الثلاثاء، 22 أبريل 2008

فرمان جديد بسلاح جديد

الفرمان مسلسل جرائم إبادة ( (genocideكما يعني جريمة ضد البشرية هدفه تطهير عرق ما من مكان ما. وقد تعرض الأيزيد يون إلى هذا النوع من الجرائم على مر السنين. يقال بأن الأيزيد يون قد تعرضوا إلى 72 فرمان). وقعت معظم هذه الفرمانات على أيدي الحكومات والجماعات والمليشيات الإسلامية المتشددة من العرب والفرس والترك و الكورد. أما أنا أعتقد بأن الفرمانات التي استهدفت الأيزيدية لا تعد ولا تحصى، وهي تتواصل كل يوم وبأشكال مختلفة. وهذا اليوم تعرضت سنجار عرين الأيزيدية إلى فرمان جديد وبسلاح جديد صممه الإرهابيون بأحدث التقنيات. وأنني أتساءل ماذا يريدون هؤلاء من الأيزيدية ؟ لاشيء سوى أنهم ئيزيدية. حفاظ الأيزيدية على دينهم لا يشكل خطرا على أحد، وليس من المعقول أن يغيروا دين آبائهم وأسلافهم كيفما شاء المتشددون، ونحن نعيش في القرن الواحد والعشرين ونحتمي بمظلة الأمم المتحدة التي أقرت بحرية الأديان. الأيزيدية في العراق وسوريا وتركيا وأينما كانوا لا ينافسون أحد سياسيا ولا على الوظائف والمنا صب، فهم لا يريدون من هذه الدنيا سوى رغيف خبز يسدون به رمق جوعهم . وإن طموحاتهم في الدولة التي يقيمون فيها لا تتجاوز حدود وظيفة شرطي، وهم اقل الأقليات ليس في أوطانهم وإنما في العالم اجمع. بل أنهم من الأقليات المهددة بالانقراض، فهم أضعف خلائق الله. أما الأيزيدية في سنجار فهم أجوع الناس في العراق، فهم لايعملون لأنه لا وجود للعمل، ولا يحصدون لأنهم لا يزرعون ولا يصنعون لأنه لا توجد مصانع، أنهم مجرد أشباح بلا طعام وأجساد بلا كساء، فهم بين الحياة والموت، أفواههم مفتوحة كأفراخ العصافير في انتظار من يرحمهم ليضع فيها قطعة خبز أو قدح ماء . وكأن هذه المعانات غير كافية فيشق الإرهابيون طريقهم عبر عشرات السيطرات والمفارز كي يفجروا شاحنات عملاقة مفخخة بعشرات الأطنان من المتفجرات في مجمعات الأيزيدية ألقصريه التي صنعها النظام البائد، فيقتلوا سكانها، بنسبة (80 ٪) ويهدموا منازلهم بنسبة (90 ٪). لماذا أيها الإرهاب ؟ هل هؤلاء الجائعين المهملين أشد خطرا من الأمريكان؟ أم أن الجهاد في سبيل الله عندكم يمر من فوق أشلاء هؤلاء الأيزيدية المساكين؟ أم نيل الجنة عندكم لا يتحقق ألا بسفك دماء من ليس على دينكم ؟ تباً للجنة التي لا تأتي إلا بسفك دماء الناس الأبرياء الذين لا حول لهم ولا قوى.أعترف بأن الجريمة السوداء التي أرتكبها الإرهابيون في سنجار قد هزت مشاعر المسلمين الإنسانيين بالأخص مشاعر الكورد القوميين الذين أبدوا استياءً حقيقيا، وما سمعناه من داخل كوردستان وما شاهدناه عبر الفضائيات الكردستانية من مشاعر الحزن والتطوع للتبرع بالدم لضحايا الإرهاب قد أثلجت صدورنا وخففت أحزاننا. انه حدث مبارك لم يحدث مثله في تاريخ الكورد ولا بد أنهم انطلقوا من بوابة القومية الإنسانية،وهي البوابة التي نحلم بها، وهذا ما نشجعه ونثمنه وندعو الله أن يزيد من أمثالهم في عموم كوردستان. من المؤكد بأن المسلمين كلهم ليسوا متشددين، فهناك المعتدلون والإنسانيون. وأن الترهيب وسفك الدماء هي من شيمة المتشددين والمجرمين والكفرة بين جميع الأديان. يفترض أن يهب الإنسانيون في العالم ويقفوا وقفة رجل واحد في وجه شرور المتشددين. ويظهر بأننا في بداية الطريق إذ لم يظهر في الأفق مقاومة المؤمنين الإنسانيين المتسامحين ضد الإرهابيين، أو أنهم يترددون، طالما يتمتع المتشددون بالتأييد والدعم والمال والسلاح والتكنولوجيا والخبرة العسكرية المتفوقة، وطالما ينطلقون من أحكام بعض الأيديولوجيات التي ينسبونها إلى الدين. أنهم يقتلون المسلمين والمسيحيين واليهود وهم أصحاب الكتب السماوية، فكيف لا يقتلوا الأيزيدية وديانتهم غير معروفة و إن عرفت فهذا لن يغير في الأمر شيئا. رغم ذلك نجد البعض من الإسلاميين يتعاطفون مع الضحايا من غير الإسلام.أستطيع القول بأن فاجعة سنجار نكست رؤوس المتشددين في كوردستان ورفعت راية الكورد القوميين العلمانيين والإنسانيين. نحن معشر الأيزيدية قد أعتدنا على التعايش تحت مظلة الكورد المسلمين المتشددين منذ مئات السنين، وقد ارتكبوا ضدنا حوادث مرعبة لا تحصى، وانطلقت من بعض تلك الحوادث فرمانات حصدت أرواح ألاف الأيزيدية وكادت تبيدهم عن بكرة أبيهم. ومنذ أيام خططوا لحوادث أخرى كادت تتحول إلى فرمان إبادة، لولا عناية الله وتدخل الكورد القوميين في الوقت المناسب. استيقظوا أيها الأخوة الكورد المتشددون، لقد عانينا بما فيه الكفاية، وقد طفح الكيل وأصبحت تصرفاتكم مؤذية وجارحة وخطرة جدا، وإن لم تغيروا أنفسكم من التشدد إلى الاعتدال فسوف لن يكون لنا أمل في التعايش معا، ومهما فعلتم بنا فلن نرحل من كوردستان، و بوجود كم المتشدد سوف لن تزدهر الحياة في كوردستان، وقد تتحول إلى قاعدة أو قنبلة موقوتة، فتنتحر هي الأخرى بمفخخاتكم، فتدمر وتتدمر. إلا أن شمس التفاؤل بدأ يبزغ مع ردة الفعل الأخيرة في كوردستان لفاجعة سنجار من القادة القوميين الإنسانيين، التي زرعت الأمل في نفوسنا وأصبحت بارقة خير للتعايش السلمي، تحت أجنحة القومية الإنسانية. نعم للكوردستان هذه المرة. أقولها بارتياح بعد أن فجرت نكبة سنجار الأخيرة مشاعر الكورد تجاه أشقائهم الأيزيديين. لقد بكوا على ضحايا سنجار وسارعوا للتبرع بالدم. فهذه هي المرة الأولى منذ الفتوحات الإسلامية على كوردستان، نجد فيها الكوردي يتبرع بدمه للأيزيدي. حقيقة ما شاهدناه عبر الفضائيات الكوردية وما أحسسنا به يعتبر انتفاضة كردستانية رائعة تجاه الأصل. فهو حدث فريد من نوعه يحصل للمرة الأولى في تاريخ العلاقات الكوردية-الأيزيدية. نحتاج لمثل هذه الانتفاضات في المستقبل لغرض مساعدتنا نحن معشر الأيزيدية على تجاوز الصفحات المظلمة من تاريخ الكورد ضدنا.
سنجار غزة كوردستانيشبه موقع سنجار موقع غزة الفلسطينية من حيث الموقع الجغرافي والسياسي. تحيط إسرائيل بغزة من ثلاثة جهات ومن الغرب يحيطها البر والبحر. تبسط إسرائيل سيطرتها على البحر أما مصر فتسيطر على البر وعلى معبر غزة الوحيد الذي يربط المدينة بالعالم الخارجي، بينما تسيطر إسرائيل على معابر غزة الداخلية والخارجية، وهي تبعد مئات الكيلومترات عن الأراضي الفلسطينية المعروفة بالضفة الغربية. تفصل إسرائيل ما بين غزة والضفة الغربية، لذا فإن السفر ونقل البضائع من وإلى غزة يمر عبر الأراضي الإسرائيلية، كما يحتاج إلى الحصول على الموافقة من الحكومة الإسرائيلية، وهي بدورها قد توافق أولا توافق. وهذا يعني بأن إسرائيل تتحكم بمصير غزة. والحالة ذاتها بالنسبة إلى سنجار فهي محاطة من الشمال بعرب الجحيش والشمر ومن الشرق فهي محاطة بالعرب والتركمان والخواتنة ويحيطها من الجنوب عرب الشمر والمتيوت والخواتنة ويحيطها من الغرب عشائر سوريا، كالشمر الجحيش والخواتنة. وجود هذه العشائر يعود إلى سياسة الدولة العثمانية التي اعتمدتها لفصل سنجا رعن كوردستان وتبنتها الحكومات العراقية المتعاقبة ورسخها النظام البائد تحت شعار تعريب المنطقة. من الناحية الإدارية تعتبر سنجار تابعة لمحافظة نينوى. في فترة الستينات طالب بها قائد الحركة الكوردية المرحوم ملا مصطفى البرزاني، والآن تعيد حكومة إقليم كوردستان المطالبة بها. هذا الأمر ما زال معلقا، إذ حرمت سنجار من اهتمام كلا الطرفين حكومة الموصل وحكومة إقليم كوردستان. ومنذ أمد طويل لم تصل قوافل المواد الغذائية ومشتقات النفط والأدوية إلى سنجار، سواءً من الموصل أو من إقليم كوردستان، وكلا الطرفين يتذرعان بحجة الإرهاب. هذه الذرائع مقبولة إلى حد ما. لأن الإرهاب يستطيع أن يتعشعش بين العشائر المحيطة بسنجار وهذا ممكن طالما يدينون بالإسلام ويكرهون الأمريكان. والسؤال يبقى هل تستمر سنجار بدون غذاء أو إغاثة إلى مالا نهاية ؟ من المعروف لا يوجد منفذ آمن بين كوردستان وسنجار، سوى الطرق التي تمر عبر قرى العشائر المذكورة، التي بإمكانها إعاقة القوافل حتى في الضر وف الطبيعية، وهؤلاء العشائر مستقرين في المنطقة منذ أمد طويل لا يمكن زحزحتهم منها. وحل هذه المعضلة لا يتم إلا بحفر نفق إلى سنجار من محافظة دهوك عبر ناحية العاصي وناحية زمار. وعند ذلك نستطيع القول بأن سنجار أصبحت جزء متصلا بكردستان. أسأل حكومة كوردستان متى تحسم هذا الموضوع، انضمام سنجار إلى كوردستان سياسيا واقتصاديا واجتماعيا ؟ لكي تحمي سنجار كما تحمي زاخو ودهوك وتقدم الدعم لأهل سنجار كما تقدمه إلى بقية مناطق كوردستان. أعرف بأن الموضوع ليس سهلا. وكحالة طارئة لتخفيف معانات سنجار وحمايتها، أقترح على حكومة إقليم كوردستان أن تساعد سنجار على الاكتفاء الذاتي وأن تقدم الأموال والسلاح والتدريب العسكري ليتمكنوا من الدفاع على أنفسهم . و حذاري من دعم حكومة إقليم كوردستان لبعض الأطراف السنجارية وإهمال البعض الآخر، الذي سيؤدي إلى تمزيق صفوف أبناء سنجار، فيتجاذبهم الذين يتصيدون في الماء العكر ضد الأيزيدية بصورة خاصة و الكورد بصورة عامة. سلك النظام البائد مثل هذا السلوك في السابق. عندما أغدق الأموال والسلاح على المختارين ورؤساء العشائر في سنجار ثم سلط هؤلاء على العامة فتعرضوا إلى الجوع والمهانة والعبودية. وعلى حد علمي فاقت قسوة البعض منهم على قسوة أزلام النظام السابق. وإن نسبة المجاعة في سنجار حاليا تتجاوز (90٪). لا أنكر بأن أهل سنجار ورثوا الجوع من النظام البائد، ولكن ليس بهذه النسبة العظيمة. تأمل السنجاريون أن يخف جوعهم بعد تغير النظام ولكن حصل العكس، تفاقمت أحوالهم المعيشية وزادوا جوعا، وبسبب أصحاب المصالح تحول الجوع إلى مجاعة. وكأن سنجار قطعة من أفريقيا الجائعة. وربما لا تستطيع حكومة إقليم كوردستان على مناصرة سنجار أكثر مما تفعله في الوقت الحاضر لنظرا للظروف السياسية والأمنية المضطربة. والسؤال الذي يطرح نفسه: هل حكومة إقليم كوردستان عاجزة فعلا عن دعم سنجار وتقويتها، أم أنها تماطل بحجة أن مستقبل سنجار لم يحسم بعد. ربما الحكم في مدينة الموصل يتجه نحو معاقبة سنجار مسبقا كي لا تحسم أمرها فتنتخب كوردستان. وعلى هذا المنوال تحترق سنجار بناريين: نار العرب ونار الكورد . الإرهابأعتدنا على سماع عبارة ( الإرهاب بلا دين) من الفضائيات والصحف العربية، بما معناه أن الإرهاب كافر، فهو وصف دقيق يرمز إلى الشرور بعينه، رغم ذلك يزدهر الإرهاب، إذ نراه اليوم يدمر كل من يعيش على أرض العراق. الإرهاب كافر بلا دين لا جدال في ذلك لكنه يرهب ويدمر باسم الإسلام، وهذا معروف. ولكن الإسلام دين المليار من الناس، أي أن الإرهاب يتناقض مع الإسلام كدين، وإذا كان الأمر كذلك فلماذا لا يقاوم من قبل المسلمين كافة وبكل الوسائل. يعلم الجميع بأن بن لادن هو مؤسس القاعدة، والكل يعلم أيضا بأن القاعدة تحارب أميركا بالإرهاب، لكن الضحايا هم من جميع الأديان ومع ذلك يلقبه البعض بشيخ الإسلام . إنه لشرف عظيم يناله بن لادن. لكني أتسأل: إذا كان هذا التشريف لغزارة علمه بفقه الإسلام أم لأنه يحارب الأميريكان؟ ومن أجل كشف الحقيقة كان على علماء الإسلام محاورة بن لادن قبل الآن

ليست هناك تعليقات: