرض احصائية تقديرية عن تواجد قرى الايزيدية في كردستان كان اقليم كردستان الخاص بالكرد ذو اللهجة البادينانية عبارة عن هكار كبرى وداسن كبرى وكان الهكار يمتد جنوبا من سلسلة جبال ( كيلازه ر) ومن جهة الشمال يحدها سلسة جبال ارارات ومن جهة الغرب يحدها البحر الابيض المتوسط وشمال سوريا ومن جهة الشرق يحدها المثلث التركي الايراني الكردستاني والزاب الاعلى وكانت نسبة الايزيدية فيها في وقت ظهور الشيخ عدي يتجاوز ال60 % من الكرد المستسلمين والاشوريين اما اقليم داسن الكبير فكان يحدة شمالا سلسة جبال ( كيلاز ه ر ) ويحدة من الجنوب سلسة جبال حمرين وجبال سنجار ومن الشرق يحده الزاب الاعلى وايران ومن المغرب تحدة سوريا وكانت نسبة الايزيدية فيه يتجاوز ال 70 % والبقية كرد مستسلمين واشوريين وكلدان والى زمناً ليس ببعيد كانت منطقة هكار تحتفظ بمزيج سكاني يتكون من الايزيدية والاشورية والكرد المستسلمين فمثل هذا الخليط كان موجودا حتى منتصف القرن التاسع عشر للميلاد وهناك اسره من( ابيار خانه ايزيد ) هاجرت من هكار في تلك الفترة الى الشيخان ولازالوا يحتفظون بلقبهم المعروف ( بيري خاني ) ولايتجاوز عدد اسرهم اليوم الخمسة اسر وهناك بعض الاسر هاجرت من منطقة هكار ويسكنون عيني سفني وبيرستك وبعشيقة ومناطق اخرى نذكر منهم اسرة المجيور الذين يسكنون عين سفني وبيت حجي لاسو وبيت سمو اغا وكانت نسبة الايزيدية في اقليم سوران في فترة ظهور الشيخ عدي تتجاوز ال 50 % ولدي فلم وثائقي جاء فيه بان السكان من منطقة شقلاوه كانوا من الايزيدية وكانوا يلقبون ب ( جما ره شي ) اي الاراضي السوداء وكان سكان ( بي طاس وحرير ) من الايزيدية وكانوا يلقبون ب ( جما زه ري ) اي اصحاب الارض الصفراء وهم اتباع الامير الايزيدي (هسلممان ) وكان مقر امارته في ( بي طاس ) وهي مازالت عامرة وفي فترة مقاربة لعام 68 هجرية خطف بعض الكرد المستسلمين فتاة ايزيدية من منطقة شقلاوة فهب الايزيدية الساكنين في المنطقة لنجدتها واستطاعوا انقاذها وقتلوا المعتدين جميعا وهذا العمل اثار مشاعر الكرد المستسلمين في منطقة سوران وبادينان فاعلنوا الجهاد وهجموا على ايزيدية اربيل وصلاح الدين وشقلاوة وحرير وبيطاس والقرى الايزيدية القريبة من هذه المنطقة فقتلت اعدادا كبيرة من الايزيدية واستسلم المئات وفر البقاون الى القرى المحيطة في الزاب الاسفل ومناطق الداسنية خارج محيط ( كلك الداسنية ) الذي يسمى ب ( كلك ياسين اغا ) وهذا الاغا كان ايزيدي واستسلم وكان يسمى قبل ذلك هذا الكلك بأسم ( عبد العزيز اغا ) وهو اقارب خدر اغا الجد الاعلى لعائلة ( خدر مهمدا ) الذي يسكنون الشيخان وفيما بعد اسس الكرد الحسينيون امارة في شقلاوة وبرز منهم المدعو ( شاه قولي ) وعرف هذا البيت ببيت ( بير بوتار ) وهم اجداد الامير الراوندوزي ( كور باشا) الامير الاعور وتجدد القتال بين امراء الايزيدية و اسرة بير بوتار ) في عهد (حسين بك الداسني) والي اربيل واسرة بير بوتار في عام 1534 ميلادية قتل منهم حسين بك الداسني الكثير فارسل الصفويون البابانيون لمقاتلة الايزيدية في اربيل وفي النهاية اندحر الايزيديون وهزم حسين بك الى قرى الزاب الاسفل ثم قتل على يد الترك ولهذا حدث وحديث ولااظن انه كانت نسبة الايزيدية في كردستان تركيا اقل من 50 % مقارنة الى الكرد المستسلمين وكانت المدن الكردستانية بيد امراء الكرد المحليين سواء كانوا من الايزيدية او الكرد المستسلمين وفي زمن الشيخ عدي الثاني كان للايزيدية ( سبع طواويس عاملة ) تتجول بين الايزيدية في عموم كردستان وكان طاووس سوريا يعمل حتى الستينات من القرن العشرين للميلاد والان لانجد سوى طاووسين يعملان احدهما خاص بالمركة والاخر في سنجار واحيلت البقية للتقاعد والغالبية منها ناقصة فمنها بدون قاعدة اي ( راس فقط ) وبعض الرؤوس والقواعد مخبئة في معبد لالش لايعرف بها سوى الامير وبعض رجال الدين ولدى بيت بيشمام ( ال فقيرا ) في سنجار طاووس كامل ولدى بيت البسميرية في مجمع باوان ( راس طاووس فقط ) ولدى الدنادية قاعدة طاووس يطلقون عليها ( جراي بو قتيرا ) اي ( سراج بو قتير ) اصل الكلمة معناه ( سراج بو قنتار ) وهي باختصار قصة رجل دين يلقب بفقير ..... وكان لكل طاووس فقير تسند الية قافلة التي تنقل الخيرات من دائرة الطاووس الذي يعمل خارج المركة الى وادي لالش وكان يسلم الطاووس الى هذا الفقير الذي يشرف على القنتار اي على ( القافلة ) لاجل تعميده في وادي لالش وفي كل سنة كان يرسل تمثال الطاووس لوادي لالش للتعميد وعادة كان يرسل في فصل الربيع والقافلة ( القنطار ) كانت تتكون من بغال عديدة مع الخدم والحماية وكانت القافلة تحت رعاية فقير ديني متخصص اي انه (فقير قنتاري ) فقير القافلة وكان هذا الفقير يختار من قبل امير الطاووس ( الامير الفرعي ) الخاص بالمنطقة اومن قبل امير المركة ( الامير الرئيسي ) وكان للعشائر الايزيدية رعاة ( كوجر ) وكان لهم امير طاووس وطاووس خاص بهم يبقى بينهم على مدار السنة ويتجول الطاووس بينهم في فصل الصيف ومرة في فصل الخريف ومع تواصل تعرض الايزيدية للمعارك والاضطهادات ومع تزايد استسلام الايزيدية بدا يختفي امراء الطاووس ( امراء القوناغات ) التي تقع خارج نطاق مسؤولية امير المركه واما ما وصل اليه طاووس الكوجر الذي لفت اليه نظري وحسب معلوماتي لايهتم المجتمع الرعوي الايزيدي الكوجر بشؤون الدين مثلما يهتم المجتمع الايزيدي الزراعي ( الكرمانجي ) بشؤون الدين فطبيعة المجتمع الكوجري المتنقلة مع ماشيتهم من مرعى الى اخر بحثا عن (كلأ ) فهم متعلقون بماشيتهم ولاشئ يستطيع اشغالهم عنها لكن تعلق قبيلة الدنادية الكوجرية بطاووسهم بدرجة لايمكن للمرء تصديقها فبلغ الامر بهم الا ان يحجزوا طاووسهم مع الفقير المسؤول ( فقيري قنتاري ) وعندما تقلص عدد الايزيدية وتوقفت جولة الطاووس بين الكوجر والمناطق الايزيدية خارج المركه ( خارج العراق ) قرر امير المركة المسؤول ( الرئيسي ) سحب تلك الطواويس الى ( خزينة الرحمن ) سواء في لالش او في باعذرة لكنه اصطدم بموقف قبيلة الدنادية واصرارهم على التشبث بطاووسهم ولم يستطع الامير سحبه لان كانت قبيلة الدنادية متنقلة بين كردستان تركيا وكردستان سوريا وكانت عرضة للاعتداءات الدولة العثمانية والعشائر الكردية المستسلمة وكان امير المركا يخشى وقوع الطاووس بايدي العثمانيين والكرد المستسلمين فاحتار بين اصرار الدنادية على التمسك بطاووسهم وبين مخاوفة من وقوع الطاووس بيد المستسلمين وكاجراء احتراسي يرضي الامير والدنادية اكتفى الامير بسحب راس تمثال الطاووس وترك للدنادية القاعدة تحت رعاية ( فقيري قنتاري ) الذي ظل مقيما بينهم الى يومنا هذا ومع مرور الزمن تغير اسم فقير القافلة ( فقيري قنتاري ) الى ( فقيري بو قنتاري )ثم الى ( فقيري بو قتاري ) و لازال احفاده الى اليوم يحتفظون بالقاعدة التي سميت ( جرايي بوقتيرا ) الى يومنا هذا
هل ياترى انتساب اجداد عدي بن مسافر لبني امية هو انتساب الموالي للوالي ام لا !! مافعلة البوهيين والصفويين وتبعيتهم من الكرد الحسينيين يفوق على مافعلة الفاتحون بالايزيدية فحملة (نادر شاه ) لوحدها افرغت مناطق واسعة من الايزيدية وهي القرى التي يسكنها الشبك حاليا فقتل الكثير منهم واسلم العديد منهم وشرد البقية الى قرى ايزيدية بعيدة عن تلك المنطقة ولازالت اسماء بعض القرى الايزيدية باقية مثل قرية ( شمسي ) وقد غير الشبك اسماء قرى ايزيدية عديدة خاصة تلك التي كانت تابعة للائمة الايزيدية فقد غيروا اسم قرية ( بير هاجال ) الى قرية ( الامام فاضل ) وهي الان تسمى الفاضلية نسبة لامام الشيعة ( فاضل ) .وقد سمعت من بعض سكان الفاضلية بان القوالين كانوا يدخلون القرية حتى قبل نهاية القرن العشرين للميلاد وكانوا ينصبون تمثال الطاووس على صخرة كبيرة تقع على طرف القرية تمجيدا لما كان يفعله سكانها عندما كان من يسكنها الايزيدية ومافعله السلاجقة والاتاركة والعثمانيون وابناءهم الكرد المستسلمون يفوق عشرات المرات على مافعله الفاتحون بالايزيدية وكان في كركوك ايزيدية وكان شيخ ناصر الدين العدوي اميرا دينينا فيها ومن اهم عشائرها التي ذكرها التاريخ هي عشيرة ( تريكو ) التي جاء ذكرها في اخبار (مملكة عشنونا ) اي ( مملكة كركوك ) قبل الميلاد بحدود 700 سنة ومن جراء حملات الفرس واذنابهم من الكورد الحسينيين ذهب الشيخ ناصر الدين العدوي الى جبل مقلوب وسكن قرية ( كوبان ) التي تقع على سفح جبل مقلوب قبال مدينة الموصل وكانت القرية يسكنها ابناء عشيرة الدوملية الذين كانوا ينتشرون حول جبل مقلوب وتبع الشيخ ناصر الدين بعض الايزيدية الذين نجوا من مذابح كركوك فالبعض منهم هاجروا الى داسن السفلى وداسن العليا وهكار وديار بكر والبعض الاخر هاجر الى سنجار ومنذ ذلك اليوم صاورا يسمون بالشرقيين لانهم جاءوا من الشرق واليوم نجدهم في سنجار يسكنون قرية تل بنات وقرى اخرى مثل ( جدالة ) ومنهم بيت ( الفقير جندو ) ومنهم يسكنون الشيخان فيسمون ( بالقوبانيين ) وكذلك الترك والفرق بينهما هو ان القوبانيون مرداء الشيخ ناصرالدين العدوي والترك مرداء الشيخ بكرالعدوي مع العلم جميع الدوملية هم مرداء الشيخ ناصر الدين العدوي وهذا يعني بان الدوملية بايعوا الشيخ ناصر العدوي بعد ظهوره بينهم وان الترك او الشرقيين بايعوا الشيخ بكر العدوي بعد ان هاجروا الى ديار بكر وان الدوملية كانوا اقوام يتكونون من عشرات الافخاذ العشائرية فقد استسلم الاكثرية منهم ولم يبقى منهم سوى بعض الاسر الذين يسكنون مجمع ( باوان ) الذي يقع بالقرب من عين سفني وبعض الاسر من القوالين الذين يسكنون بعشيقة وبحزاني ولاينكروا الزازة انهم افخاذ من الدوملية . وفي عهد الشيخ عدي بن مسافر انتعش الايزيدية وزاد عددهم وتراجع العديد من المستسلمين والمتظاهرين بالاستسلام لان هذا كان ممكنا لعدم وجود النظام الطبقي الروحاني في ذلك الوقت ويبقى السؤال مطروحا من هو الشيخ عدي بن مسافر الثاني ؟؟؟؟؟؟؟ وماهي الدوافع التي جعلته يغادر بلاد الشام وبغداد ويقطع مئات الكيلومترات مشيا على الاقدام ويختار وادي لالش للاستقرار فيه مدى الحياة والوادي يقع وسط الايزيدية الذين يرفضون الاستسلام , تتفق المصادر التاريخية التي ذكرت الشيخ عدي بن مسافر بانه ينحدر من احدى ( السلالات الاموية فرع مروان بن الحكم ) وفي الاونة الاخيرة اشار اليه بعض الكتاب الايزيدية بانه كردي ولاعلاقة له ( ببني امية ) ولنترك التعليق على عروبة الشيخ عدي وكرديته جانبا ولنستمع اولا نحو منظور الديانة الايزيدية حول هوية الشيخ عدي بن مسافر فلاتهم الديانة الايزيدية قومية الشيخ عدي بن مسافر لامن قريب ولامن بعيد لان ولي الله الموعود بالظهور بين الايزيدية الذين كانوا بانتظار مجيئة كمخلص ايماني يخلصهم بالايمان والتطهير من ابادة الفتوحات وشر الاشرار بدلا من الحروب والمعارك واشارت اليه المصادر الدينية بالسر الرباني وان الله اسقاه من كاس الاسرار فهو اذا سر من اسرار رب العالمين هبط ليرأس دولة الله الارضية وعاصمتها لالش رئيسا لسبعة ملائكة زمنيين بشريين وهو يحمل طبيعة لاهودية واخرة ناسوتية ولايهم من اين جاء ناسوته لانه من التراب والى التراب يعود اما اللاهوت فهو من الله والى الله يعود والله خالق الاقوام فهو ليس عربي ولاكردي ومن مبادئ الديانة الايزيدية ان الله يكرم من يشاء من عباده وعلى المثل القائل ( اش عه ربي هه تا عه جه مي خودي ده ت كرامي ) اي ان الله يكرم من يشاء من عباده سواء كان عربيا ام اعجمي واينما يظهر المكرم بالله وبين اي قوما فان على الايزيدية التوجه اليه للولاء والتقديس لانه نصير ايماني ينصرهم ايمانيا ولااظن انه ظهر فوق الارض افضل من الشيخ عدي الذي يجسد لاهوت الله والذي قام بالمعجزات والكرامات التي سمعناها على السانة المتصوفه العظام وما من شخص جاهد مثله في العبادة تعبيرا عن عشقه اللامحدود نحو الله تعالى ولم نسمع انه تحزب لصالح احد ضد طرف اخر او انه قاد فئة من الناس ضد فئة اخرى وحتى عن نفسه لم يدافع بالاساليب الدنيوية وانما بالمعجزات والكرامات وفي كل محنة تواجه الايزيدية كان يلجا الشيخ عدي الى المغارة فيعتصم بها ويواصل العبادة حتى تنقشع عن الايزيدية تلك الغمامة وتلك المحنة وماكان ياخذ اموالا من احد ولاياكل من مال احد وكان يعمل ومن عملة ياكل كان يلبس الصوف ( الخرقة ) ولايطلب لنفسه شيئا والدنيا بالنسبة له هي رحلة لاهوتية تجسدية في عالم الناسوت والدنيا دار اختبار فالناجح يعود الى الله مطهرا والفاشل يعود يعود مدنسا الى الجحيم وكان وجودة بين الايزيدية نعمة من الله قلما انعم الله على غيرهم بمثل هذا الولي فهو الذي كان يداوي جروح الايزيدية ويقوي ايمانهم ويساعدهم على الصمود امام جبروت المسلمين وما الوجود الحالي للايزيدية رغم قلة عددهم الابفضل الله وبوجود الشيخ عدي الذي حل ضيفا على الديانه الايزيدية فهو عنوان قبلتنا الايمانية ومرشدنا الروحي وان اللسان يعجز عن وصفه فهل يعقل ان نرفضه وهو الاب الروحي لنا ومسالة انتساب الشيخ عدي الى احدى السلالات الاموية قد يكون صحيحا وقد لايكون ولو القينا الضوء على قومية بني امية وقومية بني هاشم فان المصادر التاريخية تؤكد على انهم قريشيون والمصادر نفسها تقول بان القريشيين عدنانيون يمتد نسبهم الى نبي اسماعيل بن نبي ابراهيم الارامي وان المصادر ذاتها تعترف بان العدنانيين ليسوا عرب وانما اصبحوا عرب اي انهم استعربوا فهم من العرب المستعربة ولو كان ال شيخ عدي فعلا من الامويين فانه من العرب المستعربة مثلة كمثل اي كردي مستعرب وهناك اشارات تجعلنا نشكك في استعرابية الشيخ عدي بن مسافر فلو كان مستعربا حقا فان المصادر التاريخية اكدت ان الشيخ عدي كان يسكن بيت الفار في بعلبك من بلاد الشام وكان يسكن في ( شوف الكردية ) اي في حي الاكراد وماذا يعني وجود اسرة الشيخ عدي في حي الاكراد بدلا من حي العرب ؟؟؟ ثم جميع الكرد في بلاد الشام كانوا ايزيدية فهذا يعني بان حي الاكراد في بيت الفار كان حيا للايزيدية وقد استسلموا نتيجة لظروف قاسية لذلك هجرهم الشيخ عدي بن مسافر الى وادي لالش تقول المصادر الايزيدية الدينية وكذلك المصادر التاريخية ان الشيخ عدي بن مسافر كان وليا زاهدا يزاهد في العبادة وكان مرشدا دينيا مؤثرا فاختار وادي لالش لكي يجاهد الله تعالى بالزهد والتقوى ويرشد ابناء الايزيدية في بلاد داسن واهمية داسن هي بوجود وادي لالش فبهذا الصدد يقول الشيخ حسن العدوي ( داسن قلب الارض ولالش قلب داسن ) وان الوقائع التاريخية تؤكد على ان الشيخ عدي كان يعرف بلاد داسن ( كردستان ) شبرا شبرا وكان يبحث عن الكرد الذين يقاومون الاستسلام ولولا هذا لماترك بلاد الشام وهي تضاهي بلاد كردستان من حيث الخيرات والجمال بل بالاحرى لما ترك جبل ليلون الموجود في بلاد الشام والمقدس عند الايزيدية والذي ياتي ذكره في بعض الادعية الدينية مثل دعاء ليلة القدر , ومايلفت اليه الانتباه هو الطريق الذي سلكه الى وادي لالش والاشخاص الذين وعدهم بالمجئ و الذين التقى بهم في الطريق قبل وصوله الى وادي لالش ولااجد لهذا تفسيرا سوى ان الشيخ عدي كان يعرف المنطقة ويعرف الطريق الذين سلكه الى وادي وكان يعرف بعض الوجهاء من الايزيدية من امثال ( البير حجي علي ) و (البير حجي رجب ) و (بير ايسيفيا ) و ( بير جروان ) وبير ( محمد رشان ) وعلي الهكاري ويوسف الهكاري و( جعفربن محمد بابي ) و غيرهم ويلقب الشيخ عدي بالهكاري وانا على يقين بان العديد من المثقفين الايزيدية يجهلون اسباب هذا الانتساب ( الهكاري ) وان العديد من العلماء والمثقفين يعتقدون بان هكارية الشيخ عدي جاءت من هكارية لالش . ذكرنا فيما مضى ان هكار هي تسمية كردستانية تشمل اقليم كرد الكرمانجي الذي يمتد شرقا من الزاب الاعلى من اقليم سوران حتى سواحل البحر المتوسط غربا و من الشمال يمتد من شمال كردستان تركية وسلسة جبال طوروز ومن الجنوب يمتد من جبال حمرين وجبل سنجار وحسكة وحلب وعفرين وبيت فار وبعلبك وسلسة جبال مابين سوريا ولبنان ويمكننا القول بان هكار يشمل كافة مناطق اقليم الكرد ذوي اللهجة الكرمانجية ( ميزوبوتاميا ) ومع مرور الزمن من حكم الدولة العثمانية و تقسيم اقليم هكار بعد الحرب العالمية الاولى بين تركيا وسوريا والعراق فبدا يختفي اسم هكار الكبرى ولم يبقى منها سوى محافظة هكار في كردستان تركيا مركزها ( جولا مرك ) ورغم هكارية وادي لالش قديما فانه ظل هكاريا بفضل هكارية الشيخ عدي بن مسافر الشامي ومن المصادر السريانية الكنسية انقسمت هكار الكبرى على اساس الجفرافية السكانية بالنسبة الى كثافة الاشوريين وغيرهم من المسيحيين مقارنة مع نسبة الداسنيين والكرد المستسلمين وعلى هذا الاساس تم تقسيم هكار الكبرى الى 1 ) هكار مصغر الذي يشمل لواء هكار ومركزها ( جولا مرك ) . 2) وداسن العلوي ( برواري زوري ) الذي يمتد شمالا من هكار وسلسة جبال ( كيلازه ر ) ويمتد جنوبا الى سلسة جبال متينة . 3) وداسن السفلى ( برواري زيري ) الذي يمتد شمالا من سلسة جبال متينة ويمتد من الجنوب الى سلسة جبال حمرين وجبل سنجار . وان الشيخ حسن العدوي الهكاري يسمي عموم اجزاء كردستان ب ( داسن ) نسبة الى سكانها الداسنيين فيقول (داسن قلب الارض ولالش قلب داسن ) اي ان كردستان قلب الارض ولالش قلب كردستان . وفي ظل الفتوحات الاسلامية سمى العرب كردستان ب ( جزيرة بن عمر ) والوقائع تدل بان الشيخ عدي كان يتكلم اللغة الايزيدية الكردية اللهجة الكرمانجية اضافة الى معرفته الجيدة بالثقافة العربية الاسلامية . جاء في كتاب قلائد الجواهري بان الشيخ عدي كلم مريده