الثلاثاء، 22 أبريل 2008

تاريخ ظهور مهر الزواج عند الايزيدية

حسب معلوماتي التي استسقيتها من المصادر التاريخية القديمة لم يكن مهر ولازواج بالمعنى المعروف بعهد الامومة اي عندما كانت السيادة للمراة وهو تاريخ طويل امتد الى بداية اكتشاف الزراعة الذي حدتته المصادر التاريخية في حدود اثني عشر الف سنه (ق. م ) فكانت المراة حينئذ تقضي حاجتها الجنسية حسب رغبتها ومزاجهامن اي رجل يصادفها او يرافقها وان الاولاد في تلك الفترة كانوا بنسبون الى امهاتم اللواتي تقمن على تربيتهم وهم لا يفارقوها حتى بلوغهم مراحلهم الشبابية ولم يكن الاباء معروفون بالنسبة لهم ولابالنسبة لامهاتهم ولازلنا نسمع العرب ينسبون بعضهم البعض الى بطون امهات ولايذكروا الاباء لانهم يجهلونهم ولازال عقد الزواج عن الايزيدية الذي تم تدوينه من قبلالشيخ حسن العدوي يعتمد على الانتساب من الام بدل الابفياتي ذكر العريس تحت عنوان فلان ابن فلانة تحت فلانة بنت فلانة وسبق لنا اننا عرضنا نموذج لهذا العقد الذي كان يعمل به حتى منتصف القرن العشرين عبر موقع انا حرة .في فترة السيادة النسائية كان عدد الرجال يتفوق كثيرا عن عدد النساء لان المراة كانت تتعرض الى امراض وولادات فكانت نسبة الوفيات عندهن عالية اكثر بكثير من نسبة الوفيات عند الرجال نظرا لقوة اجسامهم وقوة تحملهم وان الحروب لم تبدع بعد وهكذا نجد بان الطبيعة قد منحت المراة الواحدة عددا من الرجال وهذا هو سبب معرفة اباء الاولاد وعندما بدات الزراعة تتطور اصبح الحاجة تدعو على الاعتماد على سواعد الرجال معنى ذلك بدا الرجل يلعب ادوارا حياتية رئيسية واصبح المعتمدون الاولون فتراجعت اهمية المراة وانتقلت السيادة الى الرجل ولم يكن في البداية الزواج منظم شرعيا وانما كان الرجل يستوحذ على اكثر من امراة سواء بالقوة او شراءها فعندما ظهرت المدن والمعابد ودول المدينة ظهرت في تلك الفترة زواجات شبه رسمية مقابل مهور على شكل حقول زراعية او ماشية وحلي نفيسة وفي تلك الفترة ظهرت حروب بين حكام المدن نتيجة للجشع والرغبة لانضمام المزيد من الاراضي والمدن تحت سلطانهم ومن جراء الحروب اخذ يتناقص عدد الرجال بالنسبة لعدد النساء فزادت اعداد النساء اللواتي بقين من غير زواج خاصة بعد ان اظهر الكهانة قرارت دينية لاتسمح للرجل بالزواج من اكثر من امراة واحدة عملا بنظام الالهة وحسب الاساطير السومرية كان الاله يتزوج بالاها واحدة وسمحت المعابد بان يعاشر الرجل لجارياته اللواتي هن بماثابة عبيدات وحسب قانون خاص وهذا ماشجع على ابتكار الزواج المقدس وهي طقوس تستطيع المراة الغير متزوجة ان تستمتع بالجنس من دون خجل ومن دون ان تعاب وبدات تظهر الحاجة الى عقود زواج وفق قانون المعابدالتي يحددها العرف الاجتماعي وقد اقترنت العقود على تحديد الامهار وهي عبارة عن قطع اراضي سكنية او زراعية او... يقدمها والد العروسة لابنته وتعتبر تلك الهدية بمثابة حقها الشرعي من ميراثه وكان الزواج يقدم للعوسة ايضا هدية ثمينة غير قابلة للرجوع وعلى هذا النحو كان المهر عند المجتمع الايزيدي حتى فترة ظهور العملة المعدنية ومع مرور الزمن بدا المهر يتعرض عند الايزيدية الى تغييرات كبيرة يهبط ومرة يرتفع بسبب الفقر وانعدام الامن والتقوع هنا وهناك من جراء حروب الابادة التي كانوا يتعرضون لها فكان المهر يقتصر على بستان اوحقل زراعي او ..... او عن طريق المقايضة فتاة بفتاة اي ( كصة بكصة ) والفقراء المعدومين كانوا يضطرون الى خطف فتياة احلامهم وكان على اهل الفتاة الانتظار على استلام المهر حتى تولد ابنتهم ابنة فتكون هي البديلة عن امها او ان تكون تلك الابنة لهم وبالتالي يكون مهرهها من نصيبهم وفي عهد الدولة العثمانية كان مهر بكذا مجيدي وفي سنجار بكذا كيس وكل كيس يساوي مجيدي واحد وفي عهد الدولة العراقية اصبح المهر عند المراة الايزيدية العراقية بضعة دنانير واخذ هذا العددي رتفع لكي يصل في فترة الاربعينات من القرن الماضي الى مائة دينار وارتفع في الخمسينيات من ذاك القرن الى مائة وخمسون دينار وارتفع المهر في الستينات من ذاك القرن الى ثلاثمئة دينار وفي فترة السبعينات ظهرت طبقة بين الايزيدية ( طبقة البويات ) الذين يعملون في البارت وفي تجارة المشروبات ذات الربح السريع فعلى اياديهم ارتفع المهر الاف الدنانير وبعد الانتفاضة ضد النظام ايفي التسعينات ظهرت طبقة المهربين ( بالنفط ومشتقاته والمواد الغذائية من خارج وداخل العراق ) وعلى ايدي هؤلاء ارتفع المهر اكثر من ذي قبل فتدخل الخيرون لدى الامير فتم تحديد المهر ب 25 غرام ذهب ثم ظهرت طبقة المهاجرين الى اوربا وهؤلاء كسروا قرار الامير والمجتمع الايزيدي واصبح المهر بالملايين والمهر في المانيا وصل لدى بعض الايزيدية من تركيا وسوريا الى سبعين الف يورو ولازالوا لايصغون الى منطق العقل والانصاف وباتت لاتنفع معهم رجاء الخيرين واليوم نسمع بان الامير يحركه البعض من اجل تحديد المهر الى خمسين غرام ذهب لكنهم يعرضون مصير حقوق المراة على الاستفتاء خلافا للحقوق الانسانية العالمية وقد ينجح الامير ومستشاريه من حرمان المراة الايزيدية من ميراث ابيها لكنهم لاينجحوا في تحديد المهر الى خمسين غرام ذهب مالم يتعاون معهم المجتمع الايزيدي ابو ازاد30 , 12 , 2007 المانيا / ميونيخ

ليست هناك تعليقات: