الثلاثاء، 22 أبريل 2008

القاء الضوء على سلوك الايزيدية السايكلوجي

مدخل هذا البحث يمر عبر دراسة مقارنة بين سلوك الانسان وبين سلوك الحيوان، والهدف من ذلك هو لتقييم سلوك كل منهما من ناحية التوحش والشرور. وبالنسبة للحيوانات فقد اثبتت البحوث العلمية بانها تتكفل رعاية انفسها غريزيا وأن الغريزة هذه هي المسؤولة عن سلوكها وفق طبيعتها التي خلقها اللة من أجل ديموتها وحفظ نوعها، وهذا يعني أنها غير مسؤولة عن سلوكها سواءا تجاه الحيوانات أوتجاه الانسان وهي مسيّرة غريزيا نحو سلوكها ولاختيار ما يناسبها من الغذاء واساليب الدفاع والهجوم ولكل منها سلوكها واساليبها وقوتها وشراستها , وتتميزالحيوانات كافة بغريزة الأمومة وحسب ما نشاهده هي اقوى من غريزة الامومة والطفولة لدى الأنسان . وأن الحيوانات آكلة النباتات هي عادة وديعة مسالمة وذلك بحكم طبيعة غذائها النباتي الذي لايشّكل اعتداء علئ حياة الحيوانات الاخرى، بينما الحيوانات أكلة اللحلوم هي التي تعدي على بعضها البعض بحكم طبيعة غذائها, ولكي تعيش لابد لها أن تبحث عن حيوان اضعف منها لكي تقتله وتأكله، ولانه لايمكنها ان تاكله من دون قتله وهذه الحيوانات لاتملك مطاعم خاصة بها فتقدم لها انواع اللحوم ، ولاهي تملك النقود لشراء اللحوم, ولاهي قادرة علئ البيع والشراء, وحتى لوجددت مطاعم خاصة لهذه الحيوانات فمن اين تأ تي اللحوم؟فلابد ان تقتل بعض الحيوانات , لان لاتوجد حتى في ايامنا هذه معامل تصنيع اللحوم، أذن على هذه الحيوانات البحث عن اللحوم التي تناسبها وكلها تبحث وكلها معرضة ان تكون طعاما للاخرى . ومن البديهي فأن الاسود والنمور هي اقوى الحيوانات اكلة اللحوم وأشرسها ,وكما نشاهدها في افلام الحيوانات االطليقة في الطبيعة ,وهي تطارد قطيع من الغزلان ,ولكنهالاتقتل سوى غزالة واحدة تسدد بها رمقها .حتى لو كانت اكثر من واحدة وليس لنا ألا أن نقول من هو المسؤول عن قتل الحيوانات بعضها البعض لكي تعيش ؟ قل أنها حكمة الخالق . أما بالنسبة للانسان فقد جاء ذكره في البحوث العلمية أنه كان في البداية جزء من مملكة الحيوانات وهو ايضا له غرائز كغريزة الامومة والطفولة ويبقى الانسان متميزا عن الحيوانات بهامته المرفوعة و النطق والعقل الذي يمكنه من التأمل والتفكير والاختيار والتخطيط والمراوغة والهجوم والدفاع والمقاومة . ويمكنني القول بان الانسان مسّير غريزيا ومخّير عقليا .في البداية كان عقل الانسان بسيطا وهو في طور النمو والنضوج والتطور و رغم ذلك كان متفوقا باساليبه على الحيوانات وحتى الاقوى والاكبر منه . في البداية كان الانسان يعتمد غريزيا على نفسه كالحيوانات ,ومع مرور الزمن بدأت تنمو قدراته العقلية وبدأ يعتمد تدريجيا على عقله , وبات في أمكانه التحكم ببعض جوانب غرائزه وتوظيفها سلبا أو أيجابا وهذا يتوقف على قوة الرغبة وأهمية الهدف وقابلية الاستجابة ,وكان الانسان في البداية يتغذى النباتات وفي هذه المرحلة كان مسالما ,ووديعا وكان لايهاجم الحيوانات المفترسة الا دفاعا عن النفس ,ومع مرور الزمن بدأ الانسان يتعلم من الحيوانات اكلة اللحوم اكل اللحوم الى جانب النباتات وأصبح يميل الى القتل والاعتداء ويقتل الحيوانات لكي يأكلها أوللنجاة من شرها ,وعرف الانسان من الحيوانات أن لايقتل أبناء جنسه الا مضطرا ,ومع مرور الزمن تجاوز الانسان قتل الحيوانات الى قتل أبناء جنسه ليس من أجل أكلهم بل من أجل أ ن ينازعهم السلطان والمُلك ، وكان يقتل خصمه ويترك جثته للحيوانات الضارية وفيما بعد تعلم من الحيوانات كيف يدفن موتاه وقتلاه ,وبدأت نزعة القتل عنده تنمو وتكبر من دون رادع أو حدود ,خاصة بعد أمتلاكه الاسلحة الفتاكة ,وبات لايرضى بقتل شخص وأنما اعداد كبيرة بدافع القتل وسفك الدماء والسيطرة والهيمنة والانتقام , وبدأ الانسان يقود معارك فردية وجماعية وجيوش صغيرة وجيوش كبيرة ، ويدير حروب داخلية وخارجية دولية عالمية ,بينما ظلت حيوانات أكلة أللحوم علئ طبيعتها فهي تعيش على اللحوم لكي تبقى فتدافع عن نفسها لكي لاتقتل وتهاجم من يهاجمها وبعد زوال الخطر تعود الى وضعها الطبيعي .ذكرت بان للحيوانات غريزة الامومة والطفولة ملفتة للنظر لقوتها وما نشاهده بام اعيننا في احد افلام الحيوانات ,نشاهد في هذا الفيلم نمرا يهاجم قردا كبير الحجم ويبدأ بخنقه رغم مقاومته الشديدة ، الا أنه يستسلم الى مصيره المحتوم ,وفي هذه الاثناء لاحظ النمر شيئا يخرج من جسم القرد وهو ميت وكان هذا الشيء وليد القرد وأخذ ينظر الى النمربمجرد ملامسته الارض نظرة الطفل الى الام فأستجاب له النمر وفق غريزة الامومة والطفولة و أخذ يمسح بلسانه جسم الوليد من أفرازات الولادة ,وفي هذه الاثناء شاهد النمر ضبعا قادما نحوهما فخاف منه على الوليد و أخذه بين ذراعه بعيدا عن المنطقة وبدأ يداعبه ويعتني به ويسهر عليه ,وأستجاب له الوليد و بدأت تدور بينهما الحركات المعبرة ونظرات الحب والحنان لدرجة لايصدقها المشاهد . بينما الانسان قد يقتل اطفال أعداءه وقد يعرضهم للهلاك . بهذه النبذة المختصرة يتبين بأن الانسان هو المتوحش وهو الشرير بين المخلوقات جميعا ,ومع ظهور القبائل والرعي والزراعة والقرية والمجالس ودولة المدينة ودولة المدن وظهرت الاديان والشرائع والقوانين وظهرت الفتوحات والغزوات,وكمايظهر بأن شرور الانسان كانت الابرز طيلة مسيرته الحياتية لذلك لم تتطور المجتمعات البشرية في حقل القيم الروحية والانسانية رغم ادعائها بالتمدن وظلت المجتمعات البدائية اقل شرورا ومازالت بطيئة التطور وسكانها شبه عراة ولازالوا يعيشون في الطبيعة كما كانوا قبل الاف السنوات ، وكان يفترض ان تكون المجتمعات المتطورة علميا وثقافيا والتي تأكل اطيب الاطعمة وتلبس أفضل الملابس اكثر أنسانية من المجتمعات البدائية العراة ,وأذ قسنا جرائم هذه المجتمعات , مع جرائم المجتمعات المتمدنة سنجد الفارق كبيرا ,وهذا يدل على أن المجتمعات التي نسميها بدائية اكثر أنسانية من المجتمعات المتمدنة بل نقول بان المجتمعات القريبة من مجتمعات الحيوانات هي اكثر أنسانية ,وأن المجتمع الايزيدي يرث عنه أنسانيته وأخلاقيته وهو في جوهره مجتمع بدائي ولاسباب كثيرة . ويدل مظهره على أنه مجتمع متمدن ,ويأكل ويلبس مثلهم وظل بعيدا عنه لانه لم يواكب مسيرة التطور ,وهو لايزال ينمو ببطئ بسبب تقوقعه ومخاوفه من أبناء الشعوب التي تحيط به ولان تواصلت الاعتداءات عليه منذ الاف السنوات ,وأن المجتمع الايزيدي وجد نفسه خلال هذه المدة بين مطرقة المحتلين و سندانة الغزاة رغم تنوعهم وتفوقهم بالعدد والعدة .
وها التاريخ يعيد نفسه و نحن نعيش هذ ه الايام أجواء أيام الفتوحات الاولى , فعاد الارهاب ,وعاد قتل الابرياء بالجملة , فهذه المسيرة الدموية الطويلة خيبت أمال الايزيدية و سلبتهم أرادتهم واضعفت مقاومتهم ومزقت صفوفهم ، فباتوا عرضة للانحلال والذوبان، فأن الجميع يخشون قول الحق خوفا من أن يتهموا بالردة والتمرد فتتعالى اصوات الفتاوي من كل ناحية ويهب الجهاديون فيحصدون ارواح المئات من أبناء الايزيدية رجالا ونساء وشيوخا وأطفالا وتنهب الاموال وتسبى النساء وتحتل القرى وتحرق المنازل وتهدم المزارات فهذه التراكمات الدموية ملاْت قلوب الايزيدية قيحا والما فكتموا تذمرهم وأستيائهم ، فزادت ضغوط المظالم فوق مايتحمله البشر ومع ذالك صامدون لايستطيعون فعل شيء ,وحتى التنفس بات عسيرا لانعدام نسيم الحرية فأما الاختناق أو الانفجار ,فتظهر بين الحين والاخر ردود فعل الايزيدية اكثر الما واكثر حزنا وأخطر من الاستسلام للارهابيين , وأمام هذه المعادلة أصبحت الايزيدية أضعف خلق الله أمام المسلمين ,وأشجع خلق الله أمام أبناء جلدتهم ,ومع مرور الزمن وتواصل المظالم والارهاب وقساوة الحياة . نبتت في قلوب الايزيدية بذورالشك والقلق فأختل التوازن بين العقلانية وبين اللاعقلانية ,فنسمع بين حين وأخر بعض ابناء الايزيدية من الذين يجدون ضالتهم في أجواء الفوضى , و غياب القانون فيعبرون عن معاناتهم بطريقة غير مسؤولة فيرتكبوا حماقات مرفوضة وجرائم ومن دون أن ينتبهوا الى تأثيراتها البليغة على عموم الايزيدية ومن دون مراعاة الظرف والمناخ المناسب ولا يهمهم ضد من تكون الجريمة وفي أغلب الحالات ترتكب الجرائم ضد أبناء الايزيدية وكذالك ضد الاخرين وعادة تنعكس نتائج جرائمهم سلبا على عموم الايزيدية فيتحرك بعض المسلمون المتشدون لمعاقبة الايزيدية حتى لوكانت الجريمة ئيزيدية ئيزيدية. ومع الاسف الشديد تحدث مثل هذه الجرائم بين الحين والاخر هنا أوهناك والمرتكبين لا يراعون صدى جرائمهم التي تعرض الايزيدية للمخاطر والتي تشوه صورتهم امام المتعاطفين رغم قلتهم ، فيستغلها المسلمون المتشدون فيضعونهم في خانة عبادة {ابليس}وهذا هو الخطر بعينه فمن هذه البوابة أنطلقت الحملات الابادية ضد ابناء الايزيدية ,ولنا في هذا الميدان أمثلة كثيرة نختصرها كما وجدناها في المصادر التاريخية، وكما سمعناها من ابائنا وكما شاهدناها بأنفسنا , وما حدث في بلاد (الخالته) من الابادة الجماعية ضد سكانها الايزيدية أضافة الى الاستيلاء على عشرات القرى ونهب الاموال وسبي النساء من قبل الكورد الاسلام المتشدد بسبب ردود فعلهم ردا على ما فعله البعض من الايزيدية هناك بحق شخصين مسلمين , والاحداث بدأت بعد أن قام هؤلاء الاشخاص بزيارت {ميسكى زازا }يشحذون منه ما تجود به يده من المساعدة فأعطى هذاالزعيم الئيزيدي ليرة ذهب لكل منهما و {ميسك زازا }هو كبير الايزيدية في بلاد الخالتة فاراد البعض احراج موقف { ميسك زازا } فراحوا يقطعون الطريق على هؤلا ء الاشخاص وقتلوهم , فأستاء المسلمون من هذا العمل وراحت العشائر الكوردية المسلمة تقدم الشكوى لدى الباب العالي في أستنبول ضد الايزيدية في بلاد الخالتة ,وكانت النتيجة صدور قرار رسمي باعلان الجهاد ضد الايزيدية وقامت العشائر الكوردية بتنفيذ الامر ,وحدث ما حدث وقتل المئات من أبناء الخالتية وأستولى المسلمون على عشرات القرى وأستسلم المئات وهجر الاخرون الى هنا وهناك , ولازالت أغنية الحملة { داي دلان}ترن في أذهاننا وهي تذكرنا بأسماء أبطال المعارك من امثال.{ مجوي شيخا ,وهكاني بير وكلشي جلوي },وبعد هذه الحادثة نذكر حادثة أخرى ,وهذه المرة يقوم أمير الايزيدية علي بك بقتل كريفه {علي اغا }المزوري قبل أن يجف دم الكريفاني ( وكان هذا الامر محيرا للجميع ) ويقال ان ذلك جاء بضغوط هائلة من امارة العمادية . فراح أمير راوندوز يستغل هذه الحادثة النادرة في تاريخ الايزيدية فقاد بنفسه مرتزقة من ابناء العشائرالكوردية وهاجم الايزيدية العزل وقتل منهم في منطقة {البهدينان }اكثر من {95% }وخسرالايزيدية الاف الشهداء من الصغار والكبار وبعد أن تجمعوا في {كلي قيامتي وجبل داكا وتل كوينجوخ{نينوى}واستسلم الناجون من سكان القرى الممتدة من مناطق سوران الى سنجار ومن مدينة الموصل حتى زاخو واسلموا ولم يبقى من الايزيدية في بهدينان سوى بضعة قرى لايتجاوز عدد المنازل في كل منها اكثر خمسة .وبعد هذه الحادثة نذكر حوادث سنجار التي تعرض لها أبناء الايزيدية في سنجار تحت شعار تأديب قطاع الطرق .اقول بان عدد الحملات ا لحربية على جبل سنجار رغم تعدادهم القليل ونقص الغذاء والسلاح يلفت له ا لنظر ,فهو بلا شك يحتاج الى بحث خاص ,وما يهمني هنا قوله هو أن بعض الحملات فعلا جاءت ردا على تعرض بعض الايزيدية الى القوافل القادمة من استنبول والذاهبة الى مدينة الموصل وبالعكس ,وهذا كان امرا طبيعيا لان مثل هذا كان يحدث بين العشائر العربية في المنطقة ذاتها وبين عشائر الدليم ,وما اريد ذكره هنا والذي تجاهله المؤرخون هو أن الايزيدية في نظر الاسلام كفرة فدمهم مهدور سلفا ومسألة التنفيذ تبقى على الظروف وهي مرهونة بمزاج اصحاب القرار ,وعلى ابناء الايزيدية ان يعرفوا هذا جيدا وأوجب عليهم أن لا يغرهم مسند مزيف أو قطعة سلاح أو جبل اشم أو طيش شباب أو زلة لسان . فكان لي لقاء مع المعمرالعم أدو سيدو السنجاري وقد حدثني عن عدد من تلك الحملات ,وجاء في حديثه بأن البعض من شباب القرية الفلانية والعشيرة الفلانية كانوا يتعرضون الى قوافل الدولة من باب العوز والفروسية والشجاعة ,فكانت ردود فعل الدولة سواء في استنبول أو في الموصل أو في بغداد عنيفا فيرسلوا جيشا كبيرا للقضاء على الايزيدية اضافة الى مشاركة الفرهوديين من العشائر الاسلامية المحيطة بهم .وما اريد قوله هنا أن يكون للايزيدية مرجع حكيم في كل قرية ولكل عشيرة وأن تتبع هذه المرجعيات مرجع اخر يمثل عموم ا لمنطقة وأن تتبع هذهالرجعية وغيرها اللجنة العليا لشؤون الايزيدية .
وبعد هذه الحوادث أذكر حادثة أخرى وقعت احداثها في قرية جداّلة الواقعة في سنجار لفقير من آل جندو ,وفي أيام خديدة حمو شرو .غاب ذالك الفقير عن سنجار زمنا ومن ثم عاد الى جداّلة حيث تسكن أسرته فشكك به البعض وتهموه بانه دخل الاسلام ولا يصلح أن يعيش بينهم فيجب ان يعاقب لكي يكون عبرة للاخرين ,فطلب خديدة حمو من الناس أن يرجموا هذا الرجل بالحجارة حتى الموت ,فاستجاب الناس وقتلوا الرجل بالحجارة. أستغرب أشد الاستغراب من لجوء الايزيدية الى أستخدام عقوبة الرجم بالحجارة ضد المتهمين بالجرائم المخلة بالدين أوالزنا ,أؤكد بأن الدين الايزيدي براء من هذه العقوبة الوحشية وغيرها، لان الديانة الايزيدية أيمانية رحمانية رحيمة وليست أرهابية وأنها خالية من الشريعة ، وأن المجرم يحاكم من قبل العرف الاجتماعي أو يسلم الى السلطات لينال جزاؤه العادل ولا شأن للديانة الايزيدية بالمجرمين والخاطئين طالما يحاسبوا في الارض والسماء ,وكما يبدو فأن عقوبة الرجم تلائم نفسية البعض من الايزيدية , وباعتقادي كون ان البعض من ابناء الايزيدية يعيشون في ظل الاسلام بالعنف ويموتون على اياديهم بالعنف لذلك اقتبسوا منهم عقوبة الرجم العنيفة .وبعد هذه الحوادث نذكر حادثة اخرى وقعت احداثها على طريق الشيخان القوش وبالقرب من مجمع شيخكا التابع لناحية القوش ، اذ فجأة ظهر على هذا الطريق شابين من ابناء الايزيدية وهما يحملان السلاح ، وشاء القدر ان تظهر سيارة على الطريق العام ، وهي قادمة نحوهما ويقودها شخص عربي ينتمي الى عشيرة الحديدية ، وقد عاد لتوه من الآسر الايراني ويجلس والده الى جانبه ، ومن دون سبب او سابق معرفة او هدف( ربما للتسليب ) اطلق الشابان النار عليهما فقتلوا الابن الاسير وجرحوا الاب ، وغادر المجرمان سرح الجريمة ودخلوا مجمع شيخكا وكان الاب الجريح يراقبهم وادرك بانهما ئيزيديان ومن المنطقة ذاتها ، ولم يتأخر رد فعل اسرة الاسير القتيل طويلا ن وبدأوا بسلسلة اتصالات مع امير الايزيدية تحسين بك عن طريق شيخ العشيرة والوجهاء ، وكان مطلبهم ينحصر حول تسليمهم الجناة ، او الانتقام من الايزيدية . وكما يبدو بان الامير تحسين بك لم يستطع تلبية مطاليب العرب ، لان الشابين كانا منتسبين للبيشمه ركة الذين كانوا خارج سيطرة السلطة انذاك . وان المسؤولين الكورد اودعوا الشابين في احد سجونهم ، وقد كان بامكان المرحوم خيري بك شقيق الامير حل الموضوع لانه كان في صفوف البيشمه ركة انذاك . وظلت القضية معلقة هكذا ولكن العشيرة العربية لم ينتظروا الى ما لا نهاية ،و لانهم كانوا الاقوى فقد باشروا بسلسلة اغتيالات ضد ابناء الايزيدية داخل مدينة الموصل وعلى قارعة الطرق ، والذين كانوا يقتلون لم تكن لهم علاقة مع عوائل المجرمين لا من قريب ولا من بعيد ولا حتى سمعوا باسمائهم ، ومن سلسلة الجرائم التي ارتكبها العرب شعرتُ بان اسرة القتيل 4حملوا الايزيدية كافة وزر اجرام الشابين اللذان ارتكبا الجريمة .. وواصل العرب سلسلة الاجرام حتى اصبح عدد القتلى من الايزيدية ثلاثة عشر بريئا لا ذنب لهم سوى ان الله خلقهم ئيزيدية . . نعم لقد افرطت اسرة الاسير القتيل في الاجرام وطفح الكيل ورغم هذا لم يحرك الامير ولا الايزيدية ساكناً ، وكان ابناء الايزيدية ينتظرون على من يقع الاغتيال القادم . وهذا البرود والامبالات وعدم استجابة الايزيدية للثأر لقتلاهم جعلت اسرة الاسير القتيل يفقدون نشوة الثأر لعزيزهم وكأنهم لا يقتلون بشراً بل ذباباً . وما قيمة الذباب عندهم لو قتلوا ذباب العالم كله ، فانه لا يساوي عندهم ظفر من اظفار عزيزهم القتيل ! . والحالة هذه شبيهة بالحيوانات آكلة اللحوم التي لا يروق لها صيد حيوان وقتله من دون مقاومة عنيفة . والحيوان الذي يستسلم ولا يقاوم لا يتلذذ الحيوان الاخر بقتله ويتخبط ويتحير بامره ، وحتى يتماهل في اكله . وهذا ما حصل للايزيدية في المنطقة ، فعندما قتل العرب رجلا ئيزيديا توقع الايزيدية او ذوي القتيل ردود فعل سريعة ، فاما ان يثأروا لقتيلهم او يسرعوا الى المفاوضات ، ومع الاسف لا الامير ولا الايزيدية ولا ذوي القتلى حركوا ساكنا وكأن شيئا لم يحدث ! . وكما بدى لي بان اسرة الاسير القتيل ومن كان معهم ملّوا من قتل الايزيدية ولكن لم يمّل الامير ولا الايزيدية ولا ذوي القتلى من قتل ابنائهم ! ومن غير المعقول ان يلتزم الايزيدية جانب الجبن والانتظار الى ما لا نهاية وسلسلة قتل ابنائهم تتواصل ! . ونيابة عن الايزيدية قررت اسرة الاسير القتيل قتل امير الايزيدية لكي يرتاحوا ويرتاح معهم الايزيدية وتطوى فصول سفك دماء ابناء الايزيدية ، ولكن عناية الله انقذت الامير تحسين بك من الموت المحقق، وقتل سائقه . وهنا تغيّر موقف الايزيدية خاصة ئيزيدية بعشيقة وبحزاني الاقربون من مسرح الجريمة ، ولدى سماعهم خبر اعتداء العرب على الامير تحسين بك كانت ردود الفعل عندهم سريعة وقوية وخرجت جماهير غفيرة للثأر من العرب وهاجموا قرية الفاضلية من دون سفك دماء واشترك في المظاهرة الاستنكارية كل الاطياف السياسية ومنهم البعثيون . ولدى عودة الامير من بغداد وخروجه من المستشفى استقبلته الجماهير الايزيدية خارج مدينة الموصل وعند نقطة السيطرة على طريق الذي يربط بين الموصل والشيخان بلغ عدد سيارات موكب المستقبلين مئات السيارات وآلاف المستقبلين ، وكنت انا ( الكاتب ) اصّور المشاهد بالفيديو . وفي تلك اللحظات شعرتُ بان الايزيدية قوة لا يستهان بها لو اتحدوا كما يتحدون في هذه اللحظات . وان التفاف الجماهير القوي حول اميرهم تحسين بك جعلت الدولة تتفاوض مع الامير حول المصالحة بين العرب والامير تحسين والايزيدية . ووعدته بان تعيد قرى الايزيدية المصادرة الى اصحابها وفي المقابل طلبت الدولة منه ان يهدئ من غضب جماهير الايزيدية ، وفعلا باشر الامير تحسين بك بزيارة مناطق الشيخان وسنجار ، وكنتُ اغطي هذه الزيارات بواسطة كاميرا فيديو ، ولا زلت احتفظ بالافلام المصورة . وكان الامير يخطب بين الجماهير ويناشدهم التزام الهدوء وعدم القيام باي عمل ضد العرب او الدولة ، ومع الايام عاد الايزيدية الى حياتهم الطبيعية وعاد الامير الى وضعه كما كان واهملت الدولة جميع وعودها ، وخسرت اسرة الاسير عزيزهم وخسر الايزيدية قيمتهم ومعنوياتهم وخسر ذوي القتلى اعزاءهم وكاد الامير ان يخسر حياته ، لكنه خسر سائقه الشاب حسين شقيق زوجته وخسر سيارته الفاخرة وعوض بسيارة اخرى اقل جودة. وكل هذه الخسائر البشرية بحق الايزيدية واسرة الاسير العربي تسبب به الشابين الايزيديين اللذان تهورا واجرما بحق الناس وبحق ملتهم الايزيدية من دون وجه حق ومن دون سبب او مبرر او مكسب ، الاّ اذا كانا مدفوعان من جهة لا نعلم بها ّّ! ومع ذلك هما طليقان في مكان ما ولم تمسهم يد العدالة !! وفي القضية بها ما بها دون ان استطيع ان ابوح به ...!
وبعد ذكر هذه الحوادث ، نذكر حادثة اخرى وهي ايضا عنيفة وبربرية وقعت احداثها في احدى القرى الايزيدية حيث في احدى القرى الايزيدية حيث كانت فتاة ئزيدية تعيش بين احضان اسرتها في احدى البلدات العراقية ، وشاء القدر ان تبقى هذه الفتاة اكثر من يوم في منزل احد الجيران من المسلمين مع صديقتها ، وكان ما كان وقيل ما قيل ، وما يهمني قوله في مثل هذه الحالة ان العديد من ابناء الايزيدية لا يعرفون لغة الخير بل يكرهونها بل يجيدون لغة الشر ولا يحبون براءة المتهمين بل يفضلون موتهم ( حالهم حال الكثير من ابناء المجتمعات التي من حولهم والتي تأثروا بها سلبا او ايجابا ) منهم "فنانون" مختصون في صياغة التهم والاشاعات وهم ابواق الدعاية والتهم الباطلة في كل مكان ، وهؤلاء هم سبب قتل هذه الفتاة الصغيرة المسكينة على ايدي مجموعة من الشباب وفي قعر دارها . وبعد هذه الحواث نذكر حادثة اخرى وقعت احداثها في الشيخان عندما التحقت فتاة ئيزيدية قبيحة الوجه مع شاب مسلم بعد ان يئست من الزواج من شاب ئيزيدي ، وفي نفس الوقت لا مانع عند المسلم ان يتزوج ئيزيدية قبيحة عجوزة لان ثوابه سيكون عظيماً ! فهكذا حادثة من وجهة نظر القانون المدني لا تشكلّ جريمة ، ومن وجهة نظر الايزيدية الاجتماعية ، هي مشكلة دينية واخلاقية وشرفية ، وعار كبير على اسرة الفتاة الهاربة . والمصيبة الكبرى تكمن في اخلاقية المجتمع ( العشائري ) الايزيدي والذي هو ككل مجتمع عشائري يتمسك بقيم بالية و الذي لا يرحم اسرة الفتاة المخطئة ، ولا حتى اقاربهم . وهناك من يغتنم الفرص لان يعيرّوا الاسرة والاقارب بل واهانتهم وهذا التصرف السيئ جدا يدفع مثل هذه الاسر المنكوبة على القتل والعنف ضد فلذات اكبادهم ، مع ذلك تبقى الحادثة من وجهة نظر المسلمين مكسب كبير وفوز عظيم على "الكفار" ! . والحادثة من وجهة نظر الفتاة المخطئة فهي هنا لا يهمها امر اهلها سوى الهرب منهم والعيش بامان مع رجل احلامها الذي فضلته على ابيها وامها واخوتها واقاربها . لقتد عايشت اجواء تلك الحادثة ، ولا يمكنني نسيانها ، وقد رأيت الحزن والاحباط والغضب والاحتقان في وجوه الايزيدية الذين سارعوا الى منزل الامير تحسين بك ، وكانوا ينظرون ال تكاتف المسلمين العرب والكورد وحتى بعض قيادات الكورد والحكومة الصدامية من اجل حماية الرجل المسلم المعتدي والفتاة الايزيدية التي التحقت به وليس هذا فحسب وانما يهددون الايزيدية بالابادة ان لم يتوقفوا عن الاحتجاج ولا يقبلوا بالامر الواقع !، وفي هذه الحالة يفترض ان يكون الايزيدية طرف معتدى عليه ، وهذا بحد ذاته لايكفي بنظر الاسلام لايقاف تهديداتهم ضدهم.ولم يدم الوضع على حاله كثيرا ، ففي اجواء الاحتقان والغضب والانفعال راح عم الفتاة الهاربة يهاجم منزل المسلم المعتدي وحسب تصوراته انه رجل قوي باعتباره رجل الشرطة الصدامية ونسي نفسه بانه ئيزيدي لا قيمة له عند الاسلام حتى لو كان رفيق صدام . وفي لحظة الانفعال هاجم شقيقة المسلم المعتدي وحملها بين ذراعيه وسار بها ظنا منه انه يستطيع حجزها في منزله لاجبار الطرف المعتدي على تسليم ابنتهم، واثناء الطريق استيقظ العم من حلمه وادرك انه لا يستطيع حجز فتاة مسلمة في منزله ، وتدارك الامر وذهب بها واودعها امانة عند الامير تحسين بك الذي كان محاطا بجماهير غفيرة من ابناء الايزيدية ، واضطر الامير في هذه الحالة ان يحتفظ بالوديعة او بالاحرى "القنبلة" الموقوتة حتى يجد لها الحل ! ولكن سوء تصرف عم الفتاة الهاربة بحسب قانون حكم القوي على الضعيف قلب الموازين رأسا على عقب واصبح الايزيدية في هذه الحالة معتدين ، والاسلام معتدى عليه ، وثارت ثائرتهم وراحوا يتهمون الامير تحسين بحجز الفتاة المسلمة فاتحد المسلمون الكورد والعرب رغم ما كان بينهم من ثارات وحروب ودماء غزيرة وتعالت اصواتهم بمعاقبة الايزيدية ومهاجمتهم لابادتهم عن بكرة ابيهم ، واصبح الاسلام اصحاب حق والايزيدية على باطل !. وشرارة واحدة كانت كافية لاندلاع معركة ضد الايزيدية ويمحوا اثارهم من المنطقة !!. ولكن عناية الله سخرت الرجل الطيب الاخ الكبير سالم ملا علو ، فاستطاع هذا الرجل بمفرده ان يطفئ فتيل الفتنة ، بل اوقف مشروع سفك دماء مئات الايزيدية . وهكذا وباختصار جداً تنتهي فصول هذه الحادثة بعد ان خسر الايزيدية قضيتهم وانتصرت القوة والاكثرية ( الاسلام ) بفضل سوء تصرف عم الفتاة الهاربة . وظل التوتر يخيم على اجواء العلاقات بين الايزيدية والاسلام في عموم الشيخان . ولكن القدر كان يخبأ فاجعة اخرى راحت ضحيتها فتاة ذات جمال واخلاق حميدة بسبب الدور السيئ لحملة الاشاعات والدعايات الكاذبة الذين الصقوا تهما باطلة بالكثير من الفتيات البريئات ، وادت العجلة وعدم التمعن في مقاصد الاشاعة اجبر احد الكبار احد المواطنين لقتل ابنته على الفور بحجة ان الاشاعة قد نالت من سمعتهم ومن دون قتل الفتاة لا تستعيد العائلة هيبتها بين الناس !!. ومهما كانت الخطة تطوع عم الفتاة بقتلها في دارها و بغياب الام والاب ! وبعد الفاجعة اجبرت الام زوجها على عرض ابنتها المجنى عليها على طبيب عدلي ، وكانت النتيجة كما توقعها الخيرون بانها باكرة واستطيع القول بان الايزيدية في الشيخان كافة ومن ضمنهم اصحاب الاشاعة بكوا لها وحزنوا عليها ولا اظن بان ذكرى الحادثة الاليمة ستمحوا من ذاكرتهم .. اسأل واقول : لماذا كل هذا العنف بحق فلذات الاكباد الذين امرنا الله ان نفديهم بارواحنا ؟ لا ان نسلبهم ارواحهم ، فيقوا يا ناس تذكروا الله ، تشجعوا على قولالحق ، اختاروا الصح ، تجنبوا الجرائم مهما كانت مبرراتها ، انتم اليوم اضعف الناس امام المسلمين واقوياء امام ابناء جلدتكم ، كونوا اضعاف امام ابناء جلدتكم وكونوا شجعان امام المسلمين ، هكذا تنجحون ... وبعد هذه الحوادث نذكر حادثة اخرى ، وهذه المرة هي حادثة الشيخان الثانية ، فقد وقعت احداثها بعد ان حمل شابان من ابناء الايزيدية امرأة مسلمة في سيارتهم وهم يعرفونها حق المعرفة ، واخذوها الى هنا او هناك ، لا يهم لو لم تكن المرأة معهم لوحدها ، ومهما كانت نواياهم ، وكان عليهم ان يكونوا اكثر حرصا على سمعتهم وهم يعلمون حق العلم بان وجودها معهم ولوحدها بالنسبة للاسلام في المنطقة تعتبر في غاية الحساسية وحتى بالنسبة للايزيدية للحق اقول موقفهم مدان ، وهم يعلمون بان ملامسة رجل ئيزيدي لمرأة مسلمة حرام ، ثم ان الايزيدية هم كذلك لا يقبلون ان يحمل رجل مسلم امراة ئيزيدية في سيارته لوحدها مهما كان هذا الشخص . وعلى ابناء الايزيدية ان يعرفوا جيدا وزنهم وقيمتهم عند الاسلام المحيطين بهم . ويجب ان لا يغيب عن بالهم نظرة الاسلام لهم وهي نظرة المؤمن الى الكافر ، هذا هو الواقع ، لانهم الاقوى وما داموا الاقوى فهم يمارسون القانون على مزاجهم وفق مصالحهم تطبيقا للمثل القائل حكم القوي على الضعيف . ومن منظور تجربتي كانت نية الاسلام مبيتة مسبقا وكانوا يتربصون الفرص للنيل من الايزيدية وها قد جاءتهم الفرصة ولتضخيم الحادث واستثماره راحوا يضغطون على اسرة المرأة المسلمة لقتلها ، فتحقق نجاح الممخطط ويتم الاتفاف على تدخل حكومة اقليم كوردستان وقادجة الحزبين السيد البارزاني والسيد الطالباني والشرفاء في كوردستان ، فتجمهر غربان الشر من ابناء الاسلام وتعالت اصواتهم في جميع اطراف الشيخان يدعون الاسلام في كل مكان الى الجهاد ضد الايزيدية ! وحملوا السلاح وتجولوا في الشوارع والازقة للترهيب والتخويف واعتدى البعض منهم على مقدسات الايزيدية وحرقوا المؤسسات الدينية التي انشأتها حكومةا اقليم كوردستان والاحزاب الرئيسية ، وراح الايزيدية يختبأون في الجحور المظلمة في انتظار اقتحام الاسلام لمنازلهم وقتلهم كالحيوانات .. وان المسلمين في( مجمعي كلكجي وجرة ) هم دائما جاهزين وعلى رأس المعتدين وهم دائما على استعداد لتكرار ما فعله اجدادهم مرتزقة كور باشا ضد الايزيدية . وحاول الاسلام ابادة الايزيدية في الشيخان في وضح النهار وامام انظار بعض المسؤولين المحليين !! ومع ذلك كان هناك العديد من الكورد المسلمين الذين ابدوا استعداهم للتعاون مع الايزيدية للوقوف ضد الاسلاميين المعتدين ، وذهب البعض من الكورد الى الامير تحسين بك يعرضون عليه التطوع للدفاع عن الايزيدية ، ولولا التدخل الشخصي للسادة مسعود البارزاني وجلال الطالباني و نيجيرفان البارزاني والخيرين من الحزبين ولولا استنكار ابناء الايزيدية في المهجر ، ورغم تصرفات بعض الايزيدية وراء الستار والانترنيت اللامسؤولة ، لما بقي في المنطقة ئزيديا واحدا. واعترف القاصي والداني بان المسلمين الموجودين في منطقة الشيخان هم المعتدين وان الايزيدية هم المعتدى عليهم .. وحاول بعض الكورد المسلمين ويعض الايزيدية استثمار تداعيات الحادث في مصلحة الايزيدية ، وفي الوقت الذي كانت المحاولة في بدايتها ، وعند هذا التوقيت يظهر شخص ئيزيدي من قرية بوزان وهو( يبورز) عضلاته النحيفة بعد ان اوشكت المشكلة على الانتهاء فاسرع الى علم كوردستان لينزله عن ساريته وان كان رد فعل في غير محله ومن دون فائدة فاضاع تعب مسيرات الالاف من الايزيدية في شوارع المانيا واوربا واضاع جهود الخيرين من كلا الطرفين المسلمين والايزيدية . ورغم المبالغة وتشويه الحقائق واستغلال االحادث في مصلحة الاسلام ، اقول كان ممكنا ان لا تكون هناك حادثة او مشكلة لو طبق القانون العادل بحق الشابين الايزيديين وبحق الذين قتلوا المرأة المسلمة او تظاهروا بقتلها . ولكن المجتمع الاسلامي في بعض القضايا لا يرضى بتطبيق القانون خاصة مثل هذه الحالات فقانونهم الفوضوي الجهادي موجود ومن يستطيع معارضته ؟؟ وللحق اقول حتى المجتمع الايزيدي يرفض القانون في قضايا الزنا والشرف ، ولنا امثلة عديدة على ذلك منها ما شاهدناه ومنها ما سمعناه. ولا اجد فرقا بين الكورد المسلمين والايزيدية ، فكلاهم معدن واحد والفرق بينهم هو ان الاسلام طرف قوي والايزيدية طرف ضعيف ، والقوي يفرض قانونه على الضعيف حسب مزاجه ومصالحه
وبعد هذه الحوادث نأتي على ذكرحادثة الساعة . وهذه المرة قامت احداثها في قرية بحزاني التي يسكنها نسبة كبيرة من المثقفين والمتعلمين من الايزيدية ومع ذلك وقعت بينهم حادثة اجرامية مروعة وحسب معلوماتي تنتمي المجنى عليها الى عائلة ال حمكو ولهذه الاسرة ذوي وابناء كثيرة وحسب رأي لا يمكن لمثل هذه الاسرة مهما كان حجمها ان توازن الامور في مثل ظروف هذه الحادثة المخلة بالدين والشرف قبل ارتكاب الجريمة بحق فلذة كبدهم . لان المجتمع العشائري الايزيدي قاس بشكل لا يرحم حاله حال اي مجتمع عشائري ، فلسانه مرٌ علقم فهو المسؤول عن قتل فلذات الاكباد في الماضي والحاضر والمستقبل،والويل لمن لا يقتل فلذة كبده في مثل هذه الحالة ! فألسنة المجتمع سامة تستطيع أن تشوه سمعة الاسرة والاقارب. بالتهم والاشاعات .أذا لم يضحوا بفلذة كبدهم . وحتى لو بقيت صراخاتها وتوسلاتها وآلامها تعشعش في قلوبهم وحتى لو ظلت صورتها وهي تسبح في دمائها التي تنزف من جروحها ماثلة في مخيلتهم كل العمر .وحتى لو بقي تأنيب الضمير يقلق مضاجعهم ، وحتى لو لم يفارقهم الحزن والاسى العمر كله !وأنا لا اجد نهاية لمثل هذه الفصول الدموية طالما يبقى بعضا من الشارع الايزيدي متعطشا لدماءفلذات الاكباد . اقول ، لقد افرط آل حمكو في قتل فلذة كبدهم وكأنهم ارادوا بفعلهم الاجرامي وفق مافعلوه ان يقدموا رسالة انذار لفلذات الاكباد اللواتي تحاولن ان تتجاوز حدود الدين والشرف ، ولكن خابت ظنونهم ، فقد جاءت رسالتهم في زمن وظرف غير مناسبين . وبناء عليه قدم آل حمكو للاسلام المتشدد مبررا لقتل الايزيدية ،على طبق من ذهب . لم يكن يحلموا به ، وعلى الفور أعلن المسلمون المتشددون في الموصل الجهاد ضد ابناء الايزيدية ردا على قتل آل حمكو ا بنتهم بحجة انها قد "اسلمت" بمجرد سماعهم التحاقها مع شاب مسلم ، انه حكم القوي على الضعيف والويل وكل الويل للايزيدية " الكفرة " الذين تجرأوا على قتل فتاة ئيزيدية عشقت مسلما ، وكان رد فعل المسلمين المتشددين في الموصل سريعا جدا فقتلوا( 24) عامل ئيزيدي يعملون في معمل نسيج الموصل دفعة واحدة ثم اثنان آخران من الشيخان ، والحبل على الجرار ، فشعر آل حمكو بعد مقتل هؤلاء الايزيدية بكثير من الاحراج مخافة ان يحملهّم ذوي المغدورين وزر قتل ابنائهم ، وتوارى منهم من توارى عن الانظار وتكاد صحوة الضمير والندم تخنقهم . وتحرك الامير تحسين بك و حوله الاخيار من الايزيدية والاصدقاء من الكورد للبحث عن منفذ لدرء خطر المسلمين المتشددين عن الايزيدية ، ونجدهم يجوبون اروقة دوائر حكومة اقليم كوردستان يناشدونها على التحرك والتوسط لدى المسلمين المعتدلين في كوردستان و الموصل بغية ايقاف سفك دماء الايزيدية على أيدي المسلمين المتشددين ، وراح الجميع يقدمون الدليل تلو الدليل على ان المجنى عليها لم تدخل في دين الاسلام وراحوا يقنعون والد المجنى عليها ان يشهد امام احدى الفضائيات بان ابنته لم تدخل دين الاسلام ، وان الحادثة لا علاقة لها بالاسلام لا من قريب ولا من بعيد . انه الاستسلام والخضوع لقتلة أبناء الايزيدية ، غايته الخروج من النفقالمظلم الذي سببه الحادث ، لعله ينفع في ايقاف هدر المزيد من دماء ابناءالايزيدية ولكن تحليلي لهذا الموقف الذي لا سابقة له في تاريخ الايزيدية ، حيث لم يصادف ان ذهب الايزيدية في مثل هذه الحادثة الى تقديم التنازلات للاسلام لكي يعفوا عنهم ، لان لا شان لهم للتدخل في شؤونهم وشؤون ابنائهم ، وكما يبدو بان التنازل للا سلام في هذه القضية وفق صيغته وتداعياته يكشف لي انه لو ثبت اسلام المجنى عليها بالبرهان القاطع على ضوء الظروف الراهنة لما استطاع الايزيدية قتل المجنى عليها ، والا فأن الاسلام سوف لن يتوقفواعن معاقبتهم ولا يقبل منهم عذر او وساطة ولا خيار لهم الا الموت او الاستسلام ! فيحل لهم سفك دماءهم ونهب اموالهم وسبي نساءهم ، وكما يبدو لي بان هذه الجريمة مع تداعياتها قد فتحت الابواب على مصراعيها امام تجاوزات البنات للالتحاق مع شباب الاسلام لان الاباء لن يستطيعوا ان يقتلوهن على ضوء هذه الظروف .فأذا أرادت فتاة ئيزيدية الهروب مع شاب مسلم فما عليها سوى أن تتحجب وتسير في الطرقات وتنادي بأعتناقها الاسلام فتنجوا من عقاب الاهل ولا يجرأ أحد على قتلها هذا هو حكم القرقوش ولا يوجد بديل أخر لانقاذ ما يمكن أنقاذه من ابناء الايزيدية من سيف الجهادين .وكالعادة لانجد أي ردود فعل لدى الايزيدية للتوحد .وكان يفترض أن يملاء الايزيدية الدنيا أحتجاجاً ,ولكن من يصغي أليهم بعد أن ملاء الاسلام الكورد قبل غيرهم شاشة الارنترنيتات الاوربية بصور أحداث الجريمة وأصبح المتعاطفون قبل الاخرين يدينون الايزيدية على الطريقة الوحشية التي عاملوا بها المجنى عليها .أنا لا اريد أن أُكرر ما ذكره الاخرون ولا أن أضيف أليه المزيد ومهما كانت التفاصيل , ,فأن المجنى عليها كانت متأثرة كغيرها بأجواء الستلايتات وظنت أنها لامشكلة أن تسهر مع من تحب وأن تستمتع باحاديث الحب العذري و شاء القدر أن يكون الشخص هذا مخلوقا في أسرة مسلمة فائقة الطيب فخاف الاب المسلم على سمعة الفتاة الايزيدية من سوء تصرف الابن وقدم شكوى لدى مركزالشرطة في المنطقة .أوقفت الشرطة الا بن وسلمت المجنى عليها الى الرجل الدين الايزيدي القوال سليمان سفو لكي يتصرف بالحكمة بعد التهدئة ,ومما يؤسف له أن يتمكن شخص واحد من أثارة العشرات من الشباب المراهقين دينيا وشرفيا فيهاجموا المجنى عليها كما تهاجم الوحوش الضارية فريستها ,ومرة أخرة أقول مع الاسف على سكوت سكان بحزاني من الخيريين و عدم تدخلهم للوقوف بوجه طابور الشباب الطائش ,وكان في أمكانهم مد يد العون للقوال سليمان لكي يضمن سلامة المجنى عليها ريثما يجد لها حل عند ال حمكو ,أن القوال سفو هو من وجهاء بحزاني بل من وجهاءالايزيدية المعروفين ومن قيم الايزيدية التي كان يفتخر بها أبائنا هي حماية الدخيل ومهما كانت جنسيته ومهما كانت النتائج ,فمن أجل دخيلة مسلمة هي سرمي خاتون خسر ألامير الايزيدي زينل بك {جاف بخال}سبعة أبناء ,وخسر شيخ ميرزا {الاقونسي}حياته ومركزه الديني والدنوي والعديد من أبناء عشيرته لانه ثأر من أجل دخيلته المسلمة فقتل كريفه الدم قاتل زوج الدخيلة ودم الكريفاني لم يجف لان منزلة الدخيل اكب رمن منزلة الكريف ومن أي منزلة أخرى ,فليس غريبا على الجيل الطائش أن يهاجموا الدخيلة ويقتلوها بالحقد والبشاعة,وراح البعض منهم يصوروا الجريمة من باب الرجولة والافتخار وبيعها للاسلام المتشدد الذين بدورهم نشروا صور الجريمة عبر شاشة الانترنيت للنيل من سمعة الايزيدية عامة . أقول لو كان في بحزاني جمهور مؤمن بالقيم الدينية والانسانية لما أستطاعت مجموعة من الشباب الطائش فعل ما فعلوه أمام أنظارحشد من الناس .مثل هذه الجريمة لم تحصل في تاريخ الايزيدية أنه أخر زمن يا ناس .ماذا أقول لهؤلاء الشباب الطائشين الذين يدعون بالتحضر والتمدن بعد أن وقع الفأس بالرأس,والاسى يقتلني .لقد رحل الرجال الشرفاء وأُخذوا معهم القيم والفضائل والشهامة والشجاعة وتركوا لنا جمع من الجبناء الخبثاء أعوان الشر وأهل السوء وما من صفة ممقوت في العالم الا وهي موجودة فيهم .أقول ياستار من غضب الله ولكن ما فائدة الكلام بعد أن فات الاوان,ولم ينفع النصح والارشادات لا مني ولا من غيري.بمرارة اقول نحن دائما نكررالاخطاء ذاتها ونرتكب الجرائم على مزاجنا ولا نعي عواقبها وأن الضحايا ستكون من الايزيدية الابرياء ,ومن ثم نندم وقد يقتلنا الندم ,ولكن لاينفع الندم فلنذهب الى الجحيم طالما لانفيق ولا نستيقظ ولا نستطيع أصلاح أنفسنا ولا نحسن سلوكنا بل اتركونا للاسلام المتشدد فهم يعرفون كيف يعالجون امرنا ,دعونا نذوب هنا أو هناك بعيدا عن الوطن ,دعونا نترك لالش أسيرة عند الاسلام .دعونا نموت بلا دين بلا وطن وبلا قيم .تبا لنا يوم ولدنا ويوم خلقنا .وها نحن قادمون على فصل أخر حديث الولادة ,وكما يبدو لي بأن الشباب والشابات الايزيدية سيزيدوا من تجاوزاتهم قريبا على العادات والتقاليد والقيم الدينية والاخلاقية ,وسوف نجد ردود الفعل لدى المجتمع الايزيدي بين العنيف والمتوسط وبين اللامبالات ,وستزداد التجاوزات باتجاه الاديان كالاسلام والمسيحية وكذالك تجاه النظام الطبقي الروحاني .أعذروني فأنا لا أريد أن أخيب الامال وما أقصده من مقالتي هذه أن تكون بمثابة صفعة على وجه المغمى عليه لعله يفيق من غيبوبته ,وما ذكرته هو القليل من الاحداث والحقائق المؤسفة والاليمة لعلنا نصحوا و نراجع ذاتنا ونعيد تقييم سلوكنا مجددا , ومع هذه السلبيات لاننسا الجانب المضيُ من تاريخنا أبان الغزوات والفتوحات .أذن لماذا نعيب أ نفسنا وكل الشعوب تعاني ما نعانيه إإإ...ولاننا اُقلية الاقليات ونحن بين فكي التمساح فأي خطاُ من عندنا سيطبق فكيه علينا ويبتلعنا .ثم لا ننسى أننا نعيش تحت ظل قانون حكم القوي على على الضعيف ,ومن هذا المنطلق اخذ الساسة في الموصل وكوردستان أستثمار قتل الايزيدية فلذة كبدهم بدافع غسل العار للاغراض السياسية وكذلك استثمرها المسلمون المتشددون لمعاقبة الايزيدية ,وقد لانجد نهاية قريبة لهذا الفصل الدموي الا بعد خلاص العراقين عموما من حمامات الدماء.

ليست هناك تعليقات: