الثلاثاء، 22 أبريل 2008

بحث في صوم ايزيد


حسم موضوع حقيقة ايزيد المنسوب له الصوممارس الانسان الصيام منذ القدم وماكان الصوم يوما احتكاراعلى شعب دون الاخر و اكثر الناس اهتماما بالصوم هم الايزيديون فهو عندهم غاية ووسيلة فهو غاية لبلوغ اهدافا دينية ونفسية واجتماعية وهذا مايتطلب ان يكون الصوم عندهم متعددا ومتنوعا فمنه الجماعي ومنه الفردي ومنه الموسمي ( فصلي ) ومنه ايامه غير محدودة وهذا يعني ان الصيام قائم على مدار السنه , الاان اكثر الصيام شيوعا هو صيام فصلي الشتاء البارد والصيف الحار , الصيام عند الايزيدية واجب ديني واخلاقي وليس فرضا كما عند الاسلام لان الديانة الايزيدية ديانة ( ايمانية ) ايمانية التوجة نحو الله تعالى من دون وساطة الرسل والانبياء كما انها خاليه من الشريعة الانضباطية التي تحكم في قانون الشريعة الدينية والتي بموجبها يعاقب المخالف امام الناس ويعاقبة الله في الاخرة اما الايزيدي الذي لايصوم لايعاقب لافي الدنيا ولافي الاخرة وانما يعيبة العرف الاجتماعيولهذا نراه يتمسك بالصيام الجماعي والفردي اكثر من اهل الشريعة ويلتزم بالصوم طوعاً لوجة الله تعالى من باب العبادة والولاء والرضا والغفران وهناك من يصوموا للاولياء والمقدسين من باب النذر في مقابل تشفعهم للشفاء من بعض الحالات المرضية ودواعي اخر .الصوم عند الايزيديون كلي الامساك عن الطعام والشراب والتدخين والكلام السئ وعن اي رد فعل او تصرف سلبي ينمو عن الشر والحقد والصوم نوعان صوم العامة المعروف ب (صوم ايزيد ) الذي يصومة جميع ابناء الايزيدية ذكورا واناثا وكبارا وصغارا والنوع الثاني هو ( صوم الخاصة ) وهو صوم خاص برجال الدين ويجوز للعامة صيامه ايضا وهو صوم مربعانية الشتاء ومربعانية الصيف .وقد اختلف الباحثون في شخصية ( ايزيد ) الذي يقام له الصوم فمنهم من قال انه (يزيد بن انيسة ) ومنهم من نسبة الى ( يزيد بن معاوية ) ومنهم من نسبة الى الخالق ( ازدان _ يزدان _ ايزيد ) ومهما كان فان الجميع في الاخير اتفقوا على ان الصوم هو الى (ايزيد ) لان الصوم جاء بهذا الاسم ومن الطبيعي ان يختلف الباحثون حول هذا الشان فمنهم من يكتفي بما يقرأه عما يكتبة الاخرون ومنهم من لايكلف نفسه في البحث فيكتبوا على ماياتي على لسانهم ومايجول في خاطرهم . ويبقى ان نعرف هنا انه من غير المقبول ان نسمح بان يقال عن ديانتنا ( الديانة الايزيدية ) بانها تقتبس الصوم وتوقيته وخصوصيته من الاخرين , وانتسابه للايزيدية دون الاخرين يثبت على ان الصوم عند الايزيدية هو من انتاج الهام الكهنة الايزيدية المهرة العظام الذين عبروا عن محاكاة الطبيعة بالطقوس والصيام وبالفلسفة وبالعديد من المصادر الدينية التي تعتمد على الادب الشفوي هذا الادب الذي يتعرض اليوم الى الضياع والنسيان لعدم تدوينه وحفظه , فكما نرى ان عقيدة الايزيدية الدينية تعتبر معقدة وصعبة الفهم حتى علينا نحن الذين نعتنقها فكيف اذاً يالاخرين وكيف لاتصعب عليهم وكما يقول الشيخ عدي بن مسافر قدس الله سره ( ماش قاسي خلمتي ) اي بمعنى الاستحقاقات حسب الجهود فهذا ينطبق تماما على طلاب العلم والمعرفة والباحثين التاريخيين والدينيين والتراثيين والاجتماعيين فتكون تحليلاتهم وانتاجاتهم حسب جهودهم المبذولة وهذا يعني انه تختلف تحليلاتهم ونتاجاتهم حول هذا الموضوع او ذاك ... ولان موضوعنا اليوم يدور حول موضوع حقيقة ( ايزيد ) الذي ينسب اليه الصوم لذا سنحاول هنا التعرف عليه بالاعتماد على التحليل المنطقي لان ( ايزيد ) قد يكون اسم ( لله ) او اسم لشخص كمثل (يزيد بن معاوية ) .... هنا خيارنا الوحيد هو التمييز بينهما ولكي نقول كلمتنا واثباتنا حول هذه الشخصية بالبرهان القاطع في تحديد هذا الصوم هل هو لله ام لعبده !!!! من خلال تحليلا غير مسبوق من قبل وحسب ماارى فان الثالوث المقدس للديانه الايزيدية هو السبيل الذي يساعدنا على حسم موضوع حقيقة ( ايزيد ) المنسوب اليه الصوم , تقول المصادر الدينية بان الثالوث الايزيدي المقدس يتكون من ثلاثة اقانيم ( طاووس ملك , ايزيد , شيخادي ) وان الاقانيم الثلاث المتحدة واحدة ( تاوسي ملك , ايزيد , شيخادي ) ( ايكن ) اي لافرق بينهم رغم اختلاف اسمائهم ولكن الجوهر واحد , فماهو هذا الجوهر ؟؟؟ مالايبدو واضحا للاخرين لقلة معلوماتهم الدينية خاصة ذات الطابع اللاهوتي فمهما كانت طبيعة طاووس ملك فهو الاقنوم المشترك بين الاقانيم الاخرى والمتعارف عليه لاهوتيا فان الاقانين الثالوثية متساوية الطبيعة والقدسية ومن المعروف ان طاووسي ملك ليس بشرا ً اي ليس له ( ناسوت ) معنى ذلك انه ( لاهوت ) ولان الثالوث متساوي في الجوهر معنى ذلك ان ( ايزيد لاهوت ) و (شيخادي لاهوت ) ايضا لانه مجرد من الناسوت بحكم تجلي الله فيه ولايمكن ان يتساوى اللاهوت والناسوت معاً بينما يتساوى الناسوت مع الناسوت , ولاقيمة لاتحادهما لانهما يفنيان ولو فرضنا ان ايزيد انسان مثل شيخادي له لاهوت وناسوت متساويان في اللاهوت والناسوت لوجدنا صوماً اخر باسم ( صوم شيخادي ) لكننا لم نعثر على مثل هذا الصوم وهنا يتأكد لنا على ان ( ايزيد اسم من اسماء الله ) . وحول الثالوث قرات مقالة شخص ايزيدي على الانترنيت ذكر فيها الثالوث على هذه الصورة ( خودي , طاوسي ملك , شيخادي ( ايكن ) ) اي ان الله وطاوسي ملك وشيخادي واحد لافرق بينهم ملاحظتي على اسماء اقنيم هذا الثالوث من الوجهة اللاهوتية سليم لان بتلك الحالتين هم لاهوت واحد مع ذلك احترس اللاهوتي من ان يضع الثالوث وفق هذه الصيغة لبعد نظره من باب الحفاظ على خصوصية الثالوث المقدس وفق منظور اللاهوت الايزيدي وهو عالم بان ( خودا هو الله ) عند جميع الاقوام الارية ثم انهم يجهلون طاوس ملك وهذا معناه سيفقد الثالوث وفق هذا الثالوث طابعة الايزيدي لانه سيكون مشتركا بين الايزيدية وبقية الاريين الذي استسلموا ولايعترفوا بأي ثالوث الهي مهما كانت صيغته ولكن تفسيرنا لاقانيم الثالوث المقدس هو ( طاوس ملك , ايزيد , شيخادي ) وان طاوس ملك هو طاووس لوحده يرمز الى منبع الالهي الرئيسي للانوار والاسرار الربانية والابوة الملائكية والمتجليين القديسين من البشر والصالحين , والملك هو رمز لرئاسة البيت النوراني اي رئيس الملائكة والاسرار الخفية , والملائكة هي الانوار التي ابثقت من النور القدوس الاعظم , و (ايزيد ) رمز الانوار المنبثقة من النار القدوس الاعظم الذي عرفه السومريون بعنوان النار والنور الالهي ( izidgar )وشيخ آدي هو عدي بن مسافر الذي اصطفه الله من بين البشرية فتجلى فيه وحسب المنظور اللاهوتي انه يحمل طبيعة الهية لاهوتية وطبيعة بشرية ناسوتية وهو ب ( لاهوته ) مع يزيد وطاووس ملك واحد وهذا دليل واضح على ان ( ايزيد ) المعني في موضوعنا هذا هو اسم من اسماء الله وهذا معروف لدى الخاصة والعامة من الايزيدية . اقرب ثالوث للايزيدية هو الثالوث المسيحي الذي يتكون من اقاينم ثلاثة هي ( الاب والابن والروح والقدس ) .... ( الاب بقابل طاووس ملك )و (الروح القدس يقابل ايزيد ) و ( الابن يقابل شيخادي ) وكان على كهنة الايزيدية القدامى اللجوء الى رصد الكواكب والنجوم لاجل تحديد دقيق لميعاد مولد النور ( الشمس ) الذي يساعد على ولادة الحياة التي هي مصدر انبعاث الحرارة الضرورية لانضاج المحاصيل الزراعية والنباتية التي تشكل الغذاء البشري والحيواني ( الحياة ) فحول هذا الموضوع سمعت من رجال الدين بوجود علاقة متينه بين ايام الصوم الثلاثة وحركة الكواكب السيارة والنجوم السماوية مثل الثريا ( بيرو ) الميزان ( ترازو ) وزهرة ( قورغ ) وهذه العلاقة تعود الى مرحلة متوغلة في القدم تمتد جذورها الى مراحل تقديس الكواكب والنجوم والرصد فيعبر عن مسار الثريا والميزان والزهرة من الشرق الى الغرب وهذا يدل على ان الكهنة غيروا مسار اهتماماتهم من دراسة الكواكب ورصدها الى دراسة النجوم ورصدها وهي الابعد عن الارض من الكواكب فالعلاقة بين ايام الصوم وحركة الثريا والميزان والزهرة تاتي بانسجام تماما مع توقيت ايام الصوم التي تتزامن مع اقصر ايام السنة وابردها وتم رصدها بمهارة منذ الاف السنوات وافاد رجال الدين المتخصصين بالرصد بان الثريا ( بيرو ) تواصل دورانها حول الارض على مدارها باتجاه عقرب الساعة نحو الشروق ( 25-30) من شهر اذار الشرقي وتظهر للعين المجردة في ( 15 ) من شهر نيسان الشرقي وتواصل الدوران باتجاه الغرب حتى ان تغيب وتختفي عن الانظار في اليوم الاول من كانون الاول الشرقي وهكذا دواليك , اما بالنسبة للميزان فهو يواصل دورانه حول الارض على مدارة باتجاه عقرب الساعة فيصل الشرق في ( 25 – 30 ) من شهر ايار الشرقي ثم يواصل دورانه فيظهر للعين المجردة في ( 15 ) من شهر حزيران شرقي ويواصل دورانه نحو الغرب ويختفي عن الانظار في اليوم الثاني من كانون الاول شرقي وهكذا دواليك اما بالنسبة للزهرة فهي تواصل دورانها حول الارض باتجاه عقرب الساعة فتصل جهة الشرق في ( 25 -30 ) من شهر حزيران شرقي وتظهر للعين المجردة في ( 15 ) من شهر اب شرقي وتواصل دورانها وتغرب في اليوم الثالث من كانون الاول شرقي وهكذا دواليك , ومن المفروض ان يكون اول يوم من ايام الصوم في يوم غروب ثريا ( بيرو ) وان يكون ثاني ايام الصوم في يوم غروب الميزان ( ترازو) وان يكون ثالث ايام الصوم في يوم غروب الزهرة ( قورغ ) وان يكون يوم العيد في اليوم الرابع من كانون الاول شرقي ولاسباب فنية تقويمية دقيقة ثابته اختير ( يوم الجمعه يوم الزهرة ) يوما للعيد الذي يتمحور حوله ايام الصوم على شرط ان يكون يوم العيد في الجمعة الاولى من شهر كانون اول شرقي اي في بداية الشهر واما ايام الصوم ( الثلاثاء والاربعاء والخميس ) فقد تقع كلها في شهر كانون الاول شرقي او ان يكون يوم لاربعاء والخميس من ايام كانون نفسة او ان يكون يوم الخميس فقط من ايام كانون المذكور او ان تكون ايام الصوم الثلاثاء والاربعاء والخميس في نهاية شهر تشرين الثاني شرقي وكما ذكرنا سابقا لم يكون الصوم عند اليزييدة من بابا المتعة او التقليد وانما من اجل الاستغفار والرحمة والخلاص من محنة او شدة وهم يشاهدون بام اعينهم ارتفاع الشمس في ايام الشتاء الى افق عالي تاركة ورائها ايام باردة جدا فتكثر فيها الثلوج والصقيع وفي هذه الايام تطول الليالي ويشدد الظلام ويعاني منها الايزيدية اشد المعاناة ويمضي الناس اشهرا داخل كهوفهم ومساكنهم لايتمكنوا من الخروج والى اين !!! .... فالثلوج تغطي كل مكان وتدفن كل الاشياء وكان اسلاف الايزيدية اعتادوا على خزن مواد غذائية لهذا الموسم واحيانا ينضب خزينهم قبل ذوبان الثلوج وقبل التمكن من الخروج لقضاء بعض ضروريات الحياة كما واعتاد الاسلاف على جمع الخشب لايقاد النار ليلا ونهارا كما اعتادوا على تهيئة بعض الاطعمة الغنية بالسعرات الحرارية التي يحتاجونها في مثل هذه الايام فهذه الاغذية الغنية بالسعرات الحرارية والنار هي من اهم العوامل التي تخفف عنهم عناء البرد طيلة بقائهم داخل كهوفهم اثناء ايام البرد القارس وتساقط الثلوج ويظن اسلاف الايزيدية بان الاههم القومي الخالق ( ايزدان _ ايزيد ) يعاقبهم على شئ ما بالبرد والثلوج والليالي الطويلة المظلمة هذه ويسجنهم داخل مساكنهم ايام طويلة دون التمكن من الخروج منها حيث يموت البعض منهم وينجو البعض الاخر فلهذا يحاولوا ان يستغفروا من الرب بالصوم له هذه الايام لعل الله ( ايزيد) يغفر لهم ويأمر الشمس بالهبوط الى ماكانت علية فتبدد بحرارتها برودة الشتاء وتبدد بنورها ظلمة الليالي وبنورها يطيل النهار ويقصر الليل وتدفئ الارض وتدفئ حيواناتهم ... ومع مرور الزمن انبثق من تصور الاسلاف هذا ( معتقد ولادة النور ) الذي حدد بالرصد الدقيق للفصول الاربعة في يوم ( 25 ) من كانون اول شرقي فكان اسلاف الايزيدية يلجاون الى العبادة والانعكاف والصيام قبل يوم ( 25 ) من كانون اول شرقي لكي يستجيب لهم الله( ايزيد ) من اجل اعادة ( ولادة النور ) اي ( ولادة الشمس ) التي تساعد على نمو الاعشاب والنباتات كما تساعد على نضج المحاصيل الزراعية ولولا الشمس لما عاش كائن حي على وجة الارض ولاحتى في اعماق البحار والمحيطات وان الزمن يتجدد وميلاد النور ( الشمس) يتجدد في كل عام في ميعادة ويتجدد الصيام ويتجدد عيد النور ( عيد ايزيد ) كل عام في نفس الميعاد .

لماذا ايزيدية سنجار يتقدمون اسبوعا في صومهم عن باقي الايزيدية منذ فتره ليست بالبعيدة اختلف تقويم ايزيدية جبل سنجار عن الذين يتبعون تقويم ( المركة ( شيخان ) المرجع الاساسي ) بتقدم تقويمهم ب ( ميعاد صوم ايزيد ) مدة اسبوع عن ميعاد صوم ايزيد في (المركة ) وبين عموم الايزيدية , والتقويم السنجاري يسمى باسم كهان سنجار او كهنة سنجار من نوع فقراء الدين ( حسابا فقيرا ) فهم يتبعون في حساباتهم اساليب قديمة كما كان شائعا في بلاد سومر حيث تتم حساباتهم في قياس الزمن باعتمادهم على صخرة خاصة موجودة منذ القدم في جبل سنجار والى يومنا هذا حيث يعينون على هذه الصخرة حركة الشمس وعموديتها اثناء النهار منذ شروقها الى غروبها اي اوقات النهارالثلاث قبل منتصف النهار ومنتصف النهار وبعد منتصف النهار . و يعتمد هؤلاء الفقراء في حساباتهم على اعداد خاصة يسمونها ( الاساس ) التي تتغير مع مرور ايام الشهر انتهاءاً بمرور السنه والاختلاف الزمني بين التقويمين سببة الخطا الذي يقع فيه المسؤولون ( الفقراء ) عن التقويم السنجاري لان السنه الكبيسة عندهم هي السنه التي تاتي بعد مرور اربع سنوات من مرور السنة الكبيسة الاخيرة بينما السنة الكبيسة عند المركة والعالم كله تكون بعد مرور ثلاث سنوات من مرور السنة الكبيسة الاخيرة . مع ذلك يصر السنجاريون على خطئهم بفعل التعصب والخصوصية السنجارية والتمايز عن ( المركة ) .

منهاج صوم ايزيد طريف هو منهاج صوم ايزيد وحسب ماشاهدته وعشته وجدت بان ابناء الايزيدية ينتظرون موعد صوم ايزيد بكل شوق بحيث ان هناك استعدادات مسبقة تحضر لاستقبال هذه الايام المباركة وان التحضيرات والاستعدادات لصوم ايزيد ظاهرة مميزة تضاهي مايقام ويحضر للمهرجانات الشعبية ذات الطابع التراثي التي تجرى في العديد من دول العالم , فمن الاستعدادات التي تجري في هذه الايام نرى ان الغالبية من العوائل قد خزنت مسبقا لايام الصوم الثلاثة مايتيسر لها من المؤونه كالرز والبرغل واشياء اخرى كما ان العوائل الغنية والعوائل ذات الدخل المتوسط تتهيئ لشراء اصناف من الحيوانات مثل ( الخرفان والنعاج والعجول ) قبل الصوم باشهر وكلا حسب امكانياته فتربط تلك الحيوانات داخل المنازل للاعتناء بها ويكثرون من علفها لكي تسمن وتزداد وزنا ويغسلونها بالماء بين فترة واخرى لان في اعتقادهم بان الغسل يزيد من وزنها فتكون لهم طعاما دسما يقيهم برد الشتاء والجوع مدة ايام الصوم وعلى الفتيان والفتيات ان يقوموا برعاية الربائط طيلة الفترة التي تسبق الصيام ويخرجون سوياً للمراعي المحيطة بالقرية خاصة اذا كان هناك مروج وبساتين قريبة وقد جرت العادة في بعض المناسابات حيث يقدم الناس الذبائح في ايام العيد ولكن في عيد ايزيد تنحر الذبائح قبل العيد وقبل الصيام بيوم واحد للاستفادة منه في ايام الصوم وايام العيد ومابعدها ولان سابقا لم تكن هناك براددات ( ثلاجات ) فقد كان الايزيدية يضعون اللحوم في الاواني الخزفية المملوءة بالمحلول الملحي (شديد الملوحة ) للحفاظ عليها من الفساد فكان قسماً منهم يجففون اللحوم بالهواء الطلق الشديد البرودة وعند الحاجة ياخذون حاجتهم وعلى هذا النحو فيكون يوم الاثنين الذي يسبق الصيام يوما حافلا بالنشاط يتم فيه نحر الذبائح واستعدادا لعشاء فاخر شهي يتكون من ( القلب والكبد والرئة ) وتقدم اللحوم في السحور طيلة ايام السحور ويقدم راس الحيوان والاطراف في صباح يوم العيد ( باجة ) وفي هذا الوقت من السنة ينتهي موسم الحراثة والزرع واكثرية الناس يكونون عاطلين فهم في استراحة شتوية اجبارية فيشغل الجميع اوقات فراغه بالعاب شعبية وكلا حسب عمره فهناك العاب شعبية لكافة الاعمار فالرجال يلعبون لعبة خشنة تسمى ( كاشواني ) وهي نوعا ما شبيهة بلعبة الهوكي والفتيان والفتيات يلعبون العاب شعبيةمتنوعة مثل ( هاوينا مابتينا , شيلة بكلش , ديكلكو مامركاني , كرزي كورا , جاماني , توزاني ) وكانت هناك العاب شعبية خاصة بالاولاد والبنات مثل ( دبلاني , كابل دوكاني , ميروكاني , تلي بهتبكاني , بل بلكاني , شلي ملي , فهشير وتكاني , قينج كاني ... الخ بالاضافة الى الدبكات والرقصات والسهرات . كما يراود ذاكرتي كالحلم عندما كنت صغيرا واخرج ي وم الصوم لاعيد اصدقائي الاطفال ونذهب معا الى التلول المحيطة بقصبة عين سفني مثل ( تل شيخالي شمسا , تل شيخو بكر , تل خندخندوك , تل كركرخي , وتل بيركي خوشابه ي , وتل عبدي رش , تل تركي حلاني , تل حلاني نيسكي ) وكنا نصنع فوق التلول بيوت رمزية وكاننا عائلة واحدة وكانت عيوننا لاتفارق جهة الغروب ننتظر غروب الشمس بفارغ الصبر لكي نعود الى المنزل بقرب موعد الافطار وكنا نردد في كل يوم قولا يناسب اليوم الذي نحن فيه ففي اليوم الاول نردد هذا اليوم ( ستو به زدينك ) واليوم الثاني نقول (جاف زلينك ) واليوم الثالث نقول هذا يوم اللهو لكي ينقضي ( روش قتينك ) ويوم العيد نقول هذا يوم ملئ البطون هذا يوم ( زك حشينك ) وعندما يحل العيد تلبس الشابات البسة فاخرة جذابة ويجملن انفسهن بالحلي والزينة وكل ماهو جديد وزاهي ففي اجواء العيد تبتهج النفوس وتطمئن القلوب ويتبادل الجميع التهاني والتبريكات فهذه مناسبة للمحبة والالفة وهي فرصة للمصالحة ونبذ الخصام بقي ان نقول بان النساء يجتمعن صباح العيد عند القبور كعادة يفعلوها لزيارة وعيدانية الاحبة الراقدين فيها للابد ولاننسى الاطفال الذين يرتدون ملابسهم الجديدة ويحملون بايديهم اكياساً يدورون بين المنازل لتسلم العيدية من كل بيت ويعطيهم اهل البيت اما الحلوى او النقود كلا حسب امكانيته هذا ماكان يجول في ذاكرتي عن كل مايجري في ايام صوم ايزيد واتمنى ان اكون قد وفقت ووفيت بما امتلك من معلومات عن منهاج ايام صوم عيد ايزيد

ليست هناك تعليقات: