الثلاثاء، 22 أبريل 2008

تمسكنــا بديننــا القومــي ووطننــا كتمســك الطفــل بأمـــه

الباحث التراثي أبو أزاد عمل قرابة ثلاثة عقود من الزمن في خدمة التراث الايزيدي من خلال أول عدسة كاميرا عرفها مجتمعنا ليقوم بدوره في تصوير أفلام الفيديو وخاصة في الأعياد والمناسبات والطقوس الدينية القديمة والتي يرجع تاريخ بعض هذه الطقوس إلى أكثر من ثلاثة ألاف سنة .. وفي خدمته الطوعية لقي أبو أزاد الكثير من الصعوبات في طريق عمله وهو يحمل على كتفه كاميرة الفيديو. ولكن كثير من الناس لا يعرفون حتى الان فيما قدمتها هذه العدسة من خدمات جليلة للكرد على الرغم من كل هذا واصل أبو أزاد عمله في خدمة التراث الايزيدي لا بل خلفه ولده ( نوزاد شيخاني ) مصور ومخرج في ستوديوهات - كوردستان تي في - في المانيا
في تجوله المستمر في القرى والقصبات الايزيدية بحثاً عن التراث الديني والاجتماعي والتاريخي من خلال جمعه من فم المعمرين الايزيديين الذين يحملون في صدورهم كنوز تراثنا الايزيدي العريق وذلك حرصا منه على حفظه من الاندثار بعد هؤلاء المعمرين. جاءت اهتمامات أبو أزاد في البحث عن التراث الايزيدي من جراء تأثره العميق بالعالم الاثاري الأمريكي البروفسيور (رالف سلوكي) المتخصص بالبحث عن أثار الانسان القديم في كهوف (كوردستان) . و الذي رافقه كمترجم إلى جبال بارزان في عام 1954 إلى كهف (شانيدار) هذا الكهف المشهور الذي كان يعيش فيه إنسان (النياندرتال) . ليدفع بأبي أزاد أن يتحول من مهنته الصحية كمعاون طبيب الى خدمة طوعية لخدمة التراث الايزيدي ويبحث عن كوامن هذا التراث المندثر عبر التاريخ الغابر . لدوغاتا كوم الشرف في استضافة الباحث أبو أزاد خلال أمسيتين متتاليتين وحوار شيق ومعرفي حول التراث الايزيدي وسألناه بدورنا أسئلة كثيرة فأجابنا بصدر رحب مشكوراً .يقول الباحث التراثي الكردي أبو أزاد في هذه السجالية التراثية و التاريخية :- التراث يعني عادات وتقاليد وطقوس .. ؟!- نحن مرتبطون بوطننا كارتباط الطفل بالأم ..؟!- الإنسان الايزيدي بسيط جدا ويتأثر ويفتخر بالمآثر..؟!- الإنسان الايزيدي ببطن جوعان دافع عن دينه وأرضه...؟!- تعاليم شيخ عدي ونهجه الذي أدهش علماء المسلمين ..؟!- تعتبر الديانة الايزيدية منذ البداية ذات توجه توحيدي ..؟!- الجبال بالنسبة للأيزيديين مثل أم ذات ثديين حالوبين نرضع ونتغذى منها..؟!- نحن تركنا وهاجرنا موطننا ويجب أن نكون سنداً لباقي أبناء شعبنا في داخل الوطن .؟!- تراثنا مرتبط بوطننا لا نستطيع عمل أي شيء بدون الوطن ولهذا كان دأئماً قتالنا من أجل وطننا .؟؟- العديد من الايزيدية ارتدوا عن الإسلام وعادوا إلى ديانتهم .بفضل تعاليم شيخ عدي ونهجه .؟!س- هل بمقدورنا أن نتعرف على شخصك الكريم ..من هو الباحث التراثي أبو أزاد .. ولما جاء تسميتك بابو أزاد ...ج – بداية من القلب أشكرك أخي العزيز نادر على أستضافتكم لنا . نحن الان نعيش في بلاد المهجر ومعاً نعمل على الدوام لنقدم شيئاً من أجل تعريف العالم بديانتنا وتراثنا التاريخية . أنا شخصياً معروف بأبو أزاد أستشهد ولدي أزاد ولي الشرف أن يكون هذا لقبي . دخلت حقل التراث الايزيدي بسبب قناعاتي بأهمية قصوى لهذا التراث وضرورة التنقيب فيه والنبش في مراحله التاريخية, من هذا المنطلق قمت بإجراء العديد من اللقاءات مع شخصيات من رجال الدين والمعمرين لكي أجمع شيئاً عن الايزيدية وخوفاً من ضياعها واضمحلالها . وأرى جنابكم الوحيد الذي يهتم بي من أجل تدوين مانملكه من تراث .س .كيف نشأت أو تكونت الديانة الايزيدية حسب معرفتكم ...؟؟؟ج - الايزيدية ظهرت بتسميات عديدة منها ( روش ناي . شمساني . داسني . و إيزيدي عدوي ) . إلى أمد قريب كان الاخوة الكورد في سوران لا يعرفون أسم الايزيدية كان يعرفون فقط بـ (الداسنية) و بدؤا الان يتعرفون على تسمية الايزيدية الايزيدية عرفوا الخالق ( الله عزوجل ) من دون وساطة الرسل والأنبياء . وهناك بعض الشعوب ظهر لهم رسل وأنبياء لكي يرشدونهم على العبادة الصحيحة ولكن أسلاف الايزيدية من محاكات الطبيعة عرفوا الخالق نتيجة محاكاتهم مع الطبيعة وتجاربهم في حقل العبادة . في البداية أستنتج أسلاف الايزيدية بأن الانسان يخلق نفسه . فالمرأة هي التي تولد صغارها على صورتها وكذلك بالنسبة للحيوانات . نتيجة هذا الاستنتاج ظهرت عبادة الأمومة والأمومة الكونية التي استمرت ألاف السنوات . ومع بداية عصر الزراعة ظهرت عبادة الأبوة والأبوة الكونية . وكان ظاهرة الأحلام والموت الطبيعي غير معروفتان عند الإسلاف أعتقدو بأن الانسان لا يموت إلا قتيلاً بفعل فاعل . وأن الانسان والحيوان لايستطيعان على موت الانسان دون قتله بالطرق المعروفة . ومع مرور الزمن خلص الإسلاف الى نتيجة هامة على طريق عبادة الخالق المقدس المنور ( أزداي بكي مناور ) فأعتقد الإسلاف بأن القادر على موت الانسان من دون قتله بالطرق المعروفة لابد أن يكون كائن خفي فائق الاقتدار ونتيجة هذا الاعتقاد ربط الاسلاف بين ظاهرة الموت وبين ظاهرة الخلق وأنهما من مصدر واحد . وهو ذلك الكائن الخفي المار ذكره فبدء الاسلاف يبحثون عنه لعلهم يجدونه بين الموجودات التي تحيطهم كالجبال والأنهر والحيوانات ...الخوعندما شاهد شجرة مثمرة جميلة ذو هيبة فظن أن الخالق ( أزدا ) يكمن فيها ظل يعبدها ويعتني ويهتم بها ويقدم لها الولاء وبعد مضيء فترة زمنية طويلة وجد أن الشجرة لم تغير شيء من أحواله ولم تستجيب إلى مطالبه فأهملها وبدء يبحث عن شيء أخر كالجبل والأنهر والحيوانات . ومع مرور الزمن أدرك الاسلاف بأن الخالق ( أزداي باك ) لا يسكن الأرض وإنما هو في السماء العالية . وداوم الإسلاف على تقديس المقدسات الأرضية لكي تعينهم على إيصال صلواتهم الى السماء فعبدوا الشمس كإله خالق إدراكاً منهم بأن لاحياة من دون نوره وحرارة الشمس وقدس الاسلاف جميع ظواهر الطبيعة كأرباب (خودا ) وليس كأله . وبعد أن قدس الانسان كل شيء أعجبه فوق سطح الأرض ثم تحول الى السماء وعبد الظواهر الطبيعية فظن أن الخالق ( أزدا ) يكمن في الشمس وعن طريق نور الشمس اهتدى إلى نور الله ( أزدا ) وأدرك أنه ربه ورب الناس جميعاً أي أنه ( خودا ) تعتبر الديانة الايزيدية منذ البداية ذات توجه توحيدي لان الانسان الايزيدي كان يبحث عن الخالق ( أزدا ) أي اله واحد وربط الايزيدي بين خالقه وخالق الليل والنهار أي الذي يستطيع خلق الليل والنهار ( شه ف و روز ) يستطيع خلق الانسان . وهذا الربط يدل على عظمة تفكير كهنة الديانة الايزيدية . ( رالف سلوكي ) الباحث الأمريكي الذي جاء الى كهف شانيدار في جبال بارزان . قلت هذا الانسان الذي جاء من أمريكا الى هنا ليبحث عن عظام نياندرتال . إذا لابد أننا الايزيدية من سلالة أصحاب هذه العظام ونحن أبناء هذه المناطق الجبلية كوردستان وهي موطننا الأصلي . ولم يسبقنا أحد السكن في هذه الجبال بعد إنسان النياندرتال . فنحن سكان هذه الجبال الأصليين القدماء هاجمتنا الكثير من الأقوام على مر العصور وصمدنا ودافعنا عن ديننا ووطننا . وهنالك من يسأل ألسنا من حواء وأدم .؟ أنا لا أستطيع أن أطعن بنصوص ديانتنا حول خلق أدم لقد تعرض الانسان بعد أدم بعدة أجيال الى طوفان نوح وبدء الانسان يتطور من الصفر أي من المرحلة البدائية كما جاء ذكره في المصادر والاكتشافات العلمية . س- ماهو سر خلود الايزيدية إلى وقتنا الراهن ...؟؟؟ج - الايزيدية هم سكان الكهوف الجبلية في جبال كوردستان كانوا يعيشون على خيرات الجبال دون عناء . والجبال بالنسبة للأيزيديين مثل أم ذات ثديين حالوبين نرضع ونتغذى منها . هكذا نحن مرتبطون بوطننا كارتباط الطفل بالأم . تمسكنا بالدين القومي والوطن كتمسك الطفل بأمه وتمسك السمك بالماء فلا قيمة لنا من دون تراثنا ووطننا . س- ماذا يعني عيد رأس السنة ( سرصال أو جارشما سور ) بمنظور الديانة الايزيدية ...؟؟؟ج - عيد رأس السنة مرتبط بتكوين الأرض بمليارات السنيين ... والمناسبة تعود إلى أحياء الأرض بالحياة والاخضرار ولولا الاخضرار لما وجد عليها الحياة . فالحيوانات والنباتات هي أبناء الأرض . وتاريخ أحياء الأرض من وجهة الديانة الايزيدية مرتبط بنزول عرش الله السماوي سر لالش ( هيفين ) الى الأرض يوم كانت تعاني من الأزيز والفوران . فتجمد الأرض بسر لالش السماوي . وبعدها أحيت فاخضرت بالنباتات وخلق الله عليه الانسان والحيوان . لالش الأرضي عند الايزيدية تجسد لالش عرش الله السماوي . ولدينا مناسبة أخرى رأس سنة ثانٍ وهو ميلاد النور الذي لولاه لما كانت الحياة وهي ( الشمس ) ونقيمه في عيد ( باتزميا جيلكا )* في 25 كانون الأول شرقي من كل عام ويحتفل بهذه المناسبة العالم كله في يوم 25 كانون الأول غربي تحت تسمية ميلاد المسيح والحقيقة ليس ميلاد المسيح وإنما هو ميلاد الشمس . وفرضه الرومانيين على الديانة المسيحية بعد أن أعتنقوا المسيحية بعد مضيء 400 سنة على ميلاد المسيح . س- عيد الطواف عند لايزيدية هل هي إنتصارات أم إنكسارات , مناسبات حزن أم فرح . وفاة زواج ميلاد . أم ماذا ...؟؟؟ج- الطواف كلمة أرامية عربية تأتي من الدوران تدور ثلاث مرات حول أي شيء معين تقديساً أو أحتراماً له .. فكرة الطوافات مرتبطة بطقوس الشمس وهي طقوس قديمة جداً وكل طواف له مبادئه الخاصة . هنالك طواف لمزارات حقيقية أصحابها معروفين . وهنالك طوافات لمزارات رمزية أي غير حقيقية كمزار شيخ مند في عين سفني لان مزار شيخ مند الحقيقي في وادي لالش . وهنالك طوافات لازالت محافظة على منهاجها الأصلي مثل طواف شيخ محمد في بعشيقة لديهم برنامج ديني تراثي متكامل . ويتم خلالها أقوال وقصائد دينية وإشعال ( الجرا )* ومكان الاختيار والمختار والفقير ويجرى فيها مراسيم دينية رهيبة وتبدء مراسيم ( البري والهليل )* وهذه المراسيم لها معناها الخاص . وتجري مراسيم ( المحتر ) أي الموسيقى التي بمثابة السلام الوطني الذي يقام اليوم في أي بلد . ( المحتر يعزف بالدف والشباب و بالطبل والزرنا ) وكذلك ترى أكلات خاصة للطواف بالرز والحليب . وفي قرية دوغاتا يقام طواف شيخ محمد الباطني أو الدوغاتي والمزار حقيقي ولشخصية حقيقية والطواف يمثل وفاة شيخ محمد الذي توفي في قرية (دوغاتا) ودفن في المزار الذي يحمل أسمه ويحتفل أهالي دوغاتا بتجديد التعزية والولاء لشيخ محمد من خلال منهاج الطواف . وثمة فقرة في مراسيم الطواف بأسم ( إشكى )* يعود تاريخه الى 3000 سنه قبل الميلاد . كان السومريون يحتفلون به تحت أسم ( إيش إيش ) . وثمة فقرة أخرى وهي تعميد باب المعبد بالزيت وهذا الطقس يعود إلى ألاف السنوات قبل الميلاد . كان السومريون يمسحون معابدهم بالزيت . وكذلك تماثيل ألهتهم لتجديد الولاء والاعتراف إذاناً للاحتفال بأعياد النيسان . ( كوزموز ) .وألبه ري في هذه الطوافة ألبه ري يمثل نعش شيخ محمد . ومسار البه ري الذي يحمل على أكتاف الرجال يدل على أن الشيخ محمد توفي في القرية ودفن في مزار القرية . لان المقبرة كانت موجودة قبل المزار .تبدأ مراسيم الطواف بعد أن يحمل نخبة من الرجال البه ري أو الحجاب على رؤوسهم ويخرجوا من بيت ( مجيور )* القرية الى مزار شيخ محمد الباطني في خلف القرية شمالا حيث المزار . مع دبكة ( إيشكى ) حيث مراسيم البه ري تجري الى الإمام ومجموعة من الرجال تقابلهم بالتصفيق المستمر ويسيرون إلى الخلف من بيت المجيور ( مزلا شيخ محمد ) الى المزار في مقبرة القرية . وتقودهم امرأة (داي كاباني )* تحمل في يدها منقل فيه بخور وهذا يعني أن الشيخ محمد الباطني ولد ومات في هذه القرية . وكأن ولاءهم واحترامهم يتجدد بهذه المراسيم ( البه ري ) كل عام . وأما طواف قرية حتارة كبيرة ( ختارى) المزار حقيقي والشخصية حقيقية . يخرج حاملي البه ري أو الحجاب من المزار الى القرية بعكس طواف (دوغاتا ). وهذا يدل إن حكيم فيرس توفي في معبده أو في صومعته التي تقع خارج القرية . و هذا البه ري يمثل نعش الحكيم فارس (الخاس) لإلقاء النظرة الوداعية الأخيرة عليه من قبل الناس ثم يرجعونه الى داخل المزار . ويفرش البه ري على قبره وهذا يرمز الى تجدد الولاء وأحزان قرية ختارى لوفاة هذه الشخصية العظيمة . الهليل ( الراية ) عند الايزيدية يقصد به التمثال المعدني الذي يتوج القبة المخروطية البيضاء والتسمية جاءت من هلال وهذا خطئ لأن التمثال المعدني لا يعود الى القمر فهو يرمز الى الشمس أم الهليل أو الهلال هو التمثال المعدني الذي يعلوا القبب عند جوامع المسلمين . أما ( لفى هليلى ) التي تتكون من أقمشة زاهية الألوان فهي ترمز الى ألوان الشمس وباعتبار رأس القبة يرمز إلى قرص الشمس .هنالك طوافات تراثية تعتمد على تقاليد متوارثة منذ القدم كجزة الصوف ( به ز برين ) وعمل أطعمة معينة كما هي الحال في طوافة ملك ميرا في (بعشيقة) وثمة طوافات يلعب فيه راعي الغنم أدوار مهمة كطوفانه حول المزار وهو يقود أغنامه ثلاثة مرات كما الحال في طوافة إسيان وثمة طوافات تعبر عن أفراح الناس بعودة حرارة الشمس التي تجلب لهم الخيرات وتطوي أيام البرد القارص والليالي المظلمة الطويلة وبمجيء الربيع الذي يحمل الأزهار وتوالد الأغنام والطيور س- عيد الجماعية (جما) تجرى مراسيمها في وادي لالش المقدس سبعة أيام . من أين جاء هذا الاسم وهل بإمكان أبو أزاد أن يوضح لنا هذه المراسيم ...؟؟؟ج - الجماعية كلمة مرادفة لكلمة جما التي تعني حضور جماعي والمناسبة تعود الى وفاة شيخ عدي بن مسافر الشامي . وهو الأب الروحاني للايزيدية ووفاته كانت خسارة كبيرة لهم . عندما سمع الايزيدييون الخبر المحزن أسرع سكان القرى القريبة من لالش أولا الى وادي لالش ثم توالت سكان القرى الأخرى فكان حدثاً حزيناً ويوماً باكياً وتوجه الجميع حفاة وحاسري الرأس وبحزن كبير الى وادي لالش المقدس لحضور مراسيم التعزية ( كراس كوهارتن ) . وجرت مراسيم التأبين سبعة أيام وهذا المناسبة تعاد كل عام في نفس التاريخ . وهي أيام حزن وليس فرح . وتجري مراسيم ( السما )* مساء كل يوم . اليوم الأول والثاني يومان حزن عادي واليوم الثالث تقام مراسيم( البه ري ) هنا نتوقف عند مراسيم البه ري لأن البه ري ليست لها علاقة بشيخ عدي الأول وهي إحدى مراسيم وفاة شيخ عدي الثاني ( شيخ بركات ) . يوم الخامس تجرى مراسيم ( القباغ ) . يمارسها أبناء ثلاثة عشائر وهم ( القائدي وماموسي وترك ) وفق المنهاج المرسوم له - وحسب علمي تشير فقرة الثور في القباغ الى طقوس مثرائية والتفاصيل مكتوب في مشروع كتاب لا يزال قيد الطبع تحت عنوان ( الموسوعة الايزيدية )* . ويذبح الثور في معبد شيخ شمس الدين بن إزدين مير خصيصاً للمشتركين في القباغ . واليوم السادس محدد لمراسيم ( به ري شباكى ) ويرمز الى جنازة شيخ عدي الأول . وهنالك تفاصيل أخرى لبه ري شباكي . اليوم الأخير يوم السابع وهو يوم الخير يقوم به الامير بأقامة وليمة كبرى للجميع المعزيين على نفقته الخاصة بإعتباره صاحب التعزية في وادي لالش وبعد وجبة الغداء يتقدم جميع الوجهاء بمواسته الامير تعبيراً عن تعازيهم ثم يغادر الجميع وادي لالش . س- المجتمع الايزيدي بحاجة الى الإصلاحات لتطوير نفسه والخروج من الدائرة المغلقة كيف ينظر الباحث أبو أزاد الى هذه المسألة ...؟؟؟ج - لو لاحظنا في بعض المصادر التاريخية حول أوضاع الشعوب نرى هنالك بعض الشعوب تتجه نحوى الاضمحلال وهناك بعض الشعوب تبدأ بإثبات وجودها. ربما هنالك بعض الأقوام تخسر أعداد على الدوام وتتجه نحو الاضمحلال. وقومنا باق .كنا اصحاب حضارة ولم نكن كالبهائم والمتمردين بل الغزوات الإسلامية أعتدت علينا بشكل همجي على مجتمعاتنا وهي التي كانت سببا في تقليص أعدادنا, وكما نرى اليوم نفوس الكورد المستسلمين أربعين مليون نسمة بينما عدد نفوس الايزيديين المقاومين الصامدين أقل من نصف مليون وهذا يوضح لنا مدى تأثير الغزوات الإسلامية على الايزيديين .لم يكن مركز الخلافة الإسلامية في الشام بعيداً عن الايزيدية وكذلك مركز الخلافة الإسلامية في بغداد وعلى هذين البعدين لم يبقى من لم يستسلم سوى الايزيدية وهذا يبرهن على صمود الايزيدي وتضحياتهم الجسام . وعلينا نحن هذا الجيل أن نحمي الايزيدياتي بكل الوسائل الممكنة . عندما ظهر الشيخ عدي بن مسافر( قدس سره) كانت مجموعات الايزيديين تتناقص يومياً من جراء الضغوط المسلمين عليهم لغرض فرض استسلامهم . وكانت المجموعات الايزيدية تتنقل من جبل الى جبل ومن كهف الى كهف ومن قرية الى قرية بغية حماية أنفسهم . ومما لاشك فيه وجود شيخ عدي بن مسافر منحهم شحنة إيمانية رفعت معنوياتهم وقوة عزيمتهم وأزداد تلاحمهم . وأستطيع القول بأن العديد من الايزيدية ارتدوا عن الإسلام وعادوا إلى الايزيدية . بفضل تعاليم شيخ عدي ونهجه الذي أدهش علماء المسلمين وجاءوا الى زيارته الى وادي لالش من أماكن بعيدة . لاختبار إيمانه وشهدوا بحقه وأمن به قسم منهم ولدينا وثائق حول كراماته وأسماء الذين أعجب فيه . ولولا ظهور شيخ عدي بن مسافر لما كنا نحن كإزيدين اليوم رغم عددنا القليل والمهم هنا نحن اليوم موجودين . وبعد شيخ عدي بن مسافر الشامي ظهر أبن أخيه المعروف بـ ( أبو البركات ) وبعد أبو البركات ظهر أبنه الشيخ بركات الملقب بـ ( عدي الثاني ) في عهده ظهرت منافسات داخل الأسرة العدوية . وأدت هذه المنافسات الى صراعات وانشقاقات . وبسبب صراع العدوي أنقسم الايزيدية إلى ثلاثة تبعيات وهي :1 - التبعية الشمسانية التي تبعت الشيخ شمس الدين بن إزدينمير وأشقاءه كل من فخر الدين وناصر دين وسجادين .2 – التبعية الادانية التي تتبع شيخ عدي الثاني وأبنه شيخ حسن 3- التبعية القاتانية التي تتبع شيخ بكر وأشقاءه الشيخ عبد القادر الرحماني والشيخ إسماعيل العنزلي .وفي حدود عام 625 هـ تم المصالحة بين قادة التبعيات المذكورين ومن نتائج الصلح انبثق النظام الطبقي الروحاني ومن أهم ما في النظام الطبقي الروحاني أحتفاظ القادة بتبعيتهم كمريدين تابعين لهم إلى يومنا هذا . وكما يظهر أن النظام الطبقي الروحاني جعل من المجتمع الايزيدي مجتمعاً مقدساً لبعضهم البعض أي إن ( الشيخ مقدس عند البير والمريد والبير مقدس عند الشيخ والمريد والمريد مقدس عند الشيخ والبير ) ...الخ نحن جميعاً أصبحنا مقدسيين لبعضنا البعض وبقدسية مطلقة وليس بالقدسية الحالية التي فقدت معناها ودنست . وهكذا أصبحت كلمة الايزيدي واحدة وكانوا يبتعدون عن العداوات والحقد والشر ...الخ أصبح اليوم نحو تسعة مائة عام نسير على هذا النظام الطبقي المقدس . وعندما نرى أحد بنات الشيخ أو البير كأنما نرى شيئاً مقدساً . ولهذا كنا نحترم الآخر ولم نتجاوزه .والنظام الطبقي المقدس كان درعاً حصيناً حمى الايزيدية من شرور الأعداء ومن شر أنفسهم . ظلت قدسية النظام الطبقي الروحاني مطهرة الى منتصف القرن العشرين كانت تحصل تجاوزات هنا وهناك لكن قليلة ولازلنا نذكر بعضها لا أجد ذكرها مناسباً . وبعد منتصف القرن العشرين بدأت التجاوزات علناً قليل وفي السر كثير وأن الأجيال الجديدة غير قادرة على الالتزام بقدسية النظام الطبقي الروحاني . ولا يمكن إخضاع هذا الجيل الى الالتزام بقدسية هذا النظام وهذا يحتاج الى موضوع خاص ومفصل بعيداً عن المزايدات على حساب الديانة الايزيدية ومستقبل أبناء الايزيديين . الديانة الايزيدية خالية من الشريعة كما هي الحال في الديانة اليهودية والإسلامية . العقوبة لا تأتي من الديانة بل من العرف الاجتماعي هو الذي يعاقب وهو يتغير من جيل الى جيل ويتغير معه عقوباته نضرب مثل على ذلك ( كان العرف الاجتماعي الايزيدي قاسياً جداً مع شخص إيزيدي يحلق شواربه واليوم أصبح موديل لا يتعرض له العرف الاجتماعي ...الخ ) أذا كان الدين سابقاً في الشوارب وفي ( التوك والكيرفان )* كان له أسباب لقد زالت تلك الأسباب ونستطيع أن نقول على ضوء ذلك الدين ليس في التوك والشوارب ... الخ بل هو في القلب والإيمان والإنسانية والتمسك بالهوية والتراث والعادات والتقاليد . س- بعد كارثة شنكال في 14- 8 وهجرة عدد كبير من شبابنا الى أوربا كيف ترى مستقبل الايزيديين في الوطن والمهجر ...؟؟؟ج - نحن تركنا وهاجرنا موطننا ويجب أن نكون سنداً لباقي أبناء شعبنا في داخل الوطن وندعم بقية شعبنا في محنته لنشكل هنا لوبي ومنظمات مجتمع مدني وندخل المنظمات الإنسانية في أوربا لكي نستطيع مساعدة شعبنا في مواجهة المحن . وإذا لم نفعل شيئاً سيحاسبنا الأجيال القادمة والتاريخ لا يرحم ويجب أن نفتح لهم الباب لاننا على حافة القبر ونحتاج من يحسبنا لأننا نعيش في ( أوربا ) الذين لا يقولون لاحد من أين أنت ومن أي دين لكن نستطيع أن نطور تراثنا من خلال تفاعلنا لهم . س- ما الأسباب لقلة الباحثيين والأكاديميين في المجتمع الايزيدي برأيكم ...؟؟؟ج - شكرا لكم حيث أصبح لي سبع سنوات في المانيا ما كنت قد أضنيت نفسي بل كنت أناشد المثقفين للاهتمام والبحث عن التراث الايزيدي لكن لم أجد الجواب الشافي. أي شيئ يبني على أساس خاطئ سوف يكون خطاً . كانت أزمة المثقفين. أول مثقف ايزيدي هو فائق رشيد و مجموعة من معلمين وهم شيخ حسين وحسن أفندي و اليأس أفندي و مال الله ديوالي جمعة كنجي كان هؤلاء المعلمون الاوائل . كانت اهتمامهم على المعيشة وكيفية بقائهم كايزيدين ويعيشون أنفسهم . في هذه الفترة كانو يحرمون الدراسة والمدارس. وكان سعيد القزاز يهتم بالايزيدية وفتح المدارس في شنكال وشيخان. والإباء لم يسمحوا لأولادهم بالذهاب إلى المدارس بأمر من الأكبر. هؤلاء المثقفون لم يبحثوا عن التراث الايزيدي. فقط استكفوا بمذكراتهم. وبعدهم جاء جيل ثانٍ من المثقفين استطاعوا الاهتمام والبحث حيث كان علم الدين الايزيدي مبعثراً هذه الطبقة من المثقفين بحثت بروح عالٍ عن هذا العلم عن كبار السن والقوالين. ثلاثون عاماً لم اعمل شيئاً بل كنت أحمل عدسة الكاميرا لكي اعمل أفلاما ومقابلات وقدمت الكثير وناديت المثقفين من اجل عمل مشترك ,اما هنا في المانيا لم يهتم بنا احد حيث قلت للأخ د .خليل جندي ود . ممو أن علم ديانتنا باق في صدور الناس إذا استطعتم مساعدتي فقط في أجرة النقل سأرجع ثانية الى الوطن كي نخرج من صدورهم العلم ونرتبه .فائق رشيد أول مثقف ايزيدي في الثلاثينيات كان بليغاً في اللغة والكتابة وأفكاره جيدة وفلسفة عظيمة وكان له تقدير عند الإمارة والكبار وكان بإمكانه العمل وفعلا عمل كتاباً . ولم نستطع الاستفادة منه .اليوم المثقفون لديهم أخطاء كثيرة والعلم ليس فقط الأقوال والقصائد الدينية بل هنالك علم وفلسفة للديانة الايزيدية ويسمى حترا. العلم لاهوت والذي لا يفهم اللاهوت لا يفهم الايزيدية لان الديانة الايزيدية على الفطر ( في البداية ) كان لاهوتياً والذي لايدركه يعادي الدين .اللاهوت يدرس في الجامعات ثمانٍ سنوات حتى يفهم تفسيره. وعلى غرار هذه الفلسفة لدينا فهم خاطئ عن (طاووس ملك) عندما نؤدي اليمين أولا نقول الله ثم طاووس ملك يعني في هذه الحالة هناك سوء فهم بان (طاووس ملك) بعد الله ثمة قول موسى قالوا بأنه قول طاووس ملك . يقولون قول الله. الله ليس ببشر ولم يتكلم حتى يكون له قول. دعاء موسى يمنح مثالية لله.(يا خودي نته دنكه و نته رنكه ........ نته كفيله ونته وكيله)أي ( يالله ليس لك صوت ولا لون ... ليس لك كفيل ولا وكيل ) أذن كيف نعمل لله كفيل أو وكيل س- أبو أزاد كيف توفق بين مهنتك كطبيب وبين البحث عن التراث الايزيدي ...؟؟؟ج - نعم هذا مرتبط بتاريخ حياتي أردت أن أذهب الى بغداد ومنها أدخل باب الثقافة لكي أصبح أكثر وعياً من الاجيال التي قبلنا . وقد قدم (رافس سلوكي) من أمريكا الى بغداد وكنت مترجماً معه وذهبنا سويا إلى منطقة بارزان حيث كهف شانيدار المعروف والذي كان يعيش فيه الانسان البدائي نياندرتال . وبعد أن أكتشف بعض العظام في الكهف المذكور قلت إن هذه العظام ربما بقايا عظام أجدادنا . ومن هنا تكونت لدي فكرة البحث عن التراث الايزيدي . وكذلك فكرة البحث عن عادات وتقاليد وتراث شعبنا . وقمت بجمع الكثير من الالات التراثية حتى لا تنقرض يوم ما مثل ( الزرنة والطنبور والبلور والدف ) . وعندما ظهرت كاميرا الفديو كنت أول شخص أشتراها كان ذلك في عام 1986 . س- الايزيديون عبر القرون تعرضوا الى الكثير من الفرمانات والغلاء . ما تأثيراتها على التراث الايزيدي ... ؟؟؟ج - حسب رأي كان سابقاً كل فرمان يحدث ليس على عموم الايزيدية بل كل فرمان كان يحدث في منطقة معينة . والفرمان ليس فقط هو القتل بل الحصار والغلاء والتكفير ...الخ . واتفق معك تماماً بأننا كنا سابقاً نتعرض الى الغلاء وفي كثير المرات كان الايزيديين يقاومون ويدافعون عن مناطقهم و أرضهم وزرعهم . في عام 1964 عندما نقلت الى منطقة سنجار التقيت مع العم دقو الانسان المعمر والقوي والسليم حيث قال : كان الايزيديون يعيشون في جبل شنكال والعرب كانو يحيطون بهم وفي كثير من الأحيان لم نستطع الخروج من الجبل وكذلك العرب لم يكن بأستطاعتهم الذهاب الى الجبل . وكنا في الجبل بمثابة عشيرة واحدة وعندما يحدث الفرمان يطوقون الجبل ويهاجمون علينا وكانت الفرمانات تأتي أكثرها من أسطنبول وكذلك بغداد . ويقول مام دقو كنا نرعى مثل الحيوانات في أيام الفرمانات حيث لم نستطع الخروج من الجبل والكثير يموتون جوعاُ أو يستسلمون للعدو . مثال على ذالك فرمان ( حافظ باشا ) حيث طوق جبل سنجار وكان ينادي. أخرجوا وسلموا أنفسكم سوف لن نقتلكم وفي هذا الفرمان حدثت ملحمة ( حسن وغزال ) حسن الذي ابدى بطولة رائعة لخلاص زوجته من يد حافظ باشا نفسه وقتل الباشا في خيمته ليلا . الإنسان الايزيدي بسيط جدا ويتأثر ويفتخر بالمآثر. مثلا ( روستمى زال ) كان قائداً فارسياً ومن الممكن أن يكون قد غزى الايزيدية لكن في أساطيره نفتخر فيه . ...الخ الانسان الايزيدي ببطن جوعان دافع عن دينه وأرضه . اليوم لا نستطيع أن نحيى مناسبة الطواف إذا لم نذهب الى الوطن . تراثنا مرتبط بوطننا لا نستطيع عمل أي شيء بدون الوطن ولهذا كان دأئماً قتالنا من أجل وطننا . س- أبو أزاد لنكن واقعيين أكثر لم نملك مدن كبيرة ولا سلطات وحكومات ولا لغة موحدة . هل أنتم مع الرأي القائل بأن التراث يصنع ...؟؟؟ج - عندما نقول التراث بمعنى الشيء الذي ورث لنا أباؤنا وأجدادنا والان لن نستطيع عمل التراث بل مانعمله يصبح تراثاً للاجيال . نعم كان الايزيدييون رحل متنقلين وعشائر وجبليين وأقوام ولهجاتهم كانت تختلف . في قصيدة ( شيخ وبير ) تقول ( دوملي بقومى خوفا . أو داسني هه ردو جما أي السفلى والعليا . هذه اللهجات دلالة على أننا كنا أقوام كبيرة . كيف أستطاع هذا التراث العظيم أن يحافظ على المجتمع من التبذر ...؟؟؟ج - الدين الايزيدي كان حامي الحمى . لأن ديننا كان قومياً لم نستطيع الفصل بينهما . قومنا وديانتنا مثل ( السمك خارج الماء ) نحن روحياً مرتبطين بتراثنا ووطننا . برأيك كيف يمكن للتراث الايزيدي الاندماج مع عصر العولمة ....؟؟؟ج - عندما نقول التراث يعني عادات وتقاليد وطقوس . ..الخ أنها ليست معارضة للعولمة حيث نستطيع أن نعمل عيد رأس السنة والحفلات وعاداتنا وتقاليدنا ونحن ضمن المجتمع الالماني كذالك الالمان يعملون كلتورهم .هل بإمكان الباحث التراثي أبو أزاد أن يسرد لنا بعض قصصه مع عدسة الكاميرا البدائية و الناس ...؟؟؟ج- الكاميرا كانت غير معروفة عند الايزيديين ولم يكن يفهمون دور الكاميرا . ففي أول مرة عندما ذهبت الى عيد الجماعية ( الجما ) في لالش كانت لاول مرة في التاريخ كاميرا الفيديو تدخل معبد لالش . وعرفت بأنني لم أستطع عمل شيء بدون موافقة . آنذاك المرحوم خيري بك ( رحمه الله ) وفي نفس العام (1986 ) كان نظام صدام قد هدم أكثرية المراقد الدينية الايزيدية وكان هناك خبر بأنه حتى معبد لالش سيتم هدمه . وأنا شخصياً تأثرت بهذا الخبر كثيراً . لأننا نحن مستورين بمعبد لالش والايزيديون بدون لالش مثل إنسان بدون روح . والحكومة هدمت المزارات وفكرت بعد ذالك ماذا نقول للاجيال القادمة . فكرت أن نقوم بتصوير المناسبات لكي يصبح لنا تراث الغد . وطلبت من سيادة المرحوم ألامير خيري بك أن أقوم بتصوير مراسيم عيد الجما لكي نرويه لاجيالنا القادمة وطرحت عليه أن يبقى الفلم لدى جنابه كي يسمح لي بالتصوير . فوافق سيادته . عندما أخذت الكاميرا ووضعتها على كتفي كان الناس يعاينوني بأستغراب وقسم نافقوا عليه وقسم أخر أرادوا أن يأخذ الكاميرا من يدي . في المساء جرت مراسيم السما كان صعب أن أصور بالظلام وفي اليوم الثاني طلبت من سيادة الامير أن نشعل الأضواء كي نستطيع تصوير السما . عندما رأى الناس الكاميرا تصور المراسيم هاجم علي البعض وحتى وصل الى الشتم ومزق الملابس لكن واصلت التصوير ولمدة سبعة أيام وكانت الصعوبة في تصوير مراسيم (به ري شباكي ) والذي يمثل نعش (شيخادي) . وأهالي (بحزاني) لم يوافقوا على تصوير المرسوم باعتبار المرسوم تهمهم فقط . وذهبت الى مكان بعيد وعملت ساتر من الكواني وفيه فسحة وقمت بتصوير كل المرسوم من بعيد ووقع كل الكواني علي رأسي وفي الأخير كان أحلى من كل اللقطات . س- أبو أزاد ماهو أصعب موقف حدث معك وأنت تحمل الكاميرا ...؟؟؟ج - زيارة مراسيم الطاووس يجب أولاً أن يمر في وادي بحزاني وكان ممنوع دخول الكاميرا . ذهبت لكي أصور . لكن لم أرى نفسي الا ممزق الملابس . تأثرت كثيراً لكن قلت نعم كلها فداء لخدمة التراث الايزيدي . وقصدت الى أقرب منزل وغيرت ملابسي . في ذات مرة اتجهت إلى قرية بابيرة لكي أجري لقاء مع شيخ (.....) كان رجلا مسناً في التسعينات . استقبلني أبنه على الباب وكان أيضاً كبير السن وسألته عما إذا أستطيع أجراء لقاء مع الوالد لكي نحتفظ بالتراث الذي في صدر الوالد . ففاجئني بسيل من الكلمات والشتائم وقال لي إلا تخجل وتريد أن تفضح والدي على التلفزيونات والإعلام وبالقوة خلصت نفسي من يده . س- هنالك الكثير من الملاحم والمسرحيات في التراث الايزيدي ما دور عدسة كاميرا أبو أزاد لترجمتهم إلى واقع ...؟؟؟ ج - نعم هنالك الكثير من الملاحم والبطولات في التراث الايزيدي وكنت أنوي أن يساعدني أحد لكن لم أرى أحداً . مثل ( ملحمة مير مح ) أنه يبدأ من زمن السومريين أنه ينوي الخلود ويذهب الى مكان ليس فيه الموت . كذلك ملحمة ( قلعة شيخ مرزى ) مرزى قرية قريبة عن قضاء شيخان . كذلك ملحمة (درويش عفدي) أنها ملحمة عظيمة قمت بتصويرها وبالزي الشنكالي القديم ( كراس و شال و شوتك وكولك ) وهي لها خمسة أنواع من المواويل . ودعوتنا الى كل من يريد تصويرها وإنتاجها نحن مستعدون كي نساعده .باسم أسرة تحرير موقع دوغاتا كوم نقدم شكرنا واعتزازنا الكبيرين للباحث التراثي الايزيدي أبو أزاد ماقدمه لنا ولقراء وقارئاتنا الأعزاء من خدمة لتوضيح مالديه عن التراث الايزيدي لكم كل التقدير والشكر يا أبو أزاد .أبو أزاد : بدوري أشكركم على ضيافتكم واهتمام موقعكم بنا وما نملكه من تراث لكي نخدم به مجتمعنا ونتمنى لأسرة (دوغاتا كوم) التقدم والنجاح .دوغاتا كوم1-11-2007 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــالهوامش :..........*- عيد رأس السنة أو سرسال : يعتبر الأربعاء الأول من نيسان الشرقي في كل عام عيد رأس السنة الايزيدية وتعتبر عند الايزيدية بداية خليقة الكون .*- باتزميا جيلكا : عيد خاص لعشيرة الجليكا يجري مراسيم العيد في سبعة أيام*- الجرا : فتيل زيتي يشعل في المساء في الأماكن المقدسة وخاصة ليلة الأربعاء والأعياد والمناسبات*- البه ري والهليل : البه ري قطعة قماش كبير وملون يمثل نعش المعني ويضع على رؤوس مجموعة من الرجال في المراسيم الدينية . والهليل قطعة معدنية أو برونزية ومعظمهم مطلية بالذهب يوضع على رأس قبة المزار مع عدد قطع من القماش الملون بمثابة علم يربط فوقها . *- المحتر : لحن خاص للزرنة والطبل يستعمل في المراسيم المقدسة .ويقابل اليوم السلام الوطني أو العسكري .*- إيشكى : أثناء مراسيم البري من القرية الى المزار هنالك مجموعة من الرجال يقابلون البري بالتصفيق ويمشون الى الخلف من القرية الى المزار والنساء تهلهل معهم وقسم من الشباب يرقصون أمامهم وتقودهم امرأة تحمل في يدها طاولة بخور تعلوها دخان مع نار هادئة وهذا يسمى إيشكى .*- المجيور : الشخص الذي يقوم في خدمة المزارات الدينية .*- داي كاباني : المرأة التي تقوم بخدمة المزارات الدينية .*- به رى شباكى : يمثل نعش شيخ عدي ينقل بمراسيم اليوم السادس لعيد الجما من بحزاني الى معبد لالش النوراني . *- سما : مراسيم تجري في كل مساء من أيام ( الجماعية ) ويمثل الخليقة والملائكة السبعة *-الموسوعة الايزيدية : كتاب للباحث أبو أزاد تحت الطبع . * - توك وكيرفان : خيط يلبسه الانسان الايزيدي في عنقه أو في يده أو في فستانه وهذا الخيط مطهر بماء عين البيضاء في لالش .

ليست هناك تعليقات: