الثلاثاء، 22 أبريل 2008

بحث في اصول الزواج عند الايزيدية


استطيع القول بان اصول الزواج وملحقاته عند الايزيدية هي امتداد لسنوات ما قبل التاريخ وهي الاقدم في العراق وكردستان بل في الشرق الادنى ولسبب بسيط هو ان معظم شعوب الشرق قد غيرت عقائدها الدينية القديمة نذكر منهم اليهود والمسيحية والمسلمين

الذين اهملوا اصول الزواج القديم وتبنوا الاحكام والنظم الجديدة وفق شرائعها الدينية , وظهو ر حكومات مدنية مؤخرا كما هي الان في اوربا حيث راحت تتبنى تنظيم العلاقة الزوجية بقانون مدني بعيد عن الدين والمسمى ب (قانون الاحوال المدنية )وفي الدول الاسلامية تخضع الاحوال المدنية الى الشريعة الاسلامية بينما احكام الزواج عن الايزيدية عرث متوارث منذ الاف السنوات وان العرف الاجتماعي هو الجهة الوحيدة التي كانت تتحكم بامور الزواج وتحدد مهر العروسة , ودور الدين يختصر على منح الارتباط بين الزوجين منحة دينية لكي يكون الارتباط مقدسا ومباركا وظل ابرام عقد الزواج بيد رجل دين متخصص ماخوذه اب عن جد ( وظيفة وراثية ) , وكان ابو العروسة او اخيها المخول ( ولي امرها ) يعطوا العروسة هدية ك ( حقل زراعي او مزرعة او عدد من المواشي او او ....... ) فتبقى هدية الاهل هذه ملك للعروسة لايجوز لاي شخص التصرف بها وهي تعتبر نوعا من الضمان الاجتماعي التي تعتمد عليها الزوجة في حالة انفصالها عن زوجها اوعندما تعيش لوحدها وكانت هذه الااموال تنتقل الى اولادها بعد مماتها اذا كان لها اولاد والا سيعود الورث الى بيت الاب ( ابو الفتاة ) لان لايرثها زوجها حتى اذا ماتت وحتى لو كانت على ذمته ولكن بعد الفتح الاسلامي لبلاد الايزيدية كردستان فاضافة الى تنوع المحتلين اصبحت كردستان تحت سيطرة اربعة دول اسلامية وهذه الدول مارست ضغوط شديدة على الايزيدية لاخضاع احوالهم الزوجية الى قانون الاحوال المدنية الذي ينظم وفق الشريعة الاسلامية وكان لابد ان تتغير الاحوال الزوجية عند الايزيدية مرحلة في مرحلة تماشيا مع ضغوط الدولة خاصة عندما اصبح عقد الزواج وهوية الاحوال المدنية مطلوبة في معظم المعاملات الرسمية فحاولت القيادة الايزيدية بشدة على اقناع الدولة بالاعتراف بعقد الزواج الذي يحرر وفق الاصول الايزيدية وعلى غرار اليهود والنصارى وكان يرسل نسخة من العقد بعد تحريره من قبل احد شيوخ سلالة ابراهيم الختمي الى المحكمة الشرعية للمصادقة علية ثم ترسل الى دائرة الاحوال المدنية باعتبارها وثيقة رسمية شرعية . تواصل العمل في وثيقة عقد الزواج هذه وفق الاصول الايزيدية منذ عهد الشيخ حسن العدوي وحتى بداية عهد الامير تحسين سعيد بك فبالنسبة لمهر العروسة فكان يختلف من منطقة لاخرى وهو عند الايزيدية في روسيا شئ وعند الايزيدية في تركيا شئ وعند الايزيدية في سنجار شئ اخر وعند الايزيدية في (المركة ) منطقة شيخان شئ اخرفلكل منطقة من هذه المناطق يكون مهر العروسة حسب الحالة الاقتصادية وحسب الطاعة لاوامر القيادة الدينية والدنيوية مع مستوى الوعي الاجتماعي زائدا قوة العرف الاجتماعي الذي يشكل الجهة التشريعية والتنفيذية لدى الايزيدية . ومنذ امد طويل بدات المشاكل تتكاثر في هذا الاتجاه خاصة بعد ان بدا يضعف التواصل بين المناطق الايزيدية المذكورة مع الايزيدية في المركة ( الشيخان) خاصة مع معبد لالش والقيادة الدينية والدنيوية والمراسيم الدينية الاساسية وبدات الاحوال تسئ بين الايزيدية في تلك المناطق اكثر واكثر خاصة بعد انقطاع جولة الطاووس بينهم وتوقف رجال الدين والمرشدين من زيارتهم نتيجة لتعسف حكومات تلك المناطق ونذكر منها حكومة دولة روسيا في عهد ستالين فرجال الدين و القوالين الذين ذهبوا من العراق مع الطاووس للقيام بتقديم الارشادات والنصح الدينية والاجتماعية بين الايزيدية في ارمينيا وجورجيا وقد مات بعضهم في السجن وبدات تتغير الاحوال الزوجية بما فيها قيمة المهر فليس فقط في روسيا وتركيا وسوريا وانما بين الايزيدية في العراق مقر القيادة الدينية والدنيوية ومقر معبد لالش رغم وجودهم في ظل جولة الطاووس وارشاد رجال الدين . ومع مرور الزمن ابتدا يتغير قيمة المهر ويتغير من السلع الى النقود الذهبية والفضية والنحاسية وفي عهد الدولة العثمانية اصبحت قيمة المهر تقاس بعدد الاكياس النقدية وكل كيس كان يساوي 25 روبية وكل روبية كانت تساوي 75 فلس عراقي وظل قيمة المهر يتغير مرة في ارتفاع ومرة اخرى ينخفض وحسب الحالة الاقتصادية ومستوى الوعي لدى ابناء الايزيدية اتجاه مصالحهم العليا ومع ضعف ولاء الايزيدية للمرجعية التي تتشكل من الامارة ورجال الدين والوجهاء والواقع ان هذه المرجعية ضعيفة بسبب عدم تماسكها والخلل يعود للاطراف الثلاثة لكن العلة الكبرى تكمن في الملة الايزيدية فبعد ان استفحل الخلل بينهم واصبحوا لايقدرون على خلق مرعية متعافية فعالة وهذه العوامل ساهمت في حلحلة بنيان المجتمع الايزيدي اضافة الى معاناتهم من الفقر الشديد بسبب سوء الاحوال الاقتصادية خاصة بعد استيلاء الدولة على قراهم الزراعية خاصة تلك الاراضي القريبة من المدن كمدينة الموصل فجعلت الدولة اراضي هذه القرى اميرية تؤجرها لاصحابها ومع مرور الزمن بدات الدولة تؤجر القرى مع اراضيها لاغنياء المدن كمدينة الموصل واصبح المؤجر كبير القرية اي ( اغا القرية ) او ( بيك القرية ) وكان هؤلاء الاغاوات او البيكات ينهبون المحاصيل الزراعية ولم يبقوا للفلاح الايزيدي الا القليل حيث لايكفيه لسد رمقه فكان يضطر الى اخذ مساعدة منهم لحين حلول موسم الحصاد وكانت هذه فرصة الاغا او البيك لكي يضاعف الديون حتى لايتمكن الفلاح الايزيدي التحرر من تلك الديون التي حولت حياته الى الجحيم , مع كل هذا كان مهر العروسة غالي جدا اذا ماقورن بمستوى المعيشة واستطيع القول بان الالاف من السلالات والعواءل اختفت من الوجود لعدم استطاعتهم لتزويج احفادهم لفقر حالتهم المعيشية وحول هذا المو ضوع سمعت من كبار السن بان العديد من الرجال كانوا يعانون الفقر ولم يمكنهم جمع المهر للزواج ولم تكن هناك اي جمعية تساعدهم على الزواج ويبقون من دونه حتى الممات وكان البعض يتزوجون بمهر مؤجل يدفعونه عندما ترزق زوجته باول طفل لهم اوعندما تصبح له فتاة فعندئذ علية ان يتصرف حسب الاتفاقيه فاما ان يعطي ( ابنته ) لاسرة زوجته عند الكبر او يعطيهم مهرهها وكان البعض يتزوجون بمهر مؤجل مقابل خدمة يقدمها لبيت زوجته حتى يستوفي قيمة المهر وحول هذا الموضوع حدثني احدهم بانه كان في قرية باعذرة شقيقان فقيران لايملكان مهر الزواج لاحدهم وتاكدا بانهما سيموتان قبل ان يتزوجان لان تجاوز عمر الشقيق الاكبر 55 عام وتجاوز عمر الشقيق الاصغر 45 عاما وكان الشقيقان يفكران ليلا ونهارا بطريقة او وسيلة اوخدعة تمكن احدهم من الزواج لكي يتواصل نسلهم في هذه الدنيا وبعد فتره من التفكير المتواصل خطرت للشقيق الاصغر فكرة لو احسنوا في تطبيقها سيتمكن الشقيق الاكبر من الزواج ويتحقق حلمهم وفي احدى المناسبات الدينية قرر الشقيق الاصغر زيارة وادي لالش لمشاهدة مراسيم اربعانية الصيف وشاءت الصدفة ان يلتقي مع شخص من قرية سينا ليبحث له عن شخص عند ابنه يقبل مقايضته بفتاة مقابل فتاة لكي تكون زوجة لابنه وهذه فرصة الشخص الباعذري التي كان يبحث عنها وفي الحال قال له لي اخت ارغب مقايضتها بفتاة تكون زوجة لاخي الاكبر فوافق السيني ( من اهالي سينا ) واتفق الطرفان على ا لمقايضة والتفاصيل الاخرى وتم الاتفاق على ان يكون زفاف الباعدري قبل زفاف السيني باسبوع واتفقا على تحديد الموعد وبعد عودة الباعدري من وادي لالش اخبر شقيقه الاكبر عن الخطة التي رسمها فصليا اللشقيقان لكي تنجح الخطة ومع مرور الايام جاء الميعاد فطلب الشيقيان من بعض الاصدقاء السفر الى قرية سينا مشيا على الاقدام والمسافة بين القريتيتن تستغرق خمس ساعات وهؤلاء الزفافون لايعرفون شيئا عن الخدعة والتفاصيل الاخرى بين الطرفين وعند وصل الزفافون قرية سينا سلمهم ابو العروسة ابنته وحملوها الى صديقهم الباعذري وهكذا استطاع احد الشيقان من الزواج وليكن مايكون وبعد اسبوع جاء الزفافون من قرية سينا لكي ياخذون العروسة الى عريسهم وعند الميعاد ذهب شيقي الباعذري المتزوج ليزين شواربه ويلبس ملابس النساء ويرتب نفسه مثل اي عروسة فجعل من نفسه عروسة وعندما جاء الزفافون وطلبوا عروستهم قد الباعذري المتزوج شقيقه المتنكر بزي العروسة وحسب موديل ذلك الزمن وانطوت الحيلة على الزفافين ولدى دخول العريس السيني على عروسته اكتشف الخدعة ولكن بعد فوات الاوان ولم يكن بمقدورهم فعل شئ سوى الانتظار حتى ترزق ابتنهم ابنة وتكبر فاما يزفوها لاحد ابنائهم او ان يستلموا منهم مهرها ومهما كانت فان القصه هذه تكشف لنا الوضع الاقتصادي السئ الذي كان يعانون منه الايزيدية وكان يحرم الكثير من الرجال فرصة الزواج ومن هنا يتبين اهمية الجمعيات والصناديق الخيرية واهمية الوعي الاجتماعي في مجال التعاون وتقديم المساعدة للمحتاجين وانا شخصيا عايشت هذه الفترة ( فترة الخمسينات من القرن الماضي ) هذه الزمنية الصعبة لمن ينوون الزواج وليس لهم معيل او مهر يدفعونه للزواج حيث تجاوز المهر المستوى الدخل المتوسط واستقر بمعدل 300 دينار عراقي كان يدفع جزء منه اثناء الخطوبة والباقي يدفع بعد الزفاف وعلى شكل اقساط .وفي بداية الستينات بدات تتحسن احوال الايزيدية المعاشية على اثر ذهاب العمال الى بغداد فصار المهر سهلا نوعا ما ولايشكل اي عائق طالما هو باقي على ماهو ولكن لم تدم فرحتنا بالمهر هذا كثيرا فشاء القدر ان يهاجر الاف المسيحيين من العراق الى امريكا ومنهم من كانوا يعملون في قطاع المشروبات الروحية وهذا ادى الى نقص في الايدي العاملة التي تعمل بالمشروبات الروحية ومن حسن الحظ لايستطيع المسلمون العمل في هذا الحقل لانه محرما عليهم فوصلت الى اوساط الايزيدية اخبار وجود عمل في بغداد وان المقامريبن دائما في الطليعة فقرر البعض خوض المغامرة والسفر الى بغداد رغم انهم لايملكون معين يساعدهم هناك وهم لايعرفون عن بغداد شيئاً سوى اسم ( جيخانة طوماش) الواقعة في شارع الرشيد منطقة المربعة وفي هذه الفترة كان الايزيدية يعيشون في عزلة تامة عن محيطهم التابع للواء الموصل فكيف الحال في بغداد وكان السفر الى مدينة الموصل عبارة مغامرة نتائجها غير مضمونة وموصل هي مدينتهم ومرجعيتهم الرسمية والتجارية فكيف الحال في بغداد وهي تبعد عن الموصل 400 كم ولايعرفون عنها شيئا سوى اسمها واعتاد اهل الموصل مواصلة احتقارهم بشتى الوسائل ومنها قذفهم باوراق الخس او يقربون من افواههم كما تقرب باقة الحشيش الى الحيوان !!! وهذا ماجعل الايزيدية ينبذون نبات الخس ويكرهوا اسمه وهويته وعندمكا كان الايزيدي يجد ورقة خس في طريقه صدفة وهو ماشي كان ينحرف عنها ويبتعد منها وكانها حية ستلدغه وكذلك لمس الخس عند الايزيدي من اشد المحرمات ففي ظل هذه الحالة النفسية سافر السيد ( اسماعيل قرو النسيرياني ) والسيد ( جوقي اوصمان الباعدري ) الى مدينة بغداد التي يجهلونها تماما ولدى وصولهما الى بغداد سألوا عن شارع الرشيد ومنطقة المربعة وعانوا الكثير قبل ان يعثروا عن (جيخانة طوماش ) وطوماش هذا شخص كان كبير السن وعلى مامظن فانه من القوش يجيد الى اللغة الكردية اضافة الى السريانية وكان مطلع على احوال الايزيدية وتيتساهل معهم في المبيت مجاناً في جيخانته الى حين العثور على عمل لهم والسيد ( اسماعيل قرو ) والسيد( جوقي اوصمان ) كان كل واحد منهم يحمل خمسة دراهم وهي لاتكفيهم الى للمبيت ليلة واحدة في الفندق لذلك طلبوا من السيد (طوماش ) ان يسمح لهم للمبيت في جيخانته وهم على استعداد لمساعدته في العمل في جيخانته مجانا وكانوا يخرجون كل صباح يطرقون ابواب الفنادق والمشروبات بحثا عن العمل واخيرا وجدوا العمل في بار حديقة فندق سرجون الصيفية التي تقع على شارع ابي نؤاس وكنت اجهل قصتهم قبل ان التقي معهم بالصدفة وفي بداية الخمسينيات لم يكن في بغداد من الايزيدية سوى الشيخ حسن ابراهيم الذي كان عندئذ مفوض شرطة يحمل ثلاثة نجوم على عنقه وكان يعمل في مديرية التحقيقات الجنائية قسم الاجانب وكان ضابط في الجيش الانكليزي ( الليوي ) في معسكر الحبانيه ومناطق اخرى اما انا فقد باشرت في بغداد للدراسة في مرحلة المتوسطة في عام 1950 وتخرجت من معهد الصحة في بغداد 1958 والفترة التي وجدت فيها السيدان ( اسماعيل قرو ) و (جوقي اوصمان ) كان مابين 1956 , 1957 اي قبل انقلاب 14 تموز وكان الفصل ربيعا والدراسة متواصلة وفي عام 1954 استطعت تاسيس شبه نادي للفروسية في منطقة المسبح التي كانت حينئذ حقول زراعية لايتجاوز عدد المباني فيها الى خمسة مباني فقط وكنت اؤجر الخيل الى الاجانب وكان ياتيني وارد لاباس به وفي العام نفسه استطعت شراء قطعة ارض مساحتها 600م في مدينة الزهور بالموصل بسعر 600 دينار وهذا المبلغ كان كبيرا جدا في ذلك الوقت وكانت منطقة الزهور حديثة العهد خالية تماما من امباني وفي 8هذه الفترة جاء الاخ حسن ديواني الى بغداد لكن للدراسة وليس للعمل وكان طالبا في الصف الخامس الاعدادي في الموصل وهي المرحلة النهائية للاعدادية في ذلك الوقت لكنه رسب فيها سنتين متتاليتين لذلك قرر مواصلة الدراسة المسائية ولكن في بغداد بدلا من موصل كان الاخ حسن ذكيا ومقدما على زملائه لكنه كان مبتليا بمشكلة نفسيه وهو يعرفها وهذه المشكلة كانت تظهرعنده مباشرة مع بداية الامتحانات الوزارية وتبقى هذه المشكلة ملازمة له طيلة فترة الامتحانات وتاتي النتيجة راسبا في جميع الدروس فجاء الى بغداد لتغيير الجو عله يتخلص من حالته النفسيه هذه وفعلا نجح وتخلص منها واصبح معلما وفي ذات يوما من ايام الربيع دعوته الى شرب البيرة في حدائق فندق سرجون وهناك جلسنا على احدى الطاولات ففي الحال اسرع الينا النادل وسالنا ماذا تطلبون فطلبنا بيرة ولم اكن اعلم ان سعر البطل كان 120 فلس والمزات تتقدم مجانا مع البيرة وجاء النادل ووضع امامنا بطلان من البيرة ولم يستغرق وقتا كثيرا حتى ان جائنا شخص طويل القامة ذو سمار غامق يبدو عليه ممثلا كوميديا فملا طاولتنا باطباق المزات وماكان ينقصنا سوى الخبز واللحم وكان الخس من جملة المزات التي قدمت لنا ... اقول بصراحه كان منظر الخس وهو قريب منا مزعجا ومكروها وقررنا التخلص منه لكن خفنا ان يكشف النادل سرنا ويعرف اننا ايزيدية فيحتقرنا هو وجماعته وكنا نتناول كل المزات بشهية وكاننا مكينه فرم وكان النادل يستبدل طبق المزة قبل ان يفرغ وكان يلاحظ عدم اقترابنا من الخس فشك بنا واخذ يراقبنا وكنا نتكلم مع بعضنا باللغة العربية على الطريقة البحزانية وبعد فترة من المراقبة وتقديم المزات في طريقة غير اعتيادية حيث لم يتمالك نفسه النادل واسرع يسالنا من اين انتم اجبته من الموصل ابتسم وانشرح قلبة لان مدينة الموصل بالنسبة للايزيدية المغتربين تعتبر مفتاح اللغز وكاد يسقط من فرحته فاسرع يسالنا ومن اي منطقة من الموصل انتم اجبته من قرية بحزاني فقل ان اكمل الجملة القى بنفسه علينا واخذ يقبلنا ويحظننا وكلمات المحبة والترحاب بشوق ولهفة ثم قال ( انا ايزيدي ) ومعي شخص اخر واسرع لاحضاره وبعد لحظات اقبل علينا شخص بابتسامه عريضة فعرفته على الفور وهو صديق العمر ( جوقي اوصمان الباعدري ) فتعانقنا بعضنا البعض وعرفت بان هذه الشخص الطويل القامة هو ( اسماعيل قرو النسيري ) وكانت فرحتنا الاربعة لاتوصف من المحبة والعشق النابع من قلوبنا نحو الايزيدية ومن اجل محبتهم كان يقول لي الاخ ( حسن ديوالي ) متى نذهب ونشرب بالفلوس وناكل ببلاش ,
ناتي الى هذا اليوم والكثير منا لاجئون في بلاد الغربة وبعيدين الاف الكيلومترات عن الوطن اللام واذا صادفنا شخص ايزيدي وعرف باننا ايزيدية يحاول ان يتجاهلنا ويغض الطرف عنا وكانه غير ايزيدي ولانحن
موجودين , وماقيمة الدنيا وكنوزها اذا ماخسر المرء ذاته واصله وناسه مع مرور الوقت اصبحت بغداد تستقطب ابناء الايزيدية المضطهدين والجائعين في لوائهم الموصل كما اصبحت اوربا اليوم تستقطب ابناء الايزيدية الذين يضطهدون ويجوعون في بلادهم كردستان , ومع مرور لوقت وتزايد هجرة المسيحيين العاملين في حقل المشروبات الروحية في كافة انحاء العراق بدا يتزايد ايضا عدد الايزيدية العاملين في حقل المشروبات الروحية ومه مرور الوقت استطاع البعض منهم ان يمتلك بارات كبيرة ومخازن ذات سعه وهكذا تحسنت اوضاع الايزيدية تدريجيا من الناحية المالية واصبح القسم منهم من اكبر الاثرياء وكنا نامل منهم خيرا ليساهموا في اقامة بعض المشاريع الخدمية في منطق الايزيدية حتى لو كانت صغيرة وكان بمقدورهم انشاء صندوق الخيرات لمساعدة المعوزين والفقراء وان ينوعوا مصادر اعمالهم وان لايعتمدوا على حقل المشروبات الروحية فقط لكن بدلا من هذا راح البعض منهم يزيد من عدد من نساءه واذا كان هذا الشخص كبير السن وله زوجة واولاد فهذه الامور لاتعتبر له مشكلة طالما حالته المادية جيدة وباستطاعته ان يختار اجمل فتاة يقع عليها نظره وهو يعرف مسبقا ان هذه الفتاة سترفضه حتى لو كان اغنى اغنياء العالم لكنه يعرف نقطة الضعف الموجودة عند الكثير من الناس ومن اين تبدا فيقوم بزياراة مكوكيه لمنزل الفتاة من دون ان يبوح لهم بسره ويغرق الاسره بالهدايا الغالية ويتحدث الى والد الفتاة عن امواله وامكانياته ويغريه بشتى الطرق ويلوح له بمفتاح سيارته من نوع ( تويوتا بيكم ) وهو يوحي اليه لو ان يوافق على زواجه من ابنته فهذه السيارة هديه له اضافة الى المهر المغري الذي لايحلم به وعندما يعرف هذا الشخص بان الوقت اصبح ملائما عندئذ يفاتح والد الفتاة برغبته بالزواج من ابنته الذي لايستطيع ان يقاوم اغرائاته فيضطر الى ان يبيع له ابنته راغبة ام مكرهه وهكذا اصبح الاغنياء من طبقة (البويات ) ينافسون الشباب الفقير ويسرقون فتيات احلامهم , ومن هنا بدا يرتفع المهر من 300 دينار عراقي الى اضعاف اضعافه وظل الايزيديون يعانون من ارتفاع المهر في ظل طبقة البويات وهكذا اصبح المهر مشكلة نواجهها واصبح حكرا على الاغنياء وحلما للفقراء وكان على الامير تحسين بك والوجهاء والعامة للتدخل في وقف هذا التطور الخطير والعمل على تحديد المهر الى ادنى مايمكن وبعد جهد صدر قرار من لدن الامير تحسين بك مصدقا من قبل المجلس الروحاني مؤيدا من قبل الوجهاء والعامة وتم تحديد المهر الى 25 مثقال ذهب احمر عيار 21 يذهب نصه ملكا للعروسه والنص الاخر لوالد العروسة لكي يساهموا بتجهيز ابنتهم في الزفاف وبهذا التحديد للمهر عاد التوازن للاحوال الزوجية وبات بامكان الجميع الزواج وعادت للفتيات حرية اختيار فتى الاحلام طالما لافرق بين مهر الغني والفقير وعمل الامير اقصى جهوده للحفاظ على هذا المهر ومن اجل ذلك طلب من رجال الدين والمختارين والوجهاء والشرفاء ان يحافظوا على هذا القانون وان يشرفوا شخصيا على مراسيم الخطبة وتحديد المهر وفق القانون وان يطلبوا من والدي العروسين اداء القسم بالبرات المقدس بحضور الخطابه على انهما لا يخالفون قرار امير الشيخان والمجلس الروحاني وبهذا ارتاح الجميع من عبئ المهر لكن القدر كان يخبا مالا كنا نتوقعه فقد احتل صدام الكويت وهذا الاحتلال جلب للعراق الكثير من المصائب التي لاتصدق فقد افلت النظام وعبث الناس بالمؤسسات والاموال العامة فقيل انها ( انتفاضة ) وقيل انها ( تخريب ) فاستقيظ ضمير اخواننا المسلمون بانهم يشربون المسكرات على ايدي لمسيحيين والايزيدية وراح البعض منهم يحرق محلات المشروبات الروحية ويقتلون اصحابها وياخذون منهم فدية ومع تكرار هذه الحوادث تراجع مئات العمال الايزيدية الى قراهم واستهلكوا ماجنوه من الاموال وفر بعض الاشخاص السياسيين الى اوربا ومع الوقت جاءت من اوربا اخبار طيبة فاسرع البعض الى بيع ممتلكاتهم ودورهم وركبوا اليم والمخاطر ومنهم من وصل الى اوربا ومنهم من ماتوا ومنهم فشلوا بعد ان خسروا كل شئ ومع ذلك استطاع بعض اللاجئين ارسال مبالغ مغرية الى اسرهم والاخر يطلب من اهله ان يختاروا له فتاة بأي ثمن لان في بادئ الامر لم يكن الزواج مرغوما من شخص يسكن المهجر ولكن مع مرور الوقت والحياة تزداد صعوبة وقساوة اصبح الزواج من الذي يسكن المهجر مرغوبا بشدة واصبحت اوربا احلام الفتيات الايزيدية فبلغ الامر بهن ان تستعد احداهن ان تتزوج من رجل يكبرها بالسن وحتى لو كان ضرير العين وحتى لو كان من ايزيدية الترك طالما ستسافر الى اوربا فارتفعت قيمة المهر بشكل جنوني وهو الان يتراح مابين 10000 -50000 يورو وهذا مبلغ كبير ومن يستطيع تحمله ان لم يكن في اوربا وملم ينظف ( المرافق ) لمدة 24 ساعة او يعمل في اعمال مخالفة للقانون كتجارة اللاجئين والمخدرات او ان يتزوج ارملة اوربية تشتري منه اللذه واذا ظل المهر على هذا الحال سيذهب شبابنا لكي يتزوج من الفتيات الالمانيات فلهم الجمال والمال والاقامه ..... انهضوا ياايها النائمون اصحوا ايها المغفلون لاتقولوا مابيدنا حيلة وترموا اللوم على الامير وغيره لان انتم الملامين فاذا الشعب مااراد فهو قادر على صنع القادة العظام وماسمعنا قائدا صنع شعبا ابيا قديرا .كيف كانت مراسيم عقد الزواج عند الايزيديةيحضر ولي امر العريس وولي امر العروسة ويضع الشيخ المخول في تحرير قود الزواج يده في يد ولي امر الفتاة ( ابوها , اخوها , ... ) ثم يتلوا دعاء العقد وهذا نصه بسم الله الرحمن الرحيمسبحان الذي خلاق الزوجين ذكرا وانثى والشمس والقمر يا ايزيد يا ئه زدا ومن ثم يقول الشيخ طريقة كاملة حرمة بالغة باكرة المسماة طهار كلي على ميرزا بن عمشة مالية ( زوجة ) حلالية ( حلال له ) اشهد جماعة الحاضرين على سيدنا الشيخ حسن سيد السادات والشمس والقمر ياايزيد يا ئه زدا صورة العقداني الموقع ادناه الشيخ خلات الشيخ حيدر المخول على عقد الزواج للطائفة الايزيدية عقدت زواج الفتاة المسماة طهار بن كلي من سكنة قرية بحزاني على الشخص المدعو ميرزا ابن عمشة من سكنة قرية بحزاني بتاريخ 8 , 4 , 1954 البنتبهار بنت كلي وكيلرشو نرمو حسو الشاهدقاصو ميشو نافخوش نحن هيئة اختيارية منطقة بحزاني لقد تمت مراسيم العقد بحضورنا وعليه وقعنا ادناه توقيع المختارتوقيع امام القرية توقيع امير الشيخاننصادق على صحة هذا العقد وبعد توقيع الهيئة الاختيارية للمنطقة ترسل صورة العقد الى امير الشيخان للمصادقه عليه ومن ثم تدون المعلومات في سجل عقد الزواج لدى الشيخ الذي حرر العقد مثل الشيخ خلات ابن الشيخ حيدر ومن السجل يمنح ذوي الشأن نسخة طبق الاصل من عقد الزواج لكي يسلمه الى الجهات المعنية بعد توقيع محرر العقد , وتعتبر هذه الوثيقة وثيقة مصدقة معترف فيها لدى دائرة الاحوال المدنية في المنطقة .ملاحظة – تسمى العروسة باسم امها والعريس باسم امه بدلا من اسم الاب حيث جاءت هذه الفكرة وانحدرت فكرة انتساب الاولاد الى ابيهم في زمن يدعى ( زمن الامومة ) حيث كانت المراة هي المسؤولة الوحيدة عن تربية اولادها وحيث لم يكن يعرف الاولاد من هو ابيهم ولم يكن شئ في ذلك الحين شئ اسمه زواج , وظل العقد ساري المفعول وفق هذه الاصول الى يومنا هذا , فلازلنا نسمع اخواننا العرب يقولون ان عشيرتنا والعشيرة الفلانية من بطون واحدة اي ام واحدة اي في الزمن الذي لم يكن لهم فيه اب .

هناك تعليق واحد:

ابو احمد يقول...

شكرا ياستاذ محمود ..

استمتعنا بالبحث